عن دار نشر"رومان آند ليتلفيلد" صدر كتاب "إسلام الجمهور": الدين في الأدب العربي الحديث لمحسن الموسوي، الذي ذكر في مقدمته أن الغرض من أبحاثه المسجلة بالكتاب هو دراسة الإسلام من وجهة نظر العامة أو الجماهير طبقا لما يظهر في الأدب العربي الحديث، و أنه محاولة للإجابة علي السؤال الشائك ، فيما يتعلق بالتغييرات المؤلمة والمأساوية في الفكر بين المثقفين اليساريين خاصة الروائيين و الشعراء، ممن تحولوا إلي الصوفية في مرحلة معينة من حياتهم، بالرغم من أن العلماء النظريين لمسوا بالفعل التقارب بين الصوفية و الوجودية و الماركسية، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الإنتاج الأدبي يجب التدقيق بشأنه حول ذلك التحول بما يحتمل النقاش، من أجل الوصول إلي فهم أفضل لذلك الجانب من الأدب خلال سبعينات القرن الماضي. كما أكد ان التركيز علي انتاج أدبي عربي ليس المقصود به التقليل أو الحد من دور الكتابات غير الأدبية لكتاب عرب وغير عرب منذ منتصف القرن التاسع عشر، وعلي أي حال ، هناك رأي حول تلك الدراسة أن الإنتاج الأدبي في العصر الحديث يتجاوز حدود تخصصات بعينها. و يظهر ذلك في تناول الموسوي موضوعات شتي عبر فصول كتابه المرجعي الشامل غطت الكثير من النواحي المتعلقة بالأدب العربي، مقسمة إلي سبعة فصول: طرق لم تطرق : الحداثة العربية وعلاقات فضفاضة بالشوارع أو بالجماهير، قبل الوداع: ما الذي تقوله روايات التعليم؟ "دكتور إبراهيم"، "قنديل أم هاشم" ليحيي حقي، كتابة إبن تيمية:الإختيار الصعب لشرقاوي بالسيرة الذاتية الأدبية، وفصل بعنوان الفعالية الدينية:التطويع في فراغ سياسي:ليالي ألف ليلة محفوظ، "عمارة يعقوبيان"علاء الأسواني، تلاه فصل تحت عنوان سرد الثقافة الجماهيرية: عبد الحكيم قاسم:أيام الإنسان السبعة، الشاعرية السياسية للسرد الإسلامي الجماهيري المعاصر:حالة ملحمة"الحرافيش" لنجيب محفوظ، وفصل بعنوان في أعقاب الفشل: العالمية والقومية والدين الإسلامي في"الزيني بركات" لجمال الغيطاني، و"المهدي" لعبد الحكيم قاسم، وفصل البحث عن الإسلام الذي تناول فيه رواية "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، و تحت عنوان باب الإيمان: تناول بالبحث "مقام عطية" لسلوي بكر، و"رحلة إبن فطومة" لنجيب محفوظ، ثم الفصل السابع والأخير بعنوان: الشعرية المتشعبة:الإسلام كشعر:ما يمكن ومالا يمكن حدوثه. وقد نشرت مجلةChoice المتخصصة في مكتبات الجامعات بأمريكا مقالا عن الكتاب جاء فيه:" أن الكاتب يفحص خلاله دور الإسلام في الحركة الفكرية تجاه الحداثة العربية والأوروبية في الأدب العربي ،في كل من القرنين التاسع عشر والعشرين، مقابل خلفية متشددة مغايرة لخواص الإسلام ولقوة وتأثير اللغة القرآنية. متفحصا عن طريق إستدعاء شامل، وبنظرة نقدية متخصصة، كل ما يبدو ظاهريا شيئا مقدسا، من خلال معرفته عن قرب كلا من الأدب العربي والكلاسيكي وكذلك الأوروبي، خاصة الفرنسي. قام الكاتب بفحص مرجعيات الأدباء العرب في دول ممتدة من العراق حتي المغرب بالنسبة للمتغيرات الحالية للإسلام الشائع بين العامة، بادئا بالحكايات التربوية أوالتعليمية أوالبحث عن المعرفة متوغلا في الحكايات الشعبية، مشيرا إلي التأثير الرسمي للدولة، وأوجه قصوره وإحباطاته، مسجلا استنتاجاته حول تلك الحكايات، بالبحث حول طرق فهم الإسلام في الحياة المعاصرة، خاصة الفصل الذي حمل عنوان"حكايات الثقافة الشعبية"، الذي سجل فيه أوجه التشابه بين شكل القصة البطولية في الأدب الأوروبي، مع التركيز علي الحكايات الشعبية المستقاة من الثقافة الشعبية العربية. البراعة و الدقة المتناهية التي انتهجها الموسوي في تحليل ووصف الأعمال الأدبية العربية يجعل هذا الكتاب متفردا عن الأبحاث الأخري المتعلقة بالأدب العربي الحديث، و يجعله مرجعا هاما وأساسيا لأي بحث منهجي حول الأدب العربي".