سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمال حسين يكتب: قراءة في الاستفتاء علي «التعديلات الدستورية» النتيجة.. تجديد مبايعة من الشعب ل «الرئيس» طوابير لجان الاقتراع.. صفعة قوية ل »دعاة المقاطعة«.. وغرد الرئيس: شعب أبهر العالم.. والتاريخ يسجل بحروف الفخر
جهود أبطال الجيش والشرطة «رائعة» فى تأمين العرس الديمقراطى «لا صوت يعلو على صوت الاستفتاء» هكذا كان حال مصر من أقصاها إلى أقصاها خلال الأيام القليلة الماضية، وهكذا كان حال المصريين في لقاءاتهم وجلساتهم وأحاديثهم في كل مكان وزمان.. حالة من الزخم والاحتفالات والتحركات ودعوات للمشاركة بالاستفتاء على التعديلات الدستورية.. اللافتات التي زيَّنت الشوارع والميادين في جميع أحياء مصر المحروسة لحث المواطنين على المشاركة في هذا الاستحقاق السياسي المهم.. الندوات داخل أروقة الجامعات والهيئات والشركات والمسيرات حدث ولا حرج. كل ذلك كان دافعاً لملايين المواطنين للخروج للإدلاء برأيهم في الاستفتاء.. وجاءت الرياح بما تشتهي السفن، حيث شهدت عملية الاستفتاء إقبالاً غير مسبوق أشاد به القاصي والداني وشهد به الأعداء قبل الأصدقاء وبثته القنوات «الأجنبية قبل المحلية.. مجمل القول إن “الصورة كانت حلوة“ أبهرت العالم كله وجعلت مصر محط أنظار الجميع ينظرون اليها بكل إجلال واكبار ولشعبها بكل تقدير وتوقير. 88% .. قالوا «نعم» ورغم أنني أشارك بالتغطية الصحفية في جميع الاستحقاقات السياسية على مدى ثلاثين عاماً بما فيها غزوة الصناديق التي تغنت بها جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أنني أشهد بأنني لم أر إقبالاً على لجان الاقتراع، ولن أرى كما رأيت هذه المرة، حيث رسم المصريون صورة رائعة أمام صناديق الاستفتاء شارك فيها الشباب والرجال والنساء والفتيات وكبار السن والمرأة المصرية وذوو الاحتياجات الخاصة. وجاءت نتيجة الانتخابات التي أعلنها المستشار الجليل لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات لتعكس وعى جموع المصريين بضرورة وحتمية هذه التعديلات لتلبية مطالب الأمن القومى واستمراراً لاستكمال الإنجازات وتحقيق التنمية المستدامة، كما أبرزت مدى حرص جموع الشعب على المشاركة الفعالة دعمًا للاستقرار والأمن ولتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة. أرقام نتيجة الاستفتاء الذي كان تحدياً واجهته مصر ونجحت به لتقر واقعاً رأيناه جميعاً حيث الإقبال الكبير على لجان الاقتراع وملحمة وطنية لكل فئات الشعب .. شارك في الاستفتاء أكثر من 27 مليون مواطناً بنسبة مشاركة بلغت 44.33%، وبلغ عدد الموافقين الذين قالوا “نعم“ 23 مليوناً 416 ألفاً 741 صوتاً بنسبة 88.83% وعدد غير الموافقين الذين قالوا “ لا “ 2 مليون 945 ألفاً 680 صوتاً بنسبة 11.17%. في حين بلغت نسبة الأصوات الباطلة 3.6% شعب .. يبايع زعيماً وإذا أخضعنا هذه النتيجة الرائعة للاستفتاء للتحليل والتمحيص نخطئ إذا اعتبرناها فقط نتيجة استفتاء على تعديل بعض المواد في الدستور، لكنها تتعدى ذلك بمراحل وتعد بمثابة تجديد مبايعة من الشعب المصري لقائده الرئيس عبدالفتاح السيسي وتأييداً ومباركة من الشعب لكل خطواته وسياساته الداخلية والخارجية، وعرفاناً له بالجميل لدوره الكبير في الحفاظ على مصر والمصريين ضد ما كان يحاك لهم من مؤامرات في الخارج والداخل ونجاحه في إجهاض كل هذه المؤامرات التي كانت تريد تدمير مصر وتشريد شعبها كما حدث مع دول الجوار في ليبيا والعراق وسوريا واليمن ..نتيجة الاستفتاء كانت بمثابة شكر من الشعب للرئيس السيسي لنجاحه في الحرب على الإرهاب والإرهابيين المدعومين من دول ومنظمات وأجهزة استخبارات، والثأر لدماء شهداء الجيش والشرطة الذين ضحوا بحياتهم من اجل الوطن. والحقيقة أن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع هذا الإقبال الكبير من جموع الشعب المصري على لجان الاقتراع.. وربما يقفز إلى الأذهان سؤال أراه حتمياً لماذا هذا الإقبال الكبير؟ في رأيي إن الإجابة أن الشعب المصري يقف وقفة رجل واحد في جميع المواقف الوطنية، وعندما يستشعر الخطر على مستقبل الوطن.. فعندما يتوجه 27 مليون و193 ألفاً و593 ناخبًا الى صناديق الاقتراع بنسبة 44.33%، وعندما يوافق 23 مليوناً و416 ألفاً و741 صوتًا بنسبة 88.83%، على التعديلات الدستورية وعندما يرفض 2 مليون 945 و680 ألفاً صوتاً بنسبة 11.17% فهذا يعني ان الجميع يريدون أن يبعثوا رسالة للعالم أجمع بأن الشعب المصري يقف على على قلب رجل واحد خلف قائده يؤيد ويساند كل خطواته من أجل بناء مصر التي نحلم بها جميعاً.. وهناك أيضاً عدة أسباب أخرى لهذا الإقبال يأتي على رأسها ذلك الحشد الشعبى للموافقة على التعديلات الدستورية التي حملت مكتسبات وبشرى لعدد من الكتل السكانية مثل كتلة المرأة وكتلة العمال والفلاحين وكتلة ذوي الاحتياجات الخاصة وكتلة كبار العائلات التي استبشرت خيراً بعودة مجلس الشيوخ للحصول على الكرسي النيابي الذي توارثته كبار العائلات سنوات طويلة. أيضاً الدور الكبير والتيسيرات الكبيرة التي قامت بها الهيئة الوطنية للانتخابات التي خصصت لجاناً للوافدين الذين يقدرون بعدة ملايين من المصريين وهذا ما شاهدناه جلياً لأول مرة في لجان العاصمة الإدارية الجديدة ولجان محطة مصر للسكة الحديد ولجان مطار القاهرة الدولي وكان لذلك دور كبير في توسيع مجال المشاركة. كما أن الهيئة الوطنية للانتخابات استحدثت لأول مرة استمارة اقتراع بطريقة (برايل) تيسيراً علي متحدي الإعاقة من المكفوفين ملحمة .. المصريين بالخارج ولم يكن المصريون بالخارج أقل وطنية من أهلنا بالداخل، بل أثبتوا أنهم وطنيون حتى النخاع وكانوا خير سفراء لمصر في بلاد الخواجات رغم الحملات المغرضة على مواقع التواصل الاجتماعي التي استهدفت تفتيت عزيمتهم وتقليل حماسهم. المصريون في الخارج رسموا ملحمة وطنية في حب مصر.. رأينا في السعودية من حرصوا على المشاركة في الاستفتاء بملابس الإحرام.. ورأينا طوابير طويلة أمام جميع القنصليات والسفارات المصرية وكانت الكثافة الأكبر في جميع الدول العربية خاصة السعودية ودول الخليج العربي. المستشار محمود الشريف نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات والمتحدث باسمها أكد أن تصويت المصريين بالخارج في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية تم داخل 140 مقراً بالسفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية في 124 دولة باستثناء 4 دول لم يتم فيها الاستفتاء وهي سورية وليبيا واليمن والصومال لظروف الأحداث بهذه الدول، وشهدت عملية الاستفتاء إقبالاً كثيفاً، حيث تم تزويد جميع السفارات والقنصليات التي جري فيها الاستفتاء بأجهزة القارئ الإلكتروني وزيادة عدد تلك الأجهزة تحديداً بالسفارات التي بها كثافة عالية للمصريين، مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وعدد من الدول العربية كالكويت والسعودية والإمارات. صفعة .. لدعاة المقاطعة أستطع أن أقولها بكل صراحة إن نتيجة الاستفتاء وجهت صفعة قوية من الشعب المصري العظيم للداعين إلى مقاطعة الاستفتاء الذين استماتوا خلال الأيام الماضية لحث المصريين على المقاطعة، ولجأوا إلى الكذب والفبركة والتزوير عبر مواقع سوشيال ميديا للترويج لشائعات ونشروا صوراً وفيديوهات كلها أكاذيب في أكاذيب لتضليل الشعب المصري وتشويه صورة مصر أمام العالم بعدما فشلت دعواتهم للمقاطعة. تغريدة .. شكر رئاسية وفور إعلان نتيجة الاستفتاء غرد الرئيس السيسي موجهاً الشكر والتقدير والاعتزاز للشعب المصري. وقال عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: “تحية تقدير واعتزاز للشعب المصري الذي أبهر العالم بوعيه القومي بالتحديات التي تواجه مصرنا العزيزة.. إن ذلك المشهد الرائع الذي صاغه المصريون بعبقريتهم حين شاركوا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ممارسين حقهم السياسي والدستوري سيُسجل بحروف الفخر في سجل أمتنا التاريخي”. جهود.. الجيش والشرطة أعتقد أن جميعنا شاهد بنفسه تلك الجهود الجبارة التي بذلها رجال القوات المسلحة والشرطة لتأمين عملية الاستفتاء وما قدموه من تيسيرات للناخبين ومواقف إنسانية رائعة حتى تمت بفضل الله دون وقوع أي حادث يعكر صفو العرس الديمقراطي؛ لذلك وجب أن نوجه لهم الشكر والتقدير والامتنان..والشكر موصول أيضاً لرجال القضاء الذين أشرفوا على الاستفتاء وللهيئة الوطنية للانتخابات للتنظيم الجيد والإعداد المتقن لجميع إجراءات ومراحل عملية الاستفتاء لإتمام عملية الاستفتاء بنجاح منقطع النظير، والآن أصبحت التعديلات الدستورية، نافذة وبمجرد إعلان النتيجة أصبحت مواد التعديلات من صلب الدستور فيما يتعلق بمنصب نائب رئيس الجمهورية، وتخصيص ربع مقاعد مجلس النواب للمرأة وزيادة الفترة الرئاسية إلى 6 سنوات بدلاً من 4 وإنشاء مجلس الشيوخ وفصله عن مجلس النواب. انتهى الاستفتاء ولم تنته ملحمة الشعب المصري التي أبهرت ولا تزال تبهر العالم.. وتحيا مصر.