ساعات قليلة تفصلنا عن قمة الأهلي والزمالك.. القمة رقم 117.. هذه القمة التي تأتي في ظروف استثنائية.. ولا أقصد هنا الأجواء التي تسبق المباراة.. أو الظروف المحيطة بها من مشاحنات ومناوشات.. وإنما أقصد ظروف المباراة نفسها.. ووضع الفريقين في الدوري الممتاز. هذه المباراة تأتي في ظل تنافس حقيقي بين الفريقين.. تنافس غاب منذ سنوات.. تأتي وتقريبا الفريقان متشابهان أو متساويان في أمور كثيرة إلي حد كبير.. الزمالك متصدر ترتيب جدول الدوري الممتاز بفارق نقطتين فقط.. كما أنهما يضمان عدداً كبيراً من أبرز اللاعبين.. ولعبا نفس عدد المباريات في الدوري.. وصعدا إلي دور الثمانية في المعترك الافريقي.. هذا بالإضافة إلي توافر الاستقرار الإداري والفني والمالي في الفريقين.. هذه أمور لم تكن متساوية بالفريقين منذ زمن.. صحيح أنها مباراة مهمة في مسيرة الفريقين نحو بطولة الدوري، فمن يحصل علي الثلاث نقاط سوف يتصدر الدوري.. وتصبح حظوظه أوفر في الفوز به.. فالأهلي إذا فاز سيصبح علي القمة بفارق نقطة.. وكما يقولون إذا احتل الأهلي القمة لن يتنازل عنها.. والزمالك إذا فاز سيصبح متصدرا للدوري بفارق 5 نقاط كاملة.. وهذا يزيد من حظوظه للفوز بالدوري. ولكنها في الأول والآخر مباراة بثلاث نقاط.. ومازالت هناك مباريات أخري.. ومباراة ثانية للفريقين. وكما هو دوري استثنائي من أوله.. فمن يدري أن تكون نهايته أيضا استثنائية.. ولا يعلم أحد لأي الفريقين سوف تنحاز الكرة.. ولمن تبتسم الدائرة المستديرة في النهاية.. ويحصل علي هذه البطولة المهمة لدي جماهير الناديين. المحزن في المباراة أنها بدون جمهور.. فالمدرجات خاوية إلا من نفر قليل من أعضاء مجلس إدارة الناديين.. أما الجمهور الحقيقي فسوف يشاهدها من المنزل أو المقهي.. هذه المباراة يتابعها في الداخل والخارج عدد كبير من عشاق الناديين ومن المهتمين بكرة القدم.. فهي رسالة.. تعكس صورة للرياضة بصفة عامة ولكرة القدم بصفة خاصة. ومن هنا يأتي دور لاعبي الفريقين.. الذين عليهم أن يتحلوا بالأخلاق الرياضية.. ويكون سلوكهم نموذجا وقدوة داخل المستطيل الأخضر وخارجه.. بداية من النزول من السيارات التي تقلهم إلي ملعب المباراة ببرج العرب وحتي انتهاء المباراة. في النهاية هي مباراة في كرة القدم.. يفوز بها من يستحق.. ونقول له مبروك.. ونصفق للمهزوم علي أدائه.. ونقول له حظ أوفر.. هي مباراة في ظل تنافس شريف.. فلا تجعلوها شيئاً آخر.. وكفانا ذكريات مؤلمة لا نريد المزيد منها.