منذ إطلالتها الأولي أكدت تميز موهبتها الفنية مما دفع المخرج الكبير هنري بركات لاختيارها لدور البطولة في فيلمه السينمائي »عشاق تحت العشرين»، ومنذ ذلك الحضور الآسر توالت العروض عليها من مخرجين متميزين لكنها لم تنجرف وراء الانتشار وقررت أن تخوض مغامرة الاختيار الصعب، فنجحت في تحقيق جزء من طموحها في ظل التنوع الذي حفلت به أجندتها الدرامية بنوعية أعمال درامية حرصت فيها علي تقديم شخصيات مختلفة ومتميزة ولكل دور خصوصية اكتسبت به محبة الناس سواء في مسلسلات الفندق هند والدكتور نعمان رأفت الهجان.. امبراطورية مين الحكر ودور سمرة في »نيران صديقة» والغازية رئيسة في »الضوء الشارد» وعزيزة في »سجن النسا» بالإضافة إلي لمستها الإبداعية في أعمال »العهد» »أبوهيبة» »نيللي وشريهان» وأفلام »درب الهوي» »البريء والمشنقة» »الاختلاط ممنوع» »عفاريت الأسفلت»- »كونشرتو درب سعادة» »الأراجوز» »الساحر» »إللي اختشوا ماتوا» ورائعة فيلم »باب الوداع» الذي قدمت فيه دورا صعبا ومرهقا بلا حوار ويعتمد بشكل أساسي علي ما تفصح عنه ملامح الشخصيات وتعبيرات وجوههم.. إنها الفنانة المبدعة سلوي خطاب التي لاتزال تبحث عن صدي لطموحاتها وأحلامها وتحقيق التفرُّد في الأداء الطبيعي وتقديم الأدوار الرائعة الصعبة. • يتردد أنه دائما ماتكون لك طلبات خاصة في سيناريو أعمالك؟ أقول كل ملاحظاتي في فترة تحضير العمل الفني، ولكن بمجرد أن وافقت علي العمل الذي سأشارك فيه لا يمكن أن أطلب أي تعديل، لأن الأمر انتقل بالكامل للمخرج ومهمتي تصبح فقط أن أؤدي دوري كما يجب وأن أنفذ رؤية مخرج العمل. وبعد تميز النجاح في أدوارك الأخيرة هل أصبحت تشعرين بقلق لأدوارك في مسلسلاتك القادمة؟ أنا طول عمري في الفن صاحبة مسئولية ورسالة، ويكفيني فخرا أنه عندما يري المشاهد أعمالي الدرامية سواء في المسرح والسينما أو التليفزيون يجدها كلها أعمالا لها طعم ومذاق خاص يميزها والحمدلله، ويجدها أعمالا ناجحة تحترم عقلية المشاهد من خلال تقديمها لكل مشاكل وقضايا المجتمع، ولذا فإن شعوري بالقلق هو قلق من النوع الصحي لخوفي علي نجاح أعمالي. أثبت أنك ممثلة كوميدية متميزة بعد محطتي »نيللي وشريهان» و»سك علي إخواتك».. فلماذا تبتعدين عن تقديم الكوميديا؟ وأين الكوميديا الراقية، لقد أصبحت نادرة في أعمالنا، وكم أتمني ظهور كُتاب ومؤلفين جدد للإبحار في كتابة فن الكوميديا وأعتقد أننا أيضا نمتلك ذخيرة من هؤلاء المبدعين لكنهم يحتاجون فقط للدعم والتشجيع ومنح الفرصة وقناعة المنتجين بأن الساحة الفنية متعطشة لتقديم نوعية الأعمال الكوميدية الراقية التي أصبحت نادرة في أعمالنا الفنية. وماردك علي أنك فنانة تستعرضين عضلاتك علي شخصيات أدوارك؟ تبتسم سلوي وتقول: كل ديسيتمر في نسيج شخصيتي يعشق التحدي وخلال مسيرتي الفنية الممتدة قدمت سلسلة من الأدوار المتنوعة والناجحة فكان لكل دور سحر »ما» يميزه عن غيره وذلك لكوني أخضع لمعايير فنية بالدرجة الأولي في اختياراتي منها جودة النص والسيناريو وتميز المؤلف ومخرج العمل بروعة الفكر والتجديد والإبداع ومنذ بداية قبولي العمل آخذ الموضوع ببساطة وأتعايش بحب مع الشخصية التي سألعبها علي الورق وأمام الكاميرا لتساعدني في نقل أحاسيسها بصدق ودرجة تصل إلي الاقتناع.. ومن هنا أشعر بضمان نجاح أي شخصية تجعلني أسعي تجاهها وأؤديها بشفافية وروح إبداعية طبيعية. لو قلنا أن دور الغازية »رئيسة» كان بوابتك للانطلاق لعالم الشهرة فماذا تغير فيك اليوم؟ ولماذا لا تقول ذلك علي بداية أدواري في فيلم »عشاق تحت العشرين» ثم مسلسلات »الفندق» مع الفنان مصطفي فهمي و»هند والدكتور نعمان» مع القدير الراحل كمال الشناوي ودور راضية في مسلسل »حديث الصباح والمساء» و»النساء قادمون» وكذلك أدواري في »رأفت الهجان» والغازية »رئيسة» في الضوء الشارد وسمرة في »نيران صديقة» وشوقية في فيلم »الساحر» أمام الفنان الكبير الراحل محمود عبدالعزيز، ولكني أعتبر أن كل ماقدمته بعد هذه الأدوار المتميزة ومنها علي سبيل المثال مسلسلات »امبراطورية مين» »سوق الزلط» »العهد» »سجن النسا» »أبوهيبة في جبل الحلال» وأفلام أيام صعبة شوادر كتيبة الإعدام عفاريت الأسفلت الأراجوز كونشرتو درب سعادة بنات في ورطة إللي اختشوا ماتوا ياتهدي ياتعدي مرحلة فنية أحتفظ بخيوطها في دولاب إبداعي.. وماأحلم في تقديمه من أدوار جديدة متنوعة ومركبة مايزال قائما.. فأنا مشواري الفني مازال فيه الكثير.. ونجاحي في شخصية معينة لا أعتبره نجاحا كاملا بل مجرد محطة أو خطوة مهمة للتألق في بستان الإبداع. لو عرض عليك أداء شخصية مركبة ومشوهة وأنت جميلة هل تقبلين تقديمها؟ ولم لا؟.. فمثلا أنا لم أعتمد علي جمالي في أعمال كثيرة منها مثلا مسلسلات الحكر، نيران صديقة سجن النسا وإزي الصحة وفيلم الساحر وهناك مشاهد كثيرة في هذه الأعمال وغيرها لم أستعمل فيها المكياج، ولذا إن كان التشويه مطلوبا ولكن في دور صعب ومركب فلن أتردد لحظة عن قبوله. ماذا أضافت لك تجاربك السينمائية، وهل السينما في تحسن أم تراجع؟ قدمت أعمالا سينمائية كثيرة منها عيب يالولو يالولو عيب دسوقي أفندي في المصيف أيام صعبة بنات في ورطة درب الهوي المشاغبات في خطر ياتهدي ياتعدي كتيبة الإعدام الاختلاط ممنوع البريء والمشنقة وكل هذه الأعمال والأفلام الأخري أضافت لي الكثير فنيا ومهنيا خاصة أن العمل في الإنتاج السينمائي وقتها فرصة هامة.. ورغم تغير الظروف الاقتصادية إلا أني أعتقد أن السينما في تحسن في الفترة الأخيرة وعاد إليها كبار النجوم من زملائي وسوف تشهد المواسم القادمة القريبة منافسة ساخنة بين عدد من الأفلام القوية خاصة التي يشارك فيها الشباب بأفكار جريئة متميزة وللعلم السينما المصرية ترنحت لسنوات بعد الثورة لكنها استعادت عافيتها مؤخرا ومع الارتفاع الفلكي في تكلفة الإنتاج يجب أن نشجع ونساند صمودها ونشاطها. »حققت بالصمت أقوي ما تحققه الكلمات».. ماذا تعني هذه العبارة لك؟ تلك العبارة مرتبطة ببطولتي في فيلم »باب الوداع» الذي قدمت فيه دورا بغير حوار وكان الدور مرهقا لكونه اعتمد بشكل أساسي علي ماتفصح عنه ملامح شخصيات الفيلم وتعبيرات وجوههم.. وقد حمل الدور معني عميقا ومشاعر فياضة أقوي من الكلمات.. وهذا الدور الذي منحني فرصة تقديمه المخرج الشاب كريم حنفي لقي استحسان الجمهور والنقاد وهذا الفيلم كان من أهم محطات انطلاقي وإبداعي.. وسعادتي لا توصف لمشاركته ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الدورة 36 والفيلم أيضاً حصل علي 6 جوائز في مهرجان جمعية الفيلم وحصوله علي جائزة الهرم الفضي في التصوير. كونك خريجة معهد الفنون المسرحية ألا تشعرين بحنين للوقوف علي خشبة المسرح؟ بالتأكيد.. أتوق إليه دائما.. فالمسرح هو أبو الفنون وله سحره وعالمه الخاص يعيش الفنان من خلاله حالة لايمكن وصفها والإحساس بها إلا علي خشبته!! ورغم أني فخورة بما قدمته من مسرحيات منها دقة زار جاسوس في قصر السلطان في عز الظهر شهر زاد تتجوزيني ياعسل إلا إني أتمني عودة كُتاب المسرح الذين يقدمون نصوصا قوية تعيد للمسرح الجاد هيبته علي الساحة. كيف تفسرين ظاهرة اقتحام الفنانين العرب من (سوريالبنانتونس) مصر في السنوات الأخيرة؟ لايخفي علي أحد أن مصر وحدها هي التي تصنع النجوم فهي كما يطلقون عليها هوليوود الشرق، وأهلا بالفنانين العرب عندنا فهم في النهاية إخوة لنا وإحقاقا للحق فهم يتمتعون بأداء راق أضاف مذاقا جميلا لكل الأعمال الفنية التي شاركوا فيها.. وللعلم قدوم الفنانين العرب لمصر موجود منذ الخمسينيات بدليل وجود فريد الأطرش أسمهان صباح نجاح سلام نجيب الريحاني إلياس مؤدب وغيرهم وصولا إلي رغدة جمال سليمان هيفاء وهبي نيكول سابا جومانا مراد سيرين عبدالنور كارول سماحة باسم ياخور إياد نصار سُلاف فواخرجي سوزان نجم الدين. ماالذي نجحت فيه من تحقيق أحلامك؟ وما الذي أخفقت فيه؟ أنا عادة لا أخطط لشيء.. ولكن لقناعتي منذ الصغر بحب الفن وأنه الأقدم والأكبر وكون مصر بلدا كبيرا وفيها قنوات فضائية ومنتجون كثيرون لم أتردد لحظة عن دخول المعهد العالي للفنون المسرحية وخلال فترات الدراسة وبعد التخرج حققت حلمي بدخول عالم التمثيل، وأعتبر ذلك نجاحا في تحقيق طموحي أما الإخفاق فهو دروس حياتية نتعلم منها فيما بعد كيف ننسج خيوط النجاح. وما الجديد لدي سلوي خطاب؟ قاربت علي الانتهاء من تصوير آخر مشاهدي في الفيلم السينمائي »دماغ شيطان» مع المخرج كريم إسماعيل وهو مأخوذ عن قصة لعمرو الدالي والفيلم يكشف الصراعات الاجتماعية والصراعات التي مرت بها المحروسة عقب ثورة يناير 2011 مع التأكيد علي غياب أي منطق للأحداث في ظل ظهور وقائع غريبة وسلوكيات بعيدة كل البعد عن قيم وتقاليد مجتمعنا بعاداته وأسلوب حياته الذي عرفناه لسنوات طويلة والفيلم يسلط الضوء علي حالة اليأس التي سيطرت علي الناس ويشاركني بطولة الفيلم باسم سمرة ورانيا يوسف وعمرو عابد ونادية خيري ومازال تحت تنفيذ الإنتاج الفيلم الجديد »الطيارة» ويشارك في بطولته معي محمود الجندي إيهاب فهمي ريم مصطفي ندي موسي بيومي فؤاد شريف رمزي والفيلم إخراج وليد الحلفاوي.. وهناك تحت التنفيذ أيضا مسلسل »الزوجة »18 ويشارك في بطولته معي حسن الرداد ناهد السباعي محمود البزاوي هيدي كرم شيماء سيف وأستعد لتصوير مسلسل بعنوان »وبينا ميعاد» قصة وسيناريو وحوار محمد أمين راضي والمسلسل يرصد طبيعة الحياة عند البسطاء في الحارة الشعبية وصمودهم ضد أطماع فاسد يسعي ضد محاولات كسبهم للقمة العيش وبناء مستقبل لأولادهم الصغار ويشارك في البطولة معي إيمان العاصي غادة عادل رانيا يوسف أحمد داود كريم قاسم والمسلسل إخراج أحمد خالد موسي.