بدأت أمس وقائع الجلسة العلمية الأولي للمنتدي العالمي الأول للتعليم العالي والبحث العلمي تحت عنوان "الثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيا البازغة.. هل نحن مستعدون؟" وتدور محاور هذه الجلسة حول ما الذي يجب ان تقوم به الجامعات والهيئات المحلية لإعداد انفسها وما هي التوقعات المستقبلية في التعليم العالي والتوظيف. يشارك في الجلسة البروفيسور يوشيرو انزاي رئيس الجمعية اليابانية لترويج العلوم والدكتور رانكوبال راو مدير المعهد الهندي للتكنولوجيا بمدينة دلهي بالهند والدكتور اندرو بالاس بجامعة اوجوستا بالولايات المتحدةالامريكية والدكتور جاي ديتريك نائب رئيس سيسيكو للأنظمة والاستاذ اندرو ويليامسون نائب رئيس شركة هواوي للتكنولوجيا والدكتور أمير طاهر من الهيئة الرقابية. قال البروفيسور يوشيرو انزاي رئيس الجمعية اليابانية لترويج العلوم من اليابان. في كلمته خلال الجلسة العلمية الأولي للمنتدي العالمي الاول للتعليم العالي والبحث العلمي. ان بلاده تعتمد علي 3 اتجاهات اساسية لمواكبة التقدم. وهي اتجاه تغيير النظم الصناعية لذاتها بمعني البنية التحتية الصناعية. الثاني اصلاح التعليم. والثالث متعلق بالوظائف والعمل. قال انزاي ان هناك الكثير من التغيير في مجالات العلوم والتعليم وهناك تحول رقمي كبير يحدث في الفترة الزمنية الحالية. مضيفا انه بالنسبة للعمل والوظائف ليست بمعزل عن هذا التقدم والتغير. اشار إلي ان اليابان تعمل حاليا علي تقوية الوضع في التعليم. لاسيما فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وكذلك فيما يسمي بعلوم البيانات والأمن السيبراني بالاضافة الي تعزيز المهارات والمعارف. من جانبه اعرب الدكتور اندرو بالاس استاذ بجامعة اوجوستا بالولايات المتحدةالامريكية في الجلسة التي انطلقت امس بعنوان "الثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيا البازغة.. هل نحن مستعدون؟" عن شكره لجميع الحاضرين بهذا المنتدي الذي وصفه بأنه رائع. وثمن بالاس جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي الرامية للقضاء علي فيرس سي "الالتهاب الكبد الوبائي" في البلاد مضيفا ان السجلات الالكترونية ساهمت بشكل كبير في علاج المرضي وذلك عن طريق تسجيل طرق العلاج والادوية التي يتناولها خلال فترة مرضهم. اضاف : "نحاول في الوقت الراهن دعم اتخاذ القرارات التي تعتبر ضرورية للمريض" معربا في ختام كلمته عن امله في ان يسفر هذا المنتدي عن خلق مستقبل ملهم للجميع. من جانبه. أكد الدكتور جاي ديتريك نائب رئيس سيسيكو العالمية للأنظمة. الذي عمل في مساعدة الدول علي التحول الرقمي علي المستوي الحكومي والخاص. ان هناك ثلاثة مجالات يجب التركيز عليها والتي تعتبر العناصر الرئيسية التي ستدفع الامور في مصر للأمام فيما يتعلق بخلق الوظائف والناتج المحلي الاجمالي وبناء بيئة مستدامة للابداع والابتكار وهي التعليم والصحة والدمج. اضاف ان هناك ايضا 3 مجموعات لابد ان تعمل سويا لتحقيق النجاح وهي "الصناعة والاكاديميين والحكومة" وبدون ان يعمل الثلاثة جنبا الي جنب في شكل متضامن فلن نحصل علي القيمة الفعلية للتحول الرقمي. أشار الي دراسة قد صدرت مؤخرا تتوقع انه من الآن وحتي عام 2022 فإن 75 مليون وظيفة سوف تستبدل بأساليب رقمية. لكن في المقابل ستخلق 33 مليون وظيفة. قال : "اذا تمكنا من العمل سويا لتدريب العاملين المستقبليين ليكون لديهم المهارة والعمل بشكل جيد فسيعمل ذلك علي توافر الكثير من الوظائف والنمو الكبير في الناتج المحلي الاجمالي. فيما اكد الدكتور رانكوبال راو. مدير المعهد الهندي للتكنولوجيا بمدينة دلهي الهندية. ان الهند بها 500 مليون طفل يعملون بالرغم ان اعمارهم اقل من السن المسموح بها للعمل في الوقت الحالي. لافتا الي ان هناك العديد من المبادرات. والكثير من البرامج الحكومية تتم في الهند. وتسعي لتحسين التخطيط. كما ان للحكومة دوراً مهماً في ذلك. قال راو - خلال وقائع الجلسة الأولي للمنتدي العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي. بعنوان الثورة الصناعة الرابعة والتكنولوجيات البازغة.. هل نحن مستعدون؟؟ ان الكثير من التكنولوجيات ستؤثر علي جيل من البشر. لان ذلك الانفجار التكنولوجي سيحدث. وهناك جيل سيعاني. ولكن علي الاقل. يجب ان نجعل هناك تدريباً يستعين به هذا الجيل. والحكومة الهندية قد أوكلت ذلك لمعهدنا. وكنا واحداً من أهم المعاهد في الهند ومازلنا. اضاف : "نعمل علي تخفيف مشكلة عمالة الاطفال. ورفع حدتها من علي عاتق المجتمع. ونحن نزيد من عدد طلاب الدكتوراه في مجالات معينة. حيث تخصص الحكومة الهندية موارد معينة لطلبة الدكتوراه في مجالات محددة. كما بدأنا الكثير من برامج الدبلومة. ولدينا برامج مدتها 6 اشهر. كما وفرنا تدريباً للمدربين. ونحن نعمل مع اطراف اخري في المجتمع. وتابع يمكن استخدام تلك التكنولوجيا الحديثة في المجالات الزراعية والتعليم. وقطاع المشروعات الصغيرة. والمتوسطة. وخاصة الشركات الناشئة. حيث تبدأ الحكومة في ايجاد مصادر متاحة. ونقوم ببناء كمبيوتر ضخم يقوم بتسهيل العمل في المؤسسات والمنشآت الحكومية وذلك لتوفير البيانات للمواطنين وجمع علوم البيانات بطريقة هيكلية. من جانبه قال اندرو ويليامسون نائب رئيس شركة هواوي للتكنولوجيا خلال الجلسة. "إننا حاليا علي اعتاب ثورة صناعية رابعة. حيث اجتمعت الكثير من التكنولوجيات لظهور تكنولوجيا الجيل الخامس. وكلها تحدث تطورات كبيرة في مجال التكنولوجيا ومجالات الكمبيوتر. وتأثير هذه التكنولوجيات علي الاقتصاد والمجتمع سيكون تأثيرا كبيرا واكبر مما رأيناه في السابق. اضاف ان هناك تخوفا كبيرا من ان يحل الانسان الآلي محل العنصر البشري لما يقوم به من وظائف كثيرة. ان العنصر البشري يقوم بمهام محددة يمكن ان يحلها الانسان الآلي بسهولة لذلك لا يجب تقليل الاعتماد علي العنصر البشري في مقابل الانسان الآلي. اكد انه يجب علي الحكومات والمجتمع المدني العمل معا لتمهيد الطريق والعمل علي ايجاد حل ايجابي لكافة التكنولوجيات البازغة في العقد القادم. وبسؤاله عن هل هناك خطط من الدولة للتعامل مع التطور السريع في مجال التكنولوجيا والذكاء الصناعي. اكد الوزير الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان مصر ترتكز علي التعليم والتدريب من اجل اللحاق بالركب التكنولوجي. لافتا الي ان وزارة الاتصالات تعمل مع وزارة التعليم العالي علي استراتيجية للذكاء الاصطناعي بجناحيها في التعليم الجامعي ثم التدريب والتعليم ما بعد لكي نكسب شبابنا مهارات تتعلق بعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي. اوضح ان مصر لديها فرصة هائلة لكي تتبوأ مكانة مرموقة في مجالات التكنولوجيا حيث انها تخطو خطوات ثابته في مجالات التحول الرقمي ومشاريع ناجحة كثيرة تظهر تباعا في هذا المحور. حيث ان هذه المشاريع تنتج ثروة بيانات هائلة. لافتا الي ان البيانات هي الثروة الطبيعية للقرن 21 ولكن شأنها شأن ثروة طبيعية كالماء. والبترول وغيره لابد من ان تستخرج منه قيمة وهذه القيمة تستخرج من تبني تكنولوجيات مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وغيرهما. أشار إلي أن مصر لديها فرصة هائلة في علوم مثل تبني تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الكلي للدول في الزراعة الدقيقة والصحة والتشخيص الآلي وهناك العديد من المجالات التي يمكن لنا ليس فقط ان نعتمد عليها في مواجهة تحدياتنا ولكن ايضا في خلق فرص عمل متنوعة ومتعمقة في كافة اطياف تكنولوجيا المعلومات. وكشف ان الانسانية تنجذب الي ماهو حديث وتتبناه وتتعلمه بسرعة فائقة. ولذا لايجب ان نتخوف من ظهور تكنولوجيا ويجب ان نعي ان التكنولوجيا تخلق وظائف جديدة ولكن التحدي هو في كيفية اكساب الانسانية مهارات وملكات جديدة تساعدهم علي الخوض في سوق العمل والمنافسة فيه وبين عمرو طلعت ان 65% من الوظائف التي نراها اليوم ستندثر خلال عقد من الزمن. بدوره اكد الدكتور أمير طاهر الشيخ عالم واستاذ في مجالات علوم الحاسب. وممثل الهيئة الرقابية انه تم الانتهاء من منصة العلوم والتكنولوجيا الخاصة بتداول المعرفة وتنظيمها. مبينا انها أول منصة مصرية لتداول العلوم والتكنولوجيا علي مستوي العالم كله. قال الشيخ خلال جلسة الثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيات البازغة.. هل نحن مستعدون؟! ان الدولة المصرية تتطور بخطي ثابته من مرحلة البنية التحتية الي الانتاجية ثم الي التنافسية. مؤكدا ضرورة تعاون وزارة التعليم ووزارة الصناعة والحكومة معا وهي ما تعرف باسم منظومة الابتكار الوطني من اجل تحقيق التقدم في المجتمع. عقب كلمته تم عرض فيلم تسجيلي يعرض اهتمام الدولة المصرية بتطوير منظومة العمل البحثي والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة لسد الفجوة بين منظومة العمل البحثي وبين المؤسسات الصناعية والشركات الناشئة ومصادر التمويل. عرض الفيلم ما قامت به هيئة الرقابة الادارية بالتعاون مع اكاديمية البحث العلمي. بعمل منظومة التقاء الفرص بالمهارات لتكون حلقة الوصل بين الكوادر البحثية وفرص الاستفادة منها في المجالات التطبيقية. عقب الفيلم اوضح طاهر. ان هذه المنظومة والتي تم تنفيذها بايد مصرية بنسبة 100% هي منصة يمكن من خلالها بناء خريطة مصر للتكنولوجيا مؤكدا انها فرصة للمؤسسات البحثية لرفع بصمة المعرفة وادارتها وحسن ادارة الكوادر البشرية. بالاضافة الي انها فرصة للمؤسسات الصناعية للوصول إلي الكفاءات المتاحة بالدولة وربطها مع العملية البحثية. واختتم قائلا : "ان هذه المنصة هي أبرز شيء نهديه لافريقيا وهو التكامل التكنولوجي مع افريقيا اثناء رئاسة مصر للاتحاد الافريقي. كما انها فرصة لعمل بيئة تواصل صحية نصدرها للعالم كله ونفتح بها اوصال التعاون التكنولوجي مع العالم. وفي مداخلة للرئيس السيسي اكد خلالها أننا نحتاج تغيير ثقافة التعليم في مصر وطرق التعامل معه. مشددا علي ضرورة بذل اقصي الجهد كعلماء ومواطنين حتي لا تفوتنا المشاركة بإيجابية في الثورة التكنولوجية الرابعة بعد ان فاتت دولنا المشاركة الحقيقية في الثورات الثلاث التي مر بها العالم من قبل.