المحامين العرب يُشيد بالموقف المصري من دعم القضية الفلسطينية    برلماني: دعوات الإخوان للتظاهر خبيثة وتخدم أجندات إرهابية"    محافظ الدقهلية يتدخل لحل أزمة المياه بعرب شراويد    ميناء دمياط.. 39 عامًا من التطوير    مفوض «الأونروا»: عمليات إسقاط المساعدات من الجو في غزة «غير فاعلة»    بسبب حملة يقودها ترامب.. وكالة ناسا ستفقد 20% من قوتها العاملة    هجمات روسية عنيفة.. زيلينسكي يقر بشراسة المعارك في بوكروفسك    قناة كان الإسرائيلية: مفاوضات صفقة الأسرى قد تستأنف هذا الأسبوع    الأقرب إلى القطاع منذ سنوات.. سفينة حنظلة على بعد 70 ميلا من غزة    تفاصيل الراتب الجديد| كم سيتقاضى وسام أبو علي بعد انتقاله لكولومبوس كرو؟    الموجة شديدة الحرارة مستمرة.. الأرصاد تكشف موعد انتهاء الطقس الحالي وعودة الأمور لطبيعتها    مدين يشارك تامر حسني كواليس حفل العلمين    سميرة عبد العزيز: الفن حياتي والمخرجون طوّروا أدواتي    "التزمت بالمنهج العلمي".. سعاد صالح توضح حقيقة فتواها بشأن الحشيش    نجاح جراحة ميكروسكوبية دقيقة لاستئصال ورم بالمخ بمستشفى سوهاج الجامعي    الحكم بحبس أنوسة كوتة 3 أشهر في واقعة هجوم النمر على عامل سيرك طنطا    ‬محافظ المنيا يضع حجر الأساس لمبادرة "بيوت الخير" لتأهيل 500 منزل    البحوث الإسلامية ردًا على سعاد صالح: الحشيش من المواد المخدرة المذهبة للعقل والمحرمة    هل تجنب أذى الأقارب يعني قطيعة الأرحام؟.. أزهري يوضح    بريطانيا: يجب على إسرائيل السماح بإدخال المساعدات لغزة    احذر- الأكل حتى الشبع يهدد صحتك    إعلام إسرائيلي عن مصادر: الوسطاء يضغطون على حماس لتخفيف مواقفها    ضبط سائق ميكروباص يسير عكس الاتجاه بصحراوي الإسكندرية    مواعيد القطارات على خط القاهرة - الإسكندرية والعكس    ترامب: سأطلب من كمبوديا وتايلاند وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب    ما حكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟.. أمين الفتوى يجيب    حماة الوطن: الإخوان جماعة مشبوهة فى عداء مع الوطن وأنصارها ملوثو العقول    يا دنيا يا غرامي.. المجلس الأعلى للثقافة    الكشف على 394 مواطنًا وإجراء 10 عمليات جراحية في اليوم الأول لقافلة شمال سيناء    تعرف على موعد الصمت الدعائي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    الأهلي يعلن إعارة يوسف عبد الحفيظ إلى فاركو    محمد شريف: شارة قيادة الأهلي تاريخ ومسؤولية    عقوبة الإيقاف في الدوري الأمريكي تثير غضب ميسي    كلمتهم واحدة.. أبراج «عنيدة» لا تتراجع عن رأيها أبدًا    وزير الشباب: تتويج محمد زكريا وأمينة عرفي بلقبي بطولة العالم للاسكواش يؤكد التفوق المصري العالمي    غدا آخر موعد للتقديم.. توافر 200 فرصة عمل في الأردن (تفاصيل)    وزير قطاع الأعمال يتابع مشروع إعادة تشغيل مصنع بلوكات الأنود بالعين السخنة    بيراميدز يقترب من حسم صفقة البرازيلي إيفرتون دا سيلفا مقابل 3 ملايين يورو (خاص)    إخلاء سبيل زوجة والد الأطفال الستة المتوفيين بدلجا بالمنيا    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    أحمد حسن كوكا يقترب من الاتفاق السعودي في صفقة انتقال حر    مركز التجارة الدولي: 28 مليون دولار صادرات مصر من الأسماك خلال 2024    مصر تدعم أوغندا لإنقاذ بحيراتها من قبضة ورد النيل.. ومنحة ب 3 ملايين دولار    وزير الأوقاف يحيل مخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة    سعر الحديد اليوم السبت 26-7-2025.. الطن ب 40 ألف جنيه    بعد إصابة 34 شخصًا.. تحقيقات لكشف ملابسات حريق مخزن أقمشة وإسفنج بقرية 30 يونيو بشمال سيناء    جامعة الأزهر تقرر إيقاف سعاد صالح لحين انتهاء التحقيق معها بعد فتوى الحشيش    "القومي للطفولة" يشيد بقرار محافظ الجيزة بحظر اسكوتر الأطفال    إصابة سيدة في انهيار منزل قديم بقرية قرقارص في أسيوط    الصحة تدعم البحيرة بأحدث تقنيات القسطرة القلبية ب46 مليون جنيه    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 154 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صاروخ من جنوب قطاع غزة    وزير الإسكان يتابع مشروع إنشاء القوس الغربي لمحور اللواء عمر سليمان بالإسكندرية    رسميًا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 بنسبة 53.99% (رابط بوابة الأزهر الإلكترونية)    وزير الثقافة ناعيًا الفنان اللبناني زياد الرحباني: رحيل قامة فنية أثرت الوجدان العربي    95 جنيهًا لكيلو البلطي.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم    حازم الجندي: فيديوهات الإخوان المفبركة محاولة بائسة للنيل من استقرار مصر    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تغييرات بعد أكثر من مائة عام ثباتًا..نوبل للآداب بين المقترحات والصراع الرهيب
نشر في أخبار الأدب يوم 30 - 03 - 2019

عصفت مؤسسة نوبل بكل التكهنات وأعلنت تمسكها بإنقاذ جائزة الأدب، وإن تطلب الأمر التضحية بالأكاديمية السويدية التي تتحمل منحها واختيار الفائز بها منذ تأسست عام 1901 ، وأن تكلف جهة أخري بمسئوليتها، ولكنها في ذات الوقت أتاحت للأكاديمية الفرصة الكاملة لتصحيح أوضاعها وأمهلتها حتي عام 2020، وبعد أكثر من عام مضي بدأت نسمات التغيير تتجلي ويبدو أنها لن تتوقف.
لم تكن أزمة نوبل للأدب العام الماضي التي تسببت في تأجيل الجائزة ليعلن عنها مع نظيرتها الخاصة بالعام الحالي، سوي حركة شطرنجية أخيرة لتكشف عن وعي مؤسسة نوبل بحاجة جائزة الأدب للتطوير ومتابعتها الجادة لنبض العالم ومآخذه عليها منذ عقود، كما كشفت كذلك عن انقسام وصراع كبير بل ورهيب ظل خفيا لفترة طويلة بين جانبين علي طرفي نقيض داخل الأكاديمية أحدهما يدعو للتغيير الجذري والآخر يتمسك بتقاليد الأكاديمية والجائزة.
جاء إصرار المؤسسة الصريح علي تغيير المنظومة والتخلص من إشكالية الأعضاء ال18 وتضارب المصالح التي تكررت معها حوادث الفساد المالي والإداري والتي كشفتها الأجهزة الرقابية ومازالت قيد التحقيق، ليمنح تيار التغيير الفرصة لبحث كل السبل الممكنة لتحقيقه، فاستعانوا بالكتاب والنقاد المتاح وسائل الاتصال بهم، وراسلوا المشتركين بالموقع الإلكتروني الخاص بجوائز نوبل لتلقي الاقتراحات المختلفة للتطوير ومن ثم دراستها واختيار المناسب منها.
مر عام وبضعة أشهر قبل أن تعلن الأكاديمية السويدية عن عودة جائزة الأدب باثنتين، وبعدها بأيام كشفت عما قررت تغييره رسميا في منظومة عملها بدءا من الدورة الحالية، ويتمثل في تعديل قانون الأكاديمية المتعلق بأعضائها ال18، فلم يعد بقائهم أبديا، ويمكن للعضو أن يستقيل أو يُبعد ويُستبدل به آخر أو يتم انتخاب أعضاء جدد، ولا يظل مقعده فارغا حتي وفاته.
كما قررت الأكاديمية أيضا إضافة 5 أعضاء مستقلين من خارجها إلي أعضائها ال18 ليشاركوا في اختيار الفائز، وإن لم يفصحوا عن كيفية اختيارهم، أو جنسيتهم، ولكنها خطوة، وإن كانت أقل من المنتظر بأن يقتصر عدد أعضاء الأكاديمية علي 10 أعضاء يتم انتخابهم انتقاليا كل خمس أو عشر سنوات، يضاف إليهم ما بين 20 إلي 30 عضوا مستقلا يمثلون العالم فكريا وأدبيا وجغرافيا وفق معايير علمية منضبطة.
ما تبناه تيار التغيير في الأكاديمية وتمكن من إقراره يعد أقل القليل من المقترحات التي تلقتها، والتي أثير بعضها إعلاميا قبل وبالتزامن وبعد الإعلان عن التغييرات، ومنها ما رفضه الكتاب والنقاد رفضا مسببا، ومن هذه المقترحات أن تجري تصفية المرشحين للجائزة علي عدة مراحل بمشاركة مجموعة كبيرة من نقاد الأدب وخبراء اللغة لاستيعاب مختلف الثقافات والمساعدة علي تقييم أعمال الكتاب من مختلف دول العالم.
وهناك كذلك إعادة تشكيل اللجنة الرئيسية التي تختار الفائز من القائمة القصيرة بمشاركة عدد من رواد الأدب في العالم إلي جانب أعضاء الأكاديمية، وأيضا الاستعانة بالجامعات والمكتبات العامة لتشارك في ترشيح من يجدونه يستحق من حيث المبدأ سنويا، وهو ما وجده الناقد »ريتشارد ميلين»‬ صعبا وغير مجد، وأن كل جامعة أو مكتبة ستخضع لقيود الولاء للوطن والقومية والإقليم واللغة طوعيا، ورده الكاتب الصحفي »‬ريتشارد لي» بأن هذه القيود المرجوة تضمن التنوع وتفرز الأفضل والأكثر عطاء للإنسانية عبر فكره وأدبه.
كما انتقد الكثيرون فكرة الاستعانة ببعض الفائزين السابقين كأعضاء لاختيار الفائز من القائمة القصيرة، فيري الناقد »‬ماريكو ناكامورا» أن الأحياء منهم عددهم قليل إلي جانب أنهم طاعنون في العمر وظروفهم الصحية لا تسمح، في حين وجد الكاتب »‬بيل شابيل» أنهم غير مؤهلين للتقييم خاصة أن قائمة الفائزين تعاني ضمنيا من التحيزات المختلفة.
وكذا عارض الناقد »‬أليسون فلود» رؤية أخري مفادها أن يسند الاختيار النهائي من القائمة القصيرة للجنة مستقلة عن أعضاء الأكاديمية ال 18، لأن في ذلك هدرا وتخلي عن خبرات طويلة ليست ممثلة فقط في الأعضاء، ولكن في كوادر أخري تتابع وتراقب وتستعد منذ سنوات طويلة في انتظار أن يأتي دورها يوما لتشارك في اختيار الفائز بأكبر جائزة أدبية في العالم.
آل مآل سابقه اقتراح آخر بإمكانية منح الجائزة لمن توفي ولم يمر علي وفاته أكثر من عشر سنوات، حيث اعتبرت خبيرة نوبل »‬كريستينا بوراك» أن هذا الفكر يفتح باب لأسر الجائزة ووضعها في قفص الموتي للأبد، فبمرور الزمن سيميل أعضاء لجنة الاختيار إلي تعويض من رحلوا ولم تلحق بهم الجائزة، وتساءلت في سخرية عمن سيتسلم الجائزة ويلقي الكلمة التاريخية التي تعد جزءا هاما من تراث نوبل.
واستهجن الكاتب »‬كلايفين ريد» مقترحا بأن يتم الإعلان عن المرشحين في القائمة القصيرة، حيث سيعرض الأكاديمية وأعضائها لضغوط أكبر من كل جهة لا ترضيها الاختيارات، وتتضاعف هذه الضغوط نتيجة القيمة المالية والأدبية الكبيرة للجائزة.
حضر كذلك نقد الفيلسوف »‬نعوم تشومسكي» لفكرة تداول الجائزة بين القارات الخمس مع ضم الأوقيانوسية لإحداهم، ففي رأيه أن في ذلك تمييز ضد الأكثر تفوقا منها لحساب الأقل، لأن التباين بينها من حيث عدد المتميزين أمر طبيعي، وأن الأجدي هو ضبط المعايير التي تضمن التوصل إلي أكثر من يستحق الجائزة في الأرض وقت الاختيار، والنضال لأجل حمايتها من أي تدخل لجهة أو جماعة ضغط لاعتبارات منحرفة وغير سوية.
وعلي غرارها نالت فكرة اقتسام الجائزة بين رجل وامرأة سنويا أو منحها بالتبادل بينهما عام بعد الآخر، ما نالت من قبل الكتاب والنقاد، فوجدت »‬مارجريت أتوود» أن في ذلك عودة للخلف وتشكيك في قدرات المرأة، وأيدها »‬لورانس جيمس» وأن المرأة في عصرنا هذا لن تقبل إلا بالمنافسة التي ربما لا تتاح في مجالات الموسيقي والدراما ولكنها متاحة في الفن التشكيلي والكتابة.
كما أثير مقترح آخر بأن تقسم الجائزة لعدة فروع، فتُمنح واحدة للشعر وأخري لفنون السرد وثالثة للفنون التشكيلية، وربما يضاف إليها واحدة للكتابة المسرحية ولا مانع من خامسة للصحافة، وهو ما اعتبره الناقد »‬أليكس مرشال» أنه يفرغ جائزة نوبل للأدب من مضمونها ويقلل من قيمتها، بينما وجدته الكاتبة »‬كاتي كابرينو» يخالف وصية نوبل دون سبب واضح يستدعي الأستحداث.
مجمل ما يحدث خلال هذه الفترة من شد وجذب، يعد حراكا يمكن أن يفيد الجائزة علي المديين القريب والبعيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.