خلافا لبعض المهرجانات السينمائية التي تشكومن غياب الجمهور فتعرض أفلامها للقادمين معها من القاهرة سواء نقاداً أوسينمائيين، فقد استطاع مهرجان أسوان لأفلام المرأة خلال ثلاث دورات فقط من عمره أن يمد جسور التواصل مع أهل أسوان ويستقطب الجمهور بمختلف فئاته فكان حضورهم لفعالياته ملحوظا سواء بتكالب الشباب والأطفال علي الورش التي يقيمها أو بمشاركة الفتيات والنساء بمنتدي »نوت» أوبحضور طلبة المدارس والجامعات لعروض الأفلام، بما يؤكد أنهم وجدوا في المهرجان مايثير اهتمامهم وبات نافذة مهمة للتعرف علي انتاجات سينمائية مغايرة عما تعرضه دار العرض الوحيدة بأسوان. وقد شهدت الدورة الثالثة التي اختتمت قبل أيام فعاليات عديدة لكن أبرز ما فيها كانت الورش الفنية التي أقامها المهرجان وتدرب فيها نحو 125 من الشباب والشابات علي فنون العمل السينمائي من كتابة السيناريو الي صناعة الأفلام التسجيلية والقصيرة والرسوم المتحركة باشراف نخبة من السينمائيين وكان حصاد هذه الورش عرض 14 فيلما أبدعها شباب أسوان، عرضت في ظل حضور كبير من أهالي المحافظة والمتدربين، وقام سيد عبد الخالق مدير الورش باختيار عشرة من شباب الورش المتميزين لحضور مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة باتفاق تم بين ادارة المهرجان ود. خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما، ما يؤكد رسالة المهرجان في تنمية البيئة التي يقام بها وما سيسفر عن مواهب أسوانية تشق طريقها نحو الابداع السينمائي بكافة أشكاله وهو ماأهتم به المهرجان ويجب أن يستمر علي مدي العام ما يستلزم دعم وزارة الثقافة لاستمرار هذه الورش، وكان الاقبال الكبير لحضور العروض ما يؤكد شغف الجمهور بمشاهدة الأفلام والتي يجب أولا وضع ترجمة عربية لها لاتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجمهور لمتابعتها فقد كانوا يتسربون من قاعة العرض قبل انتهاء الفيلم، والأهم هو اختيار أفلام جيدة تحقق هدف المهرجان، فقد جاءت بعضها أفلاما تجريبية لم تلق تجاوبا من الجمهور. وكانت ادارة المهرجان قد استحدثت مسابقة للفيلم المصري ولم يشارك بها سوي ثلاثة أفلام هي »ورد مسموم»، »لا أحد هناك»، »بين بحرين» وفاز الأخير بجائزتها التي تدعمها نقابة السينمائيين، ولا نعرف علي أي أساس تم اختيار هذه الافلام ولماذا لم يتم عمل استفتاء معلن لضمان موضوعية الاختيار. تبقي التحية واجبة للقائمين علي المهرجان السينارست محمد عبد الخالق والكاتب الصحفي حسن أبوالعلا وفريق العمل وقبل ذلك الي جمهور أسوان التي تعد استديو مفتوحا للتصوير بما تمتلكه من سحر الطبيعة والآثار الخالدة والتي يجب أن تعمل علي استقطاب تصوير الأفلام العالمية بها.