الرئيس السيسي طالب المجلس الأعلى للجامعات بالمشاركة فى الثورة الصناعية الرابعة »الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرات التكنولوجيا البازغة قد تسحق الأجيال القادمة» عند هذه المقولة التي ذكرها مدير المعهد الهندي للتكنولوجيا توقف الرئيس السيسي أثناء حضوره افتتاح المنتدي العالمي للتعليم العالي مؤخرا، خاصة وأن انعكاسات التطور التكنولوجي الهائل تؤكد اختفاء عدد كبير من الوظائف التقليدية وظهور وظائف أخري تحتاج مهارات تكنولوجية غير محدودة، وهنا أكد الرئيس أن الدول المتقدمة قد تكون قادرة علي استيعاب هذا التطور، بينما الشعوب النامية قد لا تستطيع، لذا طالب السيسي بضرورة استنهاض همم المصريين وأعضاء المجتمع الأكاديمي في مصر والتواصل بين العلماء لمواكبة هذا التغير الهائل، قائلا: »إننا لم نشارك في الثورة الصناعية الأولي أو الثانية أو الثالثة ويجب ألا تفوتنا الثورة الصناعية الرابعة». رغم المخاطر المحتملة التي سبق أن أعلنها منتدي دافوس الاقتصادي عن اختفاء 60% من الوظائف التقليدية خلال السنوات العشر القادمة، كانت هناك مجموعة من الرسائل أطلقت خلال المنتدي العالمي للتعليم العالي تؤكد أن مصر ليست بعيدة عن التعامل مع التكنولوجيات البازغة والتي تهدد بسحب البساط من تحت أقدام الإنسان لصالح »الروبوتس». منصة عالمية أولي هذه الرسائل أو البشائر كانت علي لسان د.أمير الشيخ الباحث في مجالات علوم الحاسب الآلي وممثل هيئة الرقابة الإدارية الذي أعلن عن إطلاق أول منصة مصرية لتبادل العلوم والتكنولوجيا علي مستوي العالم كله »science hub» والتي تعد سوقا للمعرفة بأيادٍ مصرية 100%. الفوائد التي توفرها هذه المنصة كثيرة، فنحن نتحدث عن وسيلة مبتكرة علي غرار وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بدون سلبيات هذه الوسائل، والتي التي لا تحصي، فالمنصة المصرية وكما أوضح الباحث أمير الشيخ تركز علي التعليم والصحة والتكنولوجيا، حيث تتيح التواصل بين العلماء والباحثين من جهة وبين الباحثين والصناعة وجهات التمويل من جهة ثانية وبالتالي يكتمل المربع الناقص الذي كنا نبحث عنه طويلا، إضافة إلي أن المنصة توفر تبادل الخبرات والمعلومات، كما توفر الإطلاع علي آخر الأخبار حول الشبكة التي تخص المستخدم. وستقوم المنصة أيضا والحديث مايزال علي لسان الشيخ ستقوم بتوجيه مجال البحث العلمي لسد العجز في المجالات ذات المستوي التكنولوجي. الذكاء الاصطناعي بالتوازي جاء تأكيد د.خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن مصر تعمل علي الاستفادة من أعداد الشباب، أو الزيادة السكانية لاستثمارها، بدلا من أن تصبح عبئا، حيث يتم العمل علي تدريبهم وتجهيزهم لسوق العمل العالمي، وتنشئة أجيال قادرة علي مواكبة التطورات. وقال عبد الغفار إن الوزارة اتجهت إلي توطين الذكاء الاصطناعي في الجامعات المصرية من خلال الموافقة علي إنشاء أكثر من كلية وقسم في هذا المجال، وأعلن عن مطالبته اللجنة العليا للبعثات بإعادة النظر في الإجراءات الخاصة بخطة البعثات والمبعوثين، وزيادة البعثات العلمية للخارج في مجالات الذكاء الاصطناعيي والتكنولوجيات البازغة بما يتوافق مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة. التدريب والمهارات ما سبق خطوات جيدة، لكن سؤال يبقي هل تكفي، المؤشرات تقول لا فهناك خطوات وخطوات كثيرة يجب أن تسارع إليها الجامعات والمراكز البحثية، حتي لا يتم سحق خريجي الكليات التقليدية علي مدار السنوات العشر القادمة، فنحن نتحدث عما لا يقل عن 300 ألف خريج سنويا من الكليات النظرية، وهؤلاء يحتاجون إلي شراكات تعقد مع مؤسسات صناعية كبري توفر لهم تدريبا علي أعلي المستويات وتصقلهم بالمهارات التكنولوجية التي تجعلهم قادرين علي المنافسة في عالم التكنولوجيات البازغة، فهل قررنا التحرك وبسرعة هذا ما تثبته الفترة القليلة القادمة.