جثث عدد من القتلي جراء سلسلة انفجارات فى سريلانكا »صورة من أ ف ب« أدان الرئيس عبد الفتاح السيسي بأشد العبارات التفجيرات الإرهابية التي وقعت أمس في سريلانكا. وتقدم الرئيس السيسي بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا والمصابين. وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس السيسي أكد علي أن الإرهاب الأسود يشكل جرحا غائرا في ضمير البشرية ويعلن مرة بعد مرة استخفافه بالروح البشرية وعدم احترامه لقدسيتها. وأوضح الرئيس السيسي أن الأمر يحتم العمل الدولي المتكاتف لوضع حد لخطر الإرهاب لتقويض نشاطه من خلال مواجهة شاملة لكافة عناصره. وقد لقي 207 أشخاص بينهم 35 أجنبيا مصرعهم وأصيب نحو 450 آخرين أمس في ثمانية تفجيرات استهدفت كنائس وفنادق بسريلانكا تزامنا مع احتفالات عيد الفصح، في هجمات لم تشهدها البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية عام 2009. ووقعت الانفجارات في كنيسة »سانت أنتوني» بالعاصمة كولومبو وكنيسة »سانت سيباستيان» في بلدة نيجومبو شمال العاصمة، وكنيسة »زيون» في باتيكالوا بالإقليم الشرقي. كما استهدفت الهجمات ثلاثة فنادق فاخرة هي سينامون جراند وشانجراي - لا وكينجسبري فضلا عن تفجير انتحاري نفسه في مبني بالضاحية الشمالية للعاصمة. وأظهرت صور جثثا علي الأرض ودماء علي المقاعد الخشبية وسقفا مدمرا. وجاء في نداء بالإنجليزية نشرته كنيسة سانت سيباستيان في صفحتها علي فيسبوك »اعتداء علي كنيستنا، نرجوكم أن تأتوا لمساعدتنا إن كان أفراد من عائلتكم فيها». وأعلنت الحكومة فرض حظر للتجول لمدة 12 ساعة وحجب شبكات التواصل الاجتماعي لمنع انتشار الشائعات والمعلومات الكاذبة. وانتشر الجيش في أنحاء البلاد وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار كولومبو الدولي. وبعد التفجيرات، ذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم اعتقال 7 أشخاص وقتل ثلاثة من رجال الشرطة خلال مداهمه منزل بالعاصمة. وأعلن وزير التعليم أكيلا فيراج كارياواسام إغلاق جميع المدارس اليوم وغدا. وقبل عشرة أيام من الهجمات، حذر قائد الشرطة الوطنية بوجوت جاياسوندارا من أن »جماعة التوحيد الوطنية» تخطط لتنفيذ هجمات انتحارية علي كنائس كبري والمفوضية الهندية العليا. وندد رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينج علي حسابه علي تويتر ب»هجمات جبانة»، داعيا إلي اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني. وقال إن الحكومة تتخذ خطوات سريعة لمواجهة هذا الوضع. وطالب المواطنين أن يبقوا متحدين وقويين في هذا الوقت المأساويي وأمر الرئيس مايثريبالا سيريسينا قوة المهام الخاصة بالشرطة والجيش بالتحقيق لمعرفة المسئولين عن الهجمات ومخططاتهم. وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1٫2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ولم تتبن أي جهة مسئوليتها عن الهجمات التي وقعت في بلد كان في حالة حرب منذ عقود مع الحركة الانفصالية السريلانكية »نمور التاميل» شهدت خلالها العاصمة سلسلة من الاضطرابات قبل أن تتمكن الحكومة من القضاء علي الحركة وقتل قائدها وتصفية التمرد في مايو 2009. وأدانت مصر والعالم سلسلة الانفجارات في سريلانكا. وأعرب بيان لوزارة الخارجية علي أن هذه الأعمال الوحشية الخسيسة التي تستهدف الأبرياء ودور العبادة لن تنجح في تحقيق مآربها مشيرا إلي ثقة مصر في تجاوز سريلانكا الصديقة لتلك الأزمة. كما أدان الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الهجمات الدموية في سريلانكا أمس. وقال شيخ الأزهر في تغريدة علي الحساب الرسمي لمشيخة الأزهر الشريف علي موقعي تويتر وفيسبوك: »لا أتصور آدميا يستهدف الآمنين يوم عيدهم. هؤلاء الإرهابيون تناقضت فطرتهم مع تعاليم كل الأديان». وأدانت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر التفجيرات الإرهابية. وأدانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلي رأسها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية سلسلة التفجيرات. واستنكرت الكنيسة بشدة كل أنواع العنف ضد أي إنسان أيا ما كان معتقده أو جنسه أو جنسيته. من جانبها، أعربت كنائس الأراضي المقدسة عن تضامنها مع سريلانكا وجميع سكانها ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجمات ب»الإجرامية البشعة». كما أدانت السعودية الهجمات وأعربت الإمارات عن إدانتها واستنكارها لهذه الأعمال الإرهابية، وأكدت الخارجية الإماراتية في بيان وقوف بلادها وتضامنها مع الحكومة والشعب السريلانكي في مواجهة العنف والتطرف، داعية المجتمع الدولي إلي التكاتف لمواجهة هذه الآفة الخطيرة. وبدورها، وصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الهجمات ب»أعمال عنف مروعة». وأكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم دعمه لسريلانكا. وقال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إن الهجمات »عنف قاسٍ». وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله بمعاقبة منظمي ومنفذي هذه الجريمة الوحشية. وندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالهجمات وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة الأعمال الشنيعة. وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن الكراهية الدينية والتعصب يجب ألا ينتصرا. كما أدانت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن في بيان »كل الأعمال الإرهابية». وأضافت أن »مشاهدة هجوم في سريلانكا لدي وجود الناس في كنائس وفنادق أمر صادم». وقال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانتشيث في حسابه علي تويتر إن الإرهاب والهمجية لن يتمكنا أبدا من هزيمتنا.