مجدى العفيفى نزف منفرد الأربعاء: يعتقد بأن أطول مسافة بين نقطتين هو الخط المستقيم.. فالصعود الي اعلي يمر بسلالم.. والسلالم لابد ان تكون حتي سلالم المئذنة ملتوية.. يثق في انه أحيانا يصبح انسانا يتدلي شجرا أخضر في صحراء القسوة. يتنزل بردا في ارض عطشي.. ولكن ساعتها يجتث من عاطفته كل مشتقات الرحمة! ويقص جذور النور من التكوين..!. أصبح يؤمن ان اللون الرمادي هو سيد الألوان.. ولذلك يهرب من جلده في جلده. .من نفسه الي نفسه.. تنتحر أشواقه كلما خنق المساء الشمس اغتال القمر...! أصبح مثل التشبيه والاستعارة. يخل بالتوازن، ويعصف بالنظام الثابت للأشياء. ولماذا وكل شيء في عالمنا استعارة. فمن يرحمنا من جرم التوهان في عصر الاستعارة؟! ومن يرجمنا بحجارة من سجيل أو حتي من بلاستيك؟! فلعلنا يوما نتوب. ولعلنا يوما نثوب. ولعلنا يوما نفيق...! مضطر هو لأن يكون رجلا اسفنجيا.. والأكثر اضطرارا ان يعيش الفصول الأربعة في ساعة واحدة.. في لحظة واحدة. مدمن حياة. زئر حياة !. مع انه يتعاطي هذه الحياة بشق الأنفس.! سئم الأقنعة مع انه أدمن الزيف المعتق في حناياها وثناياها. انتزعها. ولحظة انتزاعها كان في الوجه بقايا من براءة هي التي تثقل موازينه ومن خفت موازينه فأمه هاوية.! سلبوا النور منه والهواء.. فطلب اللجوء الي التحليق والتحليق صناعته. وطلب اللجوء الي التخليق والتخليق صياغته. فقد خلق الفضاء لكي يحلق.!. أجهضوا فيه الكبرياء فما استطاعوا.. وعزت عليه الحياة.. وهانت وخانت. وجاءت وراحت. ونامت وقامت. وهو في الكهف: يكف ويرف ويعف عند المغنم!. ثعبان ايجابي هو اومن السموم الناقعات دواءب. في فمه جوهرة مضيئة يلقيها اثناء زحفه ليري طريقه بمن فيه. وما فيه. في نفثه شيء ما . علموه كيف يجفو. فجفا. وصفا. وأصلح وعفا. وطغوا فتعلم. وتألم وتأمل. وكسر وانكسر. وهزم وانهزم. أذنبوه . وذنبوه. وأكلوه يوسف واشربوا ده. فآثر الجُب. في الجب. حب وآمن وأمان، وان لم نجد ما نحب، نحب ما نجد. فالمهم ان نحب. وما كل الحب، إثم واسم ورسم ووشم!. عذبوه فكان عذبا.. اكرهوه فكان حبا. جرحوه فكان فرحا.. فرحوه فكان جرحا. اظمأوه فكان نبعا.. أطفأوه فكان نورا. حرقوه فكان بردا وسلاما.! وسلام قولا من رب رحيم!. بين البراءة والإدانة الأحد: من السهل جدا.. أن تدخل (الانترنت) ، وتفتح أي موقع فيه ساحة حوار ، وتكتب ما تشاء .. وتسب من تشاء.. وتقول كل ما تريد.. لا أحد يمنعك.. لا أحد يعاتبك.. لا أحد يراقبك .. لا ممنوع ولا محظور.. لا حدود ولاقيود .. انها .. شبكة عالمية .. دنيا مفتوحة.. عالم من المفارقات .. وما هكذا تكون أخلاقيات التعامل مع احد الانجازات الكبري في تاريخ البشرية، وأحد أكبر المنجزات التي تزين الانسانية وجهها به وهي في الفيتها الثالثة، وهي تتلقي إشارات ، وبشارات التحول الهائل من عالم الغيب والغموض والطلسمة الي عالم الفتح والكشف والشفافية. لكن انحدار كثير من اخلاقيات التعامل لدي البعض، يجعل من هذه الوسيلة التي هي ارقي ما عرفته الانسانية منذ خروجها من (مرحلة البشرية) الي (مرحلة الأنسنة). ولو أن الذين اخترعوا الانترنت ، او بالدقة اكتشفوها كانوا يعلمون أن ثمة من يعبث بها ويتخذها هزوا ولعبا، لما فكروا في اخراجها الي هؤلاء العابثين خاصة فيما يسمي بالعالم الثالث ، او الثالث عشر (!) وربما كانوا يدركون لكن ماذا بيدهم ؟ المفترض في الشخص المستخدم للانترنت ، أنه مثقف ، (والثقافة سلوك) وعلي درجة عالية من الوعي (والوعي قيمة انسانية) ولديه ما يؤهله لإبداء الرأي وطرح الرؤية، لديه شيء يؤرقه .. يقوله .. يود طرحه .. يريد المشاركة. يريد أن يكوم مواطنا عالميا. لكن للأسف كثيرون منا مايزال غير قادر علي استيعاب هذه الوسيلة المتحضرة ، سواء من أصحاب المواقع ، او من المستخدمين. وادخل من فضلك ، اية ساحة حوار(عربية بالذات) تجد السباب بدون سبب ، والشتائم إلي أدني مستوي، ان كان للشتائم مستوي ، وتري مخلوقات تتسلي في شبكة المعلومات العالمية ، والتي هي رمز لعصر المعلومات والمعلوماتية، تلك التي نتشدق بالحديث عنها ، فإذا جاءت وانفجرت ثورتها وثروتها، شعرنا بالتوهان ، كمن تهبط عليه ثروة من حيث لا يحتسب و يجهل كيفية استثمارها ، فلا يمكلك الا التخبط والعشوائية لتضيع منه وهو يدري او لايدري. الحوار مبدأ المتحضرين .. والنقد مطلوب .. والانتقاد طبيعة.. لكن في غياب القيم يصبح كل شيء مباحا ..!. لو ندرك قيمة الحوار .. لو نتناقش بلا عصبية.. لو نتجادل بحضارة وتحضر.. لونأخذ ونعطي في الكلام والسلوك.. لو نستثمر الانترنت استثمارا ايجابيا.. لكنا نريح ونستريح، وتتطور حياتنا وتتحضر اكثر.. ونصبح جديرين بأن يدخلنا العالم في مسيرته ومواكبه نحو المزيد من التقدم .. وعلي مستوي أصحاب المواقع نري أيضا الذين يقتنصون الفرص للأخذ بالثأر، وتسخير الانترنت لتشويه الهامات الكبيرة، لا هم لها الا توجيه أحط انواع السباب واختلاق الفضائح، لقادة الرأي والزعماء، والتطفل علي حياتهم الذاتية ، واعداد الملفات الساخنة، كما توهم وتتوهم، والايحاء بأن هذه الجريدة تعرف الاسرار، وتكشف المخبوء حتي في غرف النوم (!) وهذه هي اكبر وأسمي وأشرف مهامها، !. هل هذا هو التعامل مع الانترنت ؟! أمن أجل ذلك اخترعوا هذه الأداة الالكترونية؟ وارهقوا انفسهم سنوات وسنوات من أجل الانسانية؟ العلماء والباحثون في صوامعهم الالكترونية ، يعملون ليل نهار ، ونحن ، بلا حياء أو خجل، نعبث بإبداعاتهم ليل نهار!! نتشفي في بعض .. نتقاتل مع بعض. نتفاضح مع بعض .. علي طريقة : أسد عليّ وفي الحروب نعامة!. كلنا هو.. أليس كذلك؟ الاثنين: سألت الله يجمعني بليلي ويدخل ما يشاء بما يشاء ويأتي من يحركنا بلطف ».........................« وينزل بعد ذا مطرا غزيرا يطهرنا وقد زال العناء (!!) هذا الدعاء صاحبه هو مجنون ليلي اقيسب الشاعر الذي ملأ البوادي والحضر وشغل حيزا واسعا من ديوان العرب، واوهمنا بأشعاره التي جعلت من ليلي مستحيلا، وأصبح المثل السائر كل يغني علي ليلاه! وفي رواية أخري علي بلواه، والله أعلم!. هذا الرجل العجيب يسأل الله وهو جالس مستريح أن يجمعه بليلي، وان يدخل قلبه في قلبها، وان يلتقيا وحين يجلسان تحت الشجرة في الصحراء يسأل أن يأتي النسيم العليل ليحركهما حبا وحياة ولأنها صحراء فيدعو الله ان ينزل الغيث مطرا غزيرا يعوضهما عن حرارة الصحراء وحرارة القلوب! انه يريد كل شيء.. بدون ان يفعل أي شيء! مجنون هو.. لكن خذوا الحكمة من أفواه المجانين.. علي رأي التعبير المشهور. ان هذا (الرجل - المجنون - الحكيم) يصور بصدق حالنا نحن العرب في عالم اليوم.. ويعبر بشفافية كما يقول رجال الاقتصاد دائما عن الشفافية تلك الكلمة التي لا اعرف كيف تسللت الي دنيا المال والاعمال والاستثمار.. الا كما تتسلل الافعي، اذ كيف تنسجم الشفافية مع لعبة الأقنعة الاستثمارية واقتصاد العولمة المغرق والمستغرق في الضبابية وامتصاص دم الشعوب المغلوبة علي امرها. المهم.. نعود الي حكمة المجنون او جنون ذلك الحكيم! اختر انت ما تشاء لنواصل ونتواصل في هذه االدنيا التي تراوغ أهلها بل نحن الذين نراوغها فاذا بها تمرغنا ! (ولاحظ انني كلما امسكت بفكرة هذا المقال تهرب مني وتراوغني.. او انا الذي اهرب منها.. والحكم لك أنت!). نريد كل شيء.. بلا ثمن..! نريد الحياة ونحن نلعنها كل حين، ونصفها بالفتنة وانها غرورة وكذابة.. وأنها شر.. وأنها.. وأنها..! نسب التكنولوجيا ونحتقر أصحابها ونتهمهم بأبشع التهم، ولا نستطيع ان نعيش لحظة بدونها وبدونهم، في مأكلنا ومشربنا وملبسنا في صحونا ومنامنا وبين بين.. ندعو ولا يستجاب لنا.. ينبت لنا الزرع.. ويسمن الضرع.. ويسقط المطر غزيرا في عز الصيف، مثل مطر مجنون ليلي اياه، ويملأ بيوتنا بالخبز والمرق والانترنت، ويدمر الاعداء، ويفني كل الخلق إلا نحن، ويزوجنا بالحور العين الحسان اللاتي لم يطمثهن انس ولا جان ولا أي مخلوق ، وقد سألت أحدهم مرة وهو منهمك في الدعاء علي هذه الشاكلة تقول: »اللهم دمر اعداءنا اعداء الدين، وزوجنا بالحور العين« كيف تستقيم حالتك النفسية وانت تجمع بين التدمير والتمتع بالحور العين ، فنظر اليّ.. شذرا (!!). مالنا نتشدق ليل نهار بحتمية الأخذ بالاسباب ثم لا نأخذ بهذه الاسباب في طرائق عيشنا وسلوكيات حياتنا وسلوكياتنا مع الآخرين في هذا العالم؟! ما بالنا نركن الي الدعة والراحة، ونلح في رفع مظلمتنا الي الله، بسبب وهذا نادر ، وبدون سبب وهذا متوفر الي حد الاكتناز!. ما بالنا نلهج بالثناء علي العلم ثم العلم ثم العلم، ونحن لا نريد ان نعلم اين موقع اقدامنا في ركب العالم؟!بل لا نريد ان نتعلم، ونحن لدينا ألف قرن وقرن ومع ذلك نصدم دائما الجدران ونصطدم ونكون من الخاسرين!. ما بالنا.. ما بالنا..عفوا.. نفسي الأمّارة بالشعر: الخميس : كلما .. نوديت من شجرة نور شف وجدي للتلقي شب روعي للترقي وانتشي قلبي صفاء واصطفاء وانجلي سمعي جلاء واجتلاء والجوارحْ : من أثير والفواتحْ : من عبير إنه (الصوت ): بشير واصل فإذا (السوط ) نذير قاطع !! كلما .. أعطيت لوحا هبّ من يطمس لوحي .. هب من يهتك ستري .. هب من يفتك سري .. هب من يقطف رأسي .. هب من يشطر نفسي .. هب من يجهض رَوْحي .. هب من يزهق رُوحي ....