السائق الشجاع قاد سيارة وقود مشتعلة الي خارج الكتلة السكنية "أعطني عمراً وألقني في النار" هذا المثل ينطبق على بطل تلك الواقعة السائق الشجاع، الشهم، الذي قاد سيارة إمداد وقود مشتعلة بالنيران لمسافة أكثر من 2 كيلو متر حتي أبعدها خارج الكتلة السكنية ليمنع كارثة محققة كادت أن تحدث في قرية ميت الشيخ بمركز قطور بالغربية .. التفاصيل في السطور القادمة ‘‘ محمد عبد الحميد عبد الله شاب يبلغ من العمر 40 عاماً، يعمل سائقا على سيارة إمداد وقود منذ 5 سنوات تقريباً، جيرانه يلقبونه بالشاب الجدع نظراً لشهامته ومواقفه البطولية الكثيرة فضلاً عن كونه ملتزم أخلاقياً، استيقظ محمد من نومه في الصباح الباكر كعادته وتناول إفطاره وسط أسرته الصغيرة ثم هم مسرعاً ليتوجه لعمله على سيارة الوقود، استغرق بضع دقائق حتى وصل في موعده لمقر عمله وتبادل مع زملائه أطراف الحديث، بعدها ركب السيارة المعبأة بالبنزين وتوجه حسب خط السير المحدد له لعدد من محطات الوقود بمركز قطور. كل شيء يسير بشكل طبيعي حتى وصل لإحدى محطات الوقود بقرية ميت الشيخ ونزل من السيارة لحين انتهاء العمال من تفريغ الكمية المقررة من البنزين للمحطة، فجأة تشتعل النيران في خلفية السيارة وتمتد بسرعة البرق لماكينة ضخ الوقود وتوك توك تصادف وقوفه للتفويل, الهلع والفزع يسود المكان والجميع انشغلوا في عملية الإطفاء وإبلاغ الشرطة بينما كان التفكير الذي يشغل بال السائق هو كيفية تدبير وسيلة آمنة للفرار بالسيارة خارج الكتلة السكنية قبل انفجارها. لم تستغرق مدة التفكير كثيراً فقد قرر ركوب السيارة ونطق بالشهادتين ثم انطلق بها بسرعة بعيداً عن المحطة وسار بها لأكثر من 2 كيلو متر في الشوارع محاولاً الخروج بعيداً في أقرب مكان خال من السكان والنار تزداد اشتعالاً في السيارة من الخلف جراء تساقط كمية الوقود مصحوبة بألسنة اللهب، فكل ما يقلقه أن تنفجر السيارة في أي لحظة ما جعله يسرع في السير حتي وصل خارج العمران وأوقف السيارة في منطقة خالية تماماً ونزل منها بسرعة ثم انفجرت في مشهد لا يتكرر سوى في أفلام السينما فقط، لحظات عصيبة عاشها السائق الشهم لم يصدق بعدها أنه علي قيد الحياة، تجمع بعض الأهالي حوله للتهدأة من روعه وطمأنته بينما هرعت سيارات الإطفاء على الفور لمكان الحريق للسيطرة عليه بواسطة المواد الرغوية. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة التي قررت ندب خبراء الأدلة الجنائية لمعرفة سبب اندلاع الحريق في محطة الوقود وعمل التحريات اللازمة حول الواقعة وملابساتها وتبين اشتعال النيران في سيارة الوقود أثناء تفريغها الحمولة داخل محطة وقود ملك نسيم النجار ما أدى لامتداد النيران في توك توك وماكينة المحطة ودفع سائق السيارة للهروب بها خارج الكتلة السكنية قبل انفجارها وقام اللواء مهندس هشام السعيد محافظ الغربية بتكريم السائق محمد عبد الحميد لقيامه بنقل السيارة فور ملاحظته اشتعال النيران بها خارج الكتلة السكنية حتى لا تنفجر في منطقة مكتظة بالمواطنين وأعرب محافظ الغربية عن شكره وتقديره للسائق على عمله البطولي والشجاع وإنكار ذاته لصالح الأخرين مما ساهم بشكل كبير في تقليل الخسائر وعدم وقوع ضحايا والحفاظ على أرواح المواطنين معتبراً أن ما قام به الشاب يعد مثل يحتذى به جميع الشباب . " أخبار الحوادث " التقت بالسائق محمد عبد الحميد والذي أكد ان ما قام به هو واجب للحفاظ علي أرواح أشخاص أبرياء مشيراً أنه لحظة الحادث كان يقف بجوار السيارة لحين الانتهاء من تفريغ كمية البنزين وشاهد النيران تشتعل في خلفية السيارة فهرول مسرعاً محاولاً إطفاء النيران مع العمال ولكنها ازدادت فلم يجد امامه سوي الهروب بالسيارة بعيداً حتي لا تحدث كارثة أكبر وتزهق أرواح ناس كثيرين ولم يفكر سوي في كيفية منع الكارثة وطوال الطريق ظل يردد الشهادتين حتي انتهي المطاف في منطقة خالية وترك السيارة التي انفجرت عقب ذلك .