لاشك اننا نعيش في هذه الحقبة الزمنية المليئة بالصراعات العلمية في شتي المجالات، والمثال على ذلك، المجال الوراثي وعلاقته بالأمراض فمنذ اكتشاف الراهب النمساوي مندل علم الوراثة والعوامل الوراثية من خلال تباين زهور البازلاء، وأصبح هناك صراع المعرفة Knowledge challenge حيث تم اكتشاف المادة الوراثية DNA على يدي العلماء واطسون وكريك في خمسينيات القرن الماضي، ثم توالت الأبحاث بعد ذلك لتكتشف ان هناك ما يسمى بالجينات الوراثية وهى المسؤولة عن التحكم في الصفات الوراثية مثل لون العين والشعر ولون البشرة او الجلد وكذلك الطول والقصر ثم عرف بعد ذلك الجينات السائدة والجينات المتنحية، وأيضا الجينات الجسمية والجينات الجنسية وفى الاتجاه الاخر زادت وتنوعت الأمراض أو بمعنى آخر عرف الانسان أمراض لم يكن له عهد بها من قبل إضافة الى ذلك لم يعد هناك استجابة لبعض العلاجات التقليدية حيث بدأ العلماء في صراع جديد لاكتشاف بديل لهذه العلاجات، حيث تم اكتشاف الخلايا الجذعية Stem cells وهي مازالت في الطور الإكلينيكي، علاوة على دراسة ما يعرف بالعلاج الجيني، ومازالت هذه الدراسات في الطور التجريبي سواء في حيوانات التجارب أو على مجموعة من البشر يطلق عليهم المتطوعين »olunteers لخدمة البشرية. ومع ذلك فان احتمالية نجاح مثل هذه العلاجات الخلوية او الجينية ما زال تحت الدراسة، مع العلم أن علم الوراثة والامراض الوراثية تخضع لقانون الاحتمالات فعل سبيل المثال هناك بعض الامراض الوراثية في الآباء قد لا تتوارث في الجيل الأول ولا الثاني وقد تظهر في الجيل الثالث لذلك فان الاكتشافات الجديدة والتي مازالت في حيز التجارب تضع العلماء أيضا في محنة من الأمر، لأن استخدام مثل هذه الادوية لابد ان تخضع للسيطرة البيولوجية وقد يطرأ عليها عامل بيئي مطفر قد يجعلها أشد وطاءة وضراوة وهناك نموذج آخر من الأمراض الفيروسية تضع العلماء في محنة مثل الفيروسات التي يكون محتواها الوراثي من النوع کNA وهو سريع التغير والتطفر مما يصعب التعامل معه من خلال الجهاز المناعي وفى محاولات علاجية لمثل هذه الفيروسات، مثل استخدام مشابهات القواعد النووية أو الفاكسينات، الا أنه قد يتحول الى فيروس أشد ضراوة وشراسة More virulence بعكس ذلك فيروس الالتهاب الكبدي نوعHepatitis B virus والذي يحمل مادة وراثية من نوع DNA والذي يسهل السيطرة عليه، لأنه اقل تطفر وتغير بالإضافة الى سهولة التعرف Recognition علية بواسطة الجهاز المناعي، لذلك لابد من مزيد من الاجتهادات والبحث لتفادى كل هذه المعوقات .