إذا كان كلاسيكو الأرض الذي جري منذ عدة أسابيع بين القطبين الإسبانيين الشهيرين برشلونة والريال قد نال متابعة غفيرة من عدة مئات من الملايين الرياضيين العاشقة للكرة الجميلة والمواهب الأصيلة.. فإنني أزعم أن الكلاسيكي المصري سيحظي بمتابعة عشرات الملايين من الجماهير المصرية وربما العربية من المنتمين والمنتسبين للطرفين حتي لو سلمنا بأن الجانب المؤيد للأحمر قد يزيد أو حتي يتضاعف عن المساند للأبيض.. ولو اجتهدنا في مسعي لتقديم الجديد قبيل هذا اللقاء المهم والجماهيري لأنفقنا الكثير من الوقت والجهد والفكر دون أن يكون لمسعانا مردود إيجابي يذكر.. فهذا الكلاسيكو الفقير نسبياً مقارنة بقرينه الإسباني تكرر مراراً منذ تأسيس الناديين الكبيرين في أوائل القرن الماضي.. وفي كل مرة سواء أكان هذا اللقاء بين منافسات الدوري أو الكأس أو السوبر نقول نفس العبارات ونتحدث بنفس اللهجات ونقدم الدروس والعظات.. لأننا مثلاً نردد أن العرض الذي نتوقعه من عناصر القطبين ربما جاء فقيراً فنياً غزيراً بدنياً حاشداً حماسياً ومعنوياً وأنه لا يرتبط من قريب أو بعيد بحالة الطرفين الآنية ونتائجهما في المسابقة.. فكم رجحت كفة صاحب الظروف الصعبة علي الآخر الذي لا يعاني من أية معوقات وكم فاز الفريق الأسوأ والأقل قدراً والأدني ترتيباً علي صاحب القدر الرفيع والمقام العالي.. ولاتزال المباراة الشهيرة التي قرر المايسترو الراحل قبلها إيقاف كل النجوم ومديرهم الفني ولعب بفريق شباب الأهلي وفاز بفارق هدف ماثلة للاعبين والأذهان لتجسد أن الثوابت والحسابات المنطقية ليست دائماً ما يمكن الاعتداد بها والاعتماد عليها وأن المفاجآت واردة وبنسبة ليست بالقليلة.. هكذا تعلمنا من التكرار الذي يعلم الشطار.. فالكلاسيكو المصري لا يمكن التنبؤ بنتيجته و التوقع لمجرياته.. غير أننا من الممكن أن نجتهد حول بعض الأمور التي ستواكبه أو ستلحق به.. فعلاً من المؤكد أن يديره طاقم حكام أجنبي من البلاد التي ستترفق بالجبلاية وتوافق علي تخصيص طاقم من عندياتها لإدارته. وحول هذه النقطة فكم وددنا وطمحنا في أن يأتي علينا اليوم الذي نري طاقماً مصرياً تم اختياره وتجمع عليه الآراء لإدارته ثم نتابع مخايل الرضا وعلامات الارتياح بعد ذلك علي كل الأطراف من نجاحه.. مثلاً أيضاً من المؤكد أن التوابع والمتغيرات ستكون صادمة علي الأجهزة الفنية خاصة إذا لحقت الخسارة بأحد الطرفين وصاحب تلك الخسارة أداء باهت وعرض هابط.. وحول هذه النقطة سيكون هناك فارق كبير في التوابع علي كلا الجانبين.. في الأهلي لن يتم إقصاء البدري ورفاقه ولن يتم الضغط عليهم للاستقالة فور انتهاء اللقاء.. صحيح القيادة في المعقل الأحمر ستتخذ قراراً غير معلن للاستغناء عن خدمات الجهاز.. وسيتم اختيار البدلاء بتأني وتؤدة وتمضي فترة مناسبة حتي تجري إجراءات الخلافة والتسليم والتسلم.. أما في البيت الأبيض فلربما قامت القيادة بعقد مؤتمر صحفي في مقر إقامة المباراة للإعلان ليس عن إقصاء نيبوشا الصربي فحسب وإنما أيضاً عن اسم المدير الفني التالي له وكذا أسماء معاونيه.. الغريب أن المفاجآت الفنية التي كنا ننتظرها مع كل مباراة من هذا المسلسل الشهير ليست واردة.. فالخطط والتكتيكات تقليدية خالية من أية حداثة أو أي تطور.. أما العناصر الجاهزة للمشاركة فهي معروفة ومحفوظة لنا فما بالك بالمتابعين والخبراء المكلفين بمراقبة الاستعدادات علي مستوي النوايا والتوجهات وليس العناصر والأفراد فقط.. ولم أقصد من كل ما سبق أن أقلل من قيمة الكلاسيكي أو أحط من شأنه.. فهو شئت أم أبيت الأكثر حظاً والأوفر إقبالاً والأكبر حظوظاً عند جماهير الساحة بمختلف انتماءاتها وألوانها.. ولعله في هذه المرة سيستقطب جماهير خط القناة خاصة العاشقة للدراويش والتي تتمني أن ينهزم الفريقان ويخرجا صفر اليدين من اللقاء لأن الإسماعيلي يتربع علي القمة منفرداً ولا يشكل الزمالك حالياً خطراً داهماً عليه.. أما الأهلي فتعثراته مع الأندية المتوسطة أمثال المقاصة والأندية الصغيرة أمثال طنطا ودجلة ومن قبلهما الجيش جعلته خارج المنافسة وحتي إشعار آخر.. مع كل الأمنيات الطيبة للجماهير التي ترنو لمتابعة كلاسيكو يتوافق مع قيمة ومشوار القطبين.