مرت مائة عام علي الثورة التي رفعت شعار مصر للمصريين، ثورة الشعب بكل طوائفه وطبقاته والتي لم تبدأ في مارس 1919 بل تمتد جذورها إلي ثورة القاهرة الأولي حين خرج المصريون لمواجهة المستعمرالفرنسي غير عابئين بمدافع بونابرت التي صوبها ناحية القاهرة، لتستمر هذه الثورة مع من خرجوا لعزل خورشيد باشا وتنصيب محمد علي والياً علي مصر مروراً بالثورة التي قادها بشير التقدم رفاعة الطهطاوي ورفاقه لإزالة مظاهر التخلف من طريق المصريين إلي عصر النهضة وصولاً إلي الثورة العرابية وما حققته من نجاح علي المستويين السياسي والاجتماعي رغم إخفاقها عسكرياً إلا أنها كانت بداية الدعوة الخالدة »مصر للمصريين» وأكمل مصطفي كامل المسيرة، ومن بعده محمد فريد النضال الوطني لتكون ثورة 19 ثورة الشعب، اللحظة التي بلغ فيها الوعي المصري سن الرشد . وفي هذه الصفحات نقدم مشاهد من حياة الثورة التي كان سر نجاحها توحيد الصف بين أبناء هذا الوطن والمطالبة بالاستقلال التام ليس فقط السياسي عن بريطانيا بل استقلال الشخصية المصرية، فهي الثورة التي كانت فيها الكلمة العليا لسلطة الشعب، وبالفعل وبعد أربع سنوات كان دستور 1923 والذي أصبح من خلاله للشعب نصيباً في الحكم .