عيد بأيّة حال عُدتَ يا عيدُ أمّ البلادُ فجمْر البُؤس عاوَدها أينَ السّرور وَوجه الأرض مَدخنةٌ عاميْن أمشي علي الأوجاع ما طلعتْ عاميْن نخرج مِن ليْل إلي ظُلَم قد كان فجري سَليل النّور في لُغتي كانت يداي كما الأنهار جاريةً كانت سمائي كوجْه الله ضاحكة يا من شربتُم علي أنخاب دوْلتكم كنتم شتاتا فهبّ الشّعب حرّركم فالآن جُرتم وضاع العهدّ من جَحدٍ ماذا يُؤمّل ممّن خان مَوْعدَه لو ضجّ فيكم دمُ الأحرار ما انتفضتْ لو كان فيكم رَفيف العزّ والشّرف لو كان فيكم وَفاء الحرّ ما كذبتْ هذا علي وَتر الأنخابِ صَوْلتُه والنّاس صُمّ فلا قلب ولا بَصرٌ يا شاعرَ المجْد هذا العصْر مكذبة يا شاعر السّيف لا تأسي علي وَطن يا شاعر السّير في الظّلماء من وَله ماذا غنمتَ من الأحلام تكتُبها كم كنتَ تشقي بزرْع النّور في المُقل »لولا العُلا« قلتَ، ما جُبْنا علي قلقٍ بما مضي أم لأمر فيك تجديدُ« »فليتَ دونك بيدا دونها بيد« كيف احتفالي وثَغرُ الحُلم موؤودُ شمسُ البلاد ولا غنّي بها عُودُ لا اللّيْلُ يَقضي، كأنّ اللّيْلَ جُلمُود فالآن أهذي وبابُ الشّعر موصود منها الضّياء ومنها الحقّ مولود والأرض حُضن بريح الأمّ منضود ها قد كَرعتُم وعِرق الأرض مفصود والموْتُ بحرٌ إلي الأهوال مشدودُ أين الكرامةُ، أين الفضل والجودُ لا الفِعلُ زّيْنٌ وحتّي القَوْل مردودُ هذي البلادُ ولا صاحتْ بنا: عودُوا ما كان يَلهو بكمْ وَغدٌ ورِعديدُ علي المنابر رُهبانٌ وعِربيدُ وذو صلاةٍ وشأن الفعلِ تَفْنيدُ كالشّاء يمضي بها للذّبْح مَجدُود فالقوْل مَيْن وكلّ الخلْق ترديدُ هذا الزّمان علي الأحرار تنكيدُ لا الدّربُ يَفني ولا تُجدي الأغاريدُ غيرَ الشّقاء علي الآفاق ممدود كم ذمّ زرعَك عُميانٌ مناكيدُ قفْرَ الفِجاج وما ضجّتْ بنا البِيدُ قد كان أطيبَ من ذا التّيه في الظّلَم قد كانَ أطيب لولا النّفس أرّقها يا شاعر المَجْد ما يصفو لنا زمنٌ هانَ الملوكُ، أطاع القوْمُ رُومَهُمُ والدّينُ شيْطنة ترْبُو تجارتُه أكلّما خانَ في الأوطانِ ذو شغبٍ هذي بلادي وعيْنُ الذلّ مُغضِية ما مصْر هذي وما شامُ وما يمَنُ أودي العراق، فأودي المجدُ والشّرفُ قالوا »ربيعٌ« فضجّ العُميُ واضطجعوا يا سيّدَ القوْل هانت بالحِمي قِيم لا السّيْف يزهو علي عرْش ومملكة يا شاعر العقل حارَ العقلُ في وطني هذي بلادٌ بها ليْلٌ يُخاتلها كُلّ كما كتبَ الأغيارُ مَسلكُه جار الزّمانُ فلا دَرْبٌ يُطالعنا أيّ الهزائم لمْ نُذبحْ بِشفرتها لا القوْل يُجدي ولا الأشعارُ ناجعةٌ كأس الملوك ورَغد العيْش مَزهودُ شوْق الحياة وبعضُ الشّوق تَسهيدُ فالقلبُ صَبٌّ ورَوْح الوَصل مفقودُ فالحُكمُ أمْرَكةٌ والفتْحُ تَهويد والعقلُ مُنتَبَذ والفضْل مَجحودُ إلاّ له بِبلاد العُرْب تَمهيدُ تربُو الثّعالبُ »ما تفني العناقيدُ« هذي ضِياعٌ وقومٌ في الدّجي صِيدوا نهرانِ غاضا ونهرُ النّفطِ موجودُ كمْ قد حلمنا وكم خانتْ مواعيدُ لا القوْل صدقٌ، كلامُ الصّدق مردودُ لا الشّعرُ يرفلُ، لا تزهُو الأناشيدُ »فالحُرّ مُستعبدٌ والعبد معبودُ والقوْمُ صَرعي غُفاةُ الدّهر ما نُودوا فالسّيْرُ تيهٌ، كأنّ التّيه تأبيدُ درْبُ الخلاص إذا جِئناه مَسدودُ كلّ البشائر خانتنا كما الغِيدُ فاطْوِ الشّراعَ فلَفْح اليَمّ تَصهيدُ