استأذن عروسته وتركها على فراش الزوجيه، ثم ذهب الى غرفة مجاوره، واشعل سيجارة وراء الأخرى، مثل نار الشك التى تحرق قلبة، وليصنع غيوماً من الدخان اشبة بتلك الغيوم التى تحاول حجب الحقيقة عن عقله، اغمض عينيه قبل ان يلتقط هاتفه المحمول، ويفتح حساب زوجته على موقع التواصل الإجتماعى، ليجد رسالة مريبة من شخص مجهول تتصدر صفحتها الشخصيه، عبارة عن ثلاث كلمات اشبة ثلاث دانات صوبت تجاه قلبه، صاحب الرسالة يقول لعروسته: "ازيك يا بطة". احتضن رأسه يائساً بائساً بين كفيه، قبل ان يتنهد تنهيدة طويلة، ويتذكر لقاؤه الاول بحبيبته التى طالما حلم ان يخطفها على جواده، ويفوز بها كزوجاً مستقبلياً، لتقفز المشهد من جديد فى رأسه، عندما شاهدها لأول مره فى حفل زفاف صديقه، كانت مدعوه ضمن الحاضرين، هيا الأخرى صديقة العروس، شعر إنها الملاك الذى سيحول حياته الى حجيم، وتذكر ايضاً ان عقله إنفصل تماماً عن حفل الزفاف، وسافر الى عالم تخيل فيه إن تلك هى ليلة زواجه بتلك الجميلة التى رأها من بين عشرات الحاضرين. الهادىء الذى تحول الى عاشق فى عضون لحظات، سار بين المدعوين يسأل عنها، حتى إنه ذهب الى صديقه العريس وسأله عن تلك الفتاة الجميلة التى رأها، بيشير له انها صديقة عروسته، وإنه سيساعده بعد حفل الزفاف فى التعرف عليها إذا كان صادقاً فى الزواج منها. مرت الساعات واللحظات على العاشق وكأنها أزمنه لا تنتهى، حتى وصلته مكالمة من صديقه العريس يخبره فيه ان عروسته قد رتبت له لقاءاً مع الفتاة التى اعجب بها، مشيراً له انها لم تتزوج بعد، وإنها هى الأخرى تنظر فارس الاحلام الذى تتزوج منه، أزمنه اخرى تمر ثقيلة على قلب العاشق حتى جمع اللقاء الاول بينهما، وخلال اسابيع قليلة كانت العائلات تتبادل الزيارات ويتم تحديد ميعاد الزفاف بين الحبيبين. اليوم.. قد مر اربعين يوماً بالتمام والكمال على العروسين فى عش الزوجية، واليوم تأتى رسالة اليها عبر صفحتها الشخصية تزيد شكوكه وتشعل قلبه بالنار، فمنذ تزوجها وهو يشعر ان تصرفاتها غير عادية تخلو من المنطق، تتعامل معه كالعشيق الذى تعرفه منذ سنوات طويلة، جرئية الى حد غير معقول، وكأنها تزوجت عشرات المرات من قبل، والآن يجد تلك الرسالة، خلافاً عن إنها مشغولة دائما بصفحتها على مواقع التواصل الإجتماعى، منعزله عنه لساعات طويلة. يعاود العاشق النظر الى حساب عروسته ويجد الرسالة قد إختفت تماماً، يثور بعدما تأكد ان هناك لغزاً فى حياة زوجته، يثور ويقف منتصاً ثم يقذف بهاتفه المحمول فى الحائط ليتحطم تماماً، وعلى اثر الصوت جاءت زوجته مذعورة، ليعاجلها بسيل من الاسئلة التى تتعلق بها، أما هى فقررت الصمت، وفى الصباح إكتشف إختفائها من المنزل، وبالسؤال علم إنها عادت الى منزل اهلها، حاول اعادتها ولكنها رفضت. الشكوك تتحول الى حرباً قضائية بين الزوجين، حيث قرر محمود اللجؤ الى محكمة الأسرة بزنانيرى يطالبها فيها بالطاعة، وان تعود الى منزلها، فيما ردت العروسة بمحاضر ودعوى قضائية ضده بتبديد المنقولات، وبسبب ما سمعته انها يشك فى الجنين الذى أصبح يتحرك فى احشائها، قررت اللجوء الى المحامية منال مسعد لرفع دعوى إثبات نسب ولمحاولة منها لحل هذه المشكلة التى تفجرت بسبب " الفيس بوك"، ومازالت الحرب قائمة.