ستة شعراء سوف يصعدون إلي مسرح شاطيء الراحة بأبوظبي في خطوتهم الأخيرة مساء الثلاثاء المقبل لاقتناص لقب أمير الشعراء، وبردة الشعر وخاتمه. الشعراء الستة هم المصرية هبة الفقي التي دعمها الجمهور اكثر من مرة لتستكمل المارثون ، المصري مبارك سيد أحمد ، السعودي سلطان بن محمد بن سبهان ، الإماراتية شيخة المطيري..والمفاجأة المذهلة الأفريقيان ، محمد الأمين جوب من السنغال ، وعبد المنعم حسن من مالي ،واللذان أدهشا لجنة التحكيم والجمهور بأشعارهما المفعمة بالجماليات ،حتى أنهما تصدرا قائمة المرشحين للحلقة الأخيرة من حيث الدرجات. فهل يتوج أي منهما بإمارة الشعر ؟ بالطبع لو حدث هذا .. فهي مفاجأة ربما لانظير لها عبر تاريخ ديوان العرب ! غير عربي أميرا لشعراء العربية ! وهل تتوج هبة الفقي أميرة للشعراء ؟ هل يتوج مبارك سيد أحمدأميراً للشعراء؟ مصريان لايعرفهما الكثير حتى من الأدباء في مصر تفصل كل منهما خطوة واحدة عن لقب أمير الشعراء ، ومليون درهم إماراتي أي مايقرب من خمسة ملايين جنيه مصري، قيمة الجائزة. وهذا مايتفرد به برنامج المسابقات الإماراتي " امير الشعراء" ..وشقيقه " شاعر المليون " وآخر العنقود برنامج " المنكوس "، المسابقات الثلاث التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج التراثية والثقافية في أبو ظبي، و تبث حلقاتها مباشرة عبر فضائيتي أبوظبي وبينونة ..منظومة مسابقات لاتبالي بشهرة أو تاريخ أو جنسية من يشارك ، فقط بجودة ما يغرد به وخلال زيارتي الأخيرة لأبو ظبي ، التقيت بشعراء ليسوا أبداً نجوما ، ومنهم على سبيل المثال الشاعر السعودي علي أحمد عسيري،الذي تفيض قريحته بشعر جميل منذ أكثر من ربع قرن ، ومع ذلك لم يصدر له ديوان واحد! وغير معروف كثيراً في جغرافية بلاده ، هذا ماقاله لي حين التقينا في فبراير الماضي. فإن كانت الإمارة لأي من المصريين مبارك سيد أحمد أوهبة الفقي التي وصلت الحلقة الأخيرة بتصويت الجمهور.. فالفائز منهما سيكون جديراً باحتفاء المصريين لإعادته إمارة الشعر إلى المحروسة مجدداً بعد92عاماً، ومنذ أن توج بها الراحل العظيم أحمد شوقي عام1927. وبالطبع إن توجت هبة أو الإماراتية شيخة المطيري فهو انتصار للمرأة العربية كمبدعة وليس فقط كملهمة " حين التقيت بالراحل الكبير نزار قباني في العاصمة العمانية مسقط منذ ربع قرن ،وكان حواراً محتدماً حول ما كان يتردد حينها من أنه هو الذي يكتب للشاعرة الكويتية سعاد الصباح قصائدها قال لي بحزن: وماذا يمنع أن يكون بيننا شاعرة كبيرة مثل سعاد وغيرها ؟! هذا الذي يشيعه البعض أن المرأة العربية لم تنجح كشاعرة ،وتكتفي فقط بدور الملهمة ، فيه إجحاف شديد لها " !! فإن فازت هبة أو شيخة فتلك ستكون المرة الأولى التي تتوج فيها تاء التأنيث بإمارة الشعر عبر المواسم الثمانية للمسابقة ،حيث كانت الإمارة دوماً للرجل . بالطبع كمصري سأكون سعيداً للغاية بفوز هبة أو مبارك بالإمارة .. لكن سعادتي لن تقل أبداً إن فازت بها شيخة المطيري ، ليس فقط لأننا أبناء أمة واحدة ، بل لأنها تخوض المنافسة مثل كل الشعراء والشاعرات الإماراتيين، لاسند لها سوى جماليات ماتبدع ، لاشبهة تحيز على الإطلاق سواء من اللجنة المنظمة أو لجنة التحكيم باعتبارها إماراتية الجنسية!! وبالطبع ومن خلال شهادة لجنة التحكيم ،واحتفاء الجمهور بأشعاره ثمة فرصة كبيرة أمام السعودي سلطان بن محمد بن سبهان للفوز بالإمارة ،وخلال حلقة الأسبوع الماضي غمره ثالوث لجنة التحكيم -الجزائري د. عبد الملك مرتاض ،و الإماراتي د. علي بن تميم ، والمصري د. صلاح فضل- بالثناء ، حين ألقى قصيدته "مُوشّى لغريب ما". ومن خلال متابعتي لحلقات المسابقة .. أرى أنه من الصعب علي وربما على غيري من الجمهور التنبؤ بمن من الفرسان الستة سيقتنص الجائزة ، بل لاأبالغ إن قلت أن ثالوث لجنة التحكيم سيعانون كثيرا في اختيار الأجدر بإمارة الشعر من بين الفرسان الستة .. ذلك أن صدح قرائحهم يتقارب إلى حد كبير في مكنوزه من جماليات اللغة وفنيات المعمار .. لذا ليس أمامنا سوى أن نتطلع إلى مساء الثلاثاء.. إلى مسرح شاطيء الراحة في أبو ظبي في انتظار تتويج أمير الشعر العربي لعامي 2019-2020 .