لم تكن الجماهير تلتقط أنفاسها بعد أن اطمأنت نسبيا علي المنتخب الوطني وعودة الأمل من جديد للتأهل لكأس العالم بروسيا بعد الفوز علي أوغندا العنيد بهدف وحيد إلا وبدأت في متابعة الدوري المحلي وصراع الحيتان الذي يمثل المتنفس الوحيد والأكيد للملايين من جماهير الكرة المصرية المنتمية للمعسكرات الحمراء والبيضاء والخضراء والصفراء.. وللحقيقة فإن المنتخب أنهك الشعب المصري بأكمله يوم مباراة العودة مع أوغندا يوم الثلاثاء الماضي.. لم تكن النتيجة التي لم تتجاوز الهدف الذي أحرزه الموهوب صلاح مطمئنة.. ولم تكن الطريقة التي انتهجها كوبر ورفاقه واثقة ومتوازنة.. واهتزت قلوب وارتجفت أفئدة الجماهير مع كل هجمة مضادة ولم تكن الخطورة النسبية التي شكلتها انطلاقات صلاح وتمريراته العرضية المتقنة التي فشل النني وجمال في تكملتها داخل الشباك كفيلة بتعزيز الهدف وإزالة الخوف والرعب من النفوس الملتاعة من قدرة الضيوف علي انتزاع التعادل.. ولعلي شعرت بأحاسيس الجماهير التي سجدت لله حمدا وشكرا علي تلك الخطوة الصعبة التي تنامي من خلالها الرصيد النقطي إلي النقطة التاسعة وتوقف معها رصيد الأوغنديين عند النقطة السابعة خاصة بعد أن تجددت آمال النجوم السوداء الذين فازوا علي الكونغو في عقر داره وبين الآلاف من جماهيره بخماسية مقابل هدف وأصبح من المتعذر والمستحيل أن يفرط المنتخب الغاني في بصيص الأمل الذي لاح أمامه بعد تنامي رصيده إلي خمس نقاط ورغبته العارمة في دحض الشائعات التي ترددت من شبهة التواطؤ الذي قد يحدث في لقاء المنتخبين القادم ضد أحفاد الفراعنة. ولأنني من الذين يفضلون طي الصفحات التي ولت والنظر بتفاؤل وأمل فيما هو آت.. فدعونا نترك المنتخب إلي قرب موعد مباراته القادمة مع الكونغو الضعيف حصالة أهداف فرق المجموعة والذي تمكنا من ايقاع الهزيمة به علي ملعبه وبين جماهيره.. صحيح لم تكن النتيجة غزيرة كالتي حققها النجوم السوداء ولكن أثمرت عن ثلاث نقاط ثمينة خارج الديار.. وما يشغلنا الآن كجمهور عاشق للساحرة الصغيرة ماذا سنطالع من الآن فصاعدا علي ملاعبنا من منافسات وماذا سيقدمه لنا الفوارس والخيول الأصيلة والجميلة في المباريات الرسمية المحلية؟.. هل ستتغير المعالم التي تعودنا أن يظللها اللون الأحمر وتكسوها الجوانب القرمزية وهي تعلن عن تفوق تقليدي لأهل الجزيرة العريق؟ أم أن الجهود الخارقة التي بذلها قادة ميت عقبة ستستقطب الأنظار وتستحوذ علي الاكبار بالصفقات العديدة التي ناهزت علي العشرين لاعبا فضلا عن التعاقد مع المونتجري نيبوشا والذي سريعا ما لقبوه بقاهر الأهلي؟ وهل سيصمد الإسماعيلي بعد أن حافظ علي استقرار أجهزته الفنية حتي مع ضعف الدعم الفني في عناصر الفرق من مزاحة القطبين؟ أم سيترك الفرصة للأندية القاهرية إنبي والمقاصة وبتروجت ودجلة لتشكيل بعض من الندية؟ ولا يمكن ونحن نستقرئ هذه المستقبليات أن نتغافل عن أندية الثغر الاتحاد وسموحة أو حتي عن الأندية الصاعدة للأضواء حديثا أمثال النصر والرجاء والاسيوطي.. فمثل هذه الأندية أحيانا ما ترغب في تشكيل مقاومات وتحقيق مفاجآت كنوع من أنواع اثبات الذات.. ورغم أن البداية لا يمكن أن تنبئ عن كل المكنونات وتكشف كل الأغوار وتفصح عن كل الأسرار.. غير أن الشواهد والبواكير تشير إلي أن الامور لن تتغير كثيرا ولن يحدث إضافات جذرية تغير المجريات وتبدل المعطيات فالقمة ستظل تراوغ القطبين ولن تستقر لأحدهما إلا بعد مرور عدة أسابيع وربما طالت لشهور.. والراقصون علي الدرج لن يتخلوا عن هواياتهم في التواجد بالمنطقة الدافئة والتي ستزخر هذا الموسم بعدد وافر من الأندية المكافحة.. أما القاع فله أربابه وعشاقه الذين لا تسمح لهم إمكاناتهم المتواضعة إلا بالظهور لموسم واحد وليس أكثر.. أعتقد أنها إطلالة سريعة علي صفحات من المستقبل الرياضي التنافسي.. مع قبول الخطأ في الاجتهادات أو حتي القراءات.. وأطيب وأرق الأمنيات لكل المتنافسين قاهريين وإقليميين.