تسكنها فلسفة خاصة مستندة علي خلفية ثقافية. عبرت دروب النجومية والإبداع بكثير من تواضعها وإنسانيتها وصدقها وبات واضحا أنها عندما تغيب عن الشاشة تترك فراغا لدي جمهورها وعندما تعود تترك فرحا في القلوب.. لمعت في تقديم كل الأدوار خاصة الصعبة والمركبة التي اختارتها بعناية وخلقت بها بصمة فنية مميزة .. وبالرغم من أنها تصنّف بين نجماتنا البارعات إلا أنها تعترف بأنها مازالت تتعلم في بحور الفن التي لا تنتهي.. إنها النجمة سلوي خطاب التي دأبت علي الإبداع لإيجاد مساحة تنفرد فيها بنجوميتها. بيني وبين الأدوار الصعبة كيميا وإحساس جميل أعشق البطولات الجماعية وأتمني العمل مع العمالقة الذين أثروا حياتنا بأعمالهم • ما مدي صحة تفوقك في تجسيد شخصيتك في فيلم "اللي اختشوا ماتوا" وبجرأة شديدة؟ - لا أنكر مناقشتي مع فريق العمل بفيلم "اللي اختشوا ماتوا" قضية مهمة غير تقليدية تهم كل سيدة في كل بيت.. وهذا ما دفعني للمشاركة في الفيلم خاصة أنه واقعي يجسد معاناة وأزمات الكثير من النساء المطلقات في مجتمع لهن الحق في العيش والحياة فيه.. وشخصيتي كاركتر درامي جديد "طازة" يظهر بين ثناياه ملمح الإحساس بالوحدة مما جعل شخصيتي صاحبة البنسيون تجمع البنات حولها.. ومع تتابع أحداث الفيلم تكشف خيوطه أن حياة المرأة صحراء عطشي بدون الرجل أو الأصدقاء أو الأبناء أو الأقارب أو الجيران.. ولا أخفي إعجاب الجماهير والنقاد بما قدمه الفيلم من واقع مؤلم يعاني منه طوائف كثيرة في المجتمع.. وأيضا بما قدمته من جرأة في تجسيد دوري في الفيلم ولكنها جرأة محسوبة لاتخدش حياء أحد. وتكمل سلوي وتقول: وبصراحة أكثر أنا أقدم دوري كعادتي بكل دقة وتركيز ولم أسع للتفوق بل لأقدم عملا جميلا.. وقد هنأني الكثيرون من النجوم والمخرجين خلال العرض الخاص للفيلم علي وتفوقي في أداء الشخصية.. كما هنأتني حشود الجماهير وهذه شهادة مهمة لي ووسام علي صدري.. فالعمل من البداية حمل روح التحدي خاصة أن الدور كان من أصعب الأدوار التي قدمتها. • ألم تؤثر نجومية غادة عبدالرازق علي نجوميتك الفنية؟ - الفيلم بطولة جماعية.. وبرأيي أن المهم هنا هو ما يقوله الدور ومدي جديته والأثر الذي يتركه عند المشاهدين وللعلم البطولات الجماعية مباراة جميلة بين الجميع والمستفيد منها طبعا العمل والمشاهدون. وهل ستغيرين نمط أدوارك بعد "اللي اختشوا ماتوا"؟ - كل عمل جديد أعتبره محطة مختلفة شرط أن أوفق بسيناريوهات وأفكار جديدة، وأضع في أجندة قبولي لأي عمل فني أن يكون بعيدا عن الأدوار التقليدية مع التركيز علي تغيير جلدي تماما في الأدوار الجديدة بنمط مختلف في الشكل والأداء. وهل تعتبرين نفسك اليوم صاحبة نجومية نخبوية ولا تحتاج إلي تلك الشعبية؟ - لا أحب أساسا هذه التسمية حتي حين يقال عني نجمة وأقول إني لست كذلك.. أنا ممثلة تختار الأدوار المناسبة وأمتلك شعبية جماهيرية أيضا كون الناس تذكرني بدور ليليان في رأفت الهجان وسمرة في نيران صديقة وعزيزة في سجن النسا وفضيلة هانم في إمبراطورية مين وخالتي صباح في نيللي وشيريهان ورئيسة الراقصة في الضوء الشارد وزكية في جبل الحلال. ولكن هل تعتبرين هذه الأعمال فقط علامة في محطة حياتك الفنية؟ - أعشق العمل باحترافية وغريزتي تسيطر عليّ لتقديم العمل الجيد فقط ولذا أؤكد أن كل أعمالي علامات مضيئة ومنها علي سبيل المثال لا الحصر، مسلسلات، الثأر قبل الحب أحيانا، هند والدكتور نعمان، وهو من محطاتي الفنية لمساهمته في معرفة الجمهور بي، كسبنا القضية، الضابط والمجرم، بنات زينب، الدنيا وردة بيضاء، الامتحان، صباح الورد، أهل الطريق، أحلام مسروقة، النساء قادمون، حديث الصباح والمساء، بين شطين وميه، أولاد الغالي، العنكبوت، سكة اللي يروح، الحارة، مذكرات سيئة السمعة، فيرتيجو، كان يا ما كان، الحكر، حافة الهاوية، قصر فوق الرمال، العهد، وأعترف بأن كل شخصية من هذه الشخصيات استفزتني وتحدتني بكل تفاصيلها ودائما ما أقبل هذا التحدي وأصب جام غضبي عليه وأفرض أدائي لما فيه مصلحة العمل ومن هنا يأتي حصاد نجاح الدور. النجومية اليوم لم تعد تعتمد علي الوسامة. ما ردك؟ - عمري ما نظرت إلي النجومية، بهذا المنظار، بل أعتمد دائما علي موهبتي، حتي عند خروجي لا أنظر بتركيز في المرآة، فمسألة الجمال لا أعتقد أنها مؤثرة بأي حال، فنحن تجاوزنا هذه الاعتبارات من زمان ثم إنني لا أري نفسي جميلة بشكل استثنائي يعني فتاة أو سيدة عادية الجمال وأري أن الوسامة تأتي في تقديم الأدوار المتنوعة والمركبة التي لا تقدر علي تجسيدها ممثلة عادية. ما حجم تدخلك في النيولوك الذي ظهرتِ به خصوصا في رأ فت الهجان وأيضا أدوارك الأخيرة؟ - بالنسبة لأي شخصية كسلوك وروح يرسمها المؤلف والمخرج أما الشكل وطريقة توصيل هذه الروح للمشاهد فهي بصمتي الخاصة، وأعترف أن الحكاية خصوصا في دوري بمسلسل رأفت الهجان الذي يعاد إذاعته حاليا بدأت بتعاطف شديد تجاه شخصية ليليان التي ترمز للفرق بين اليهودية كديانة والصهيونية كاتجاه ودائما ما أستذكر كل جوانب مفردات أي شخصية جديدة أقدمها ولذا أسعي لتقديم نيولوك جديد لها سواء بالشكل أو الملابس أو الصوت والأداء التمثيلي. ولكن يلاحظ أن أداءك لأي شخصية يجمع بين السلاسة والإتقان؟ - الأدوار التي يؤديها الممثل تنقسم إلي نوعين أساسيين أولها الأدوار الخفيفة خصوصا الرومانسية والكوميدية وهي تعتمد علي المتعة والانطباع اللطيف، وهناك النوع الثاني وهو الأدوار الصعبة المركبة التي تستفز طاقات الممثل وتجعله يغوص داخل الشخصية وأدواري في سجن النسا وحديث الصباح والمساء والحكر والحارة وقصر فوق الرمال.. النساء قادمون أزمة نسب.. نيللي وشيريهان، سوق الزلط.. العهد، مع دوري في فيلم "اللي اختشوا ماتوا" كانوا من النوع الثاني الذي أعشق تقديمه. هل أنت راضية عما قدمتِه في السينما؟ - نعم فحتي أعمالي التي كانت سببا في انتشاري ومعرفة الجمهور بي حملت معايير الفن الجميل ومنها أفلام عشاق تحت العشرين.. ودرب الهوي.. البريء والمشنقة.. لا تدمرني معك.. قبل الوداع.. الاختلاط ممنوع.. المشاغبات في خطر.. كتيبة الإعدام . شوادر . مراهقون ومراهقات . دسوقي أفندي في المصيف . طريق الشر . عفاريت الأسفلت . كونشرتو درب سعادة.. الأراجوز.. الساحر . أيام صعبة بنات في ورطة .. اللي اختشوا ماتوا . يا تهدي يا تعدي. وتضيف سلوي أنها أيضا راضية عما قدمته من مسرحيات منها جاسوس في قصر السلطان دقة زار تتجوزيني ياعسل شهرزاد في عز الضهر.. خاصة أنها عملت في مسرح جاد طرحت من خلاله مسائل وقضايا أساسية وراقية وأكدت أن الخطوط الحمراء التي تضعها عند اختيارها لأي عمل تتمثل في رفض أفلام المقاولات وفي ذات الوقت تعشق البطولات الجماعية ولا تمانع من التعاون مع أي فنان يضيف لرصيدها كل جديد متميز وللعلم أنا من الذين لا ينظرون خلفهم لأن أمامي الكثير لأحققه. ماذا تغير فيك اليوم وماذا تتمنين؟ - اليوم أحمل مسئولية كبيرة بعد رحلة نضوجي الفنية ومازلت أفتش عن الأدوار المناسبة وأنا متواضعة وموضوعية ولن أتغير أبدا لأن الطبع يغلب التطبع وأنا صادقة إلا أني علي صعيد الفن أتمني أن يأخذ الممثل المتخصص حقه وأتمني إنتاجا أكبر وأن يصبح هناك في مصر صناعة سينمائية جادة مثلما كانت عليه في الزمن الجميل. هل تعتقدين أن لنجوميتك مذاقا خاصا أمام نجوم بعينها؟ - أكيد لأن الأمر يشبه نزولك البحر مع شخص يجيد السباحة لذا تشعر بأمان واستمتاع وهذا ما يحدث في العمل الفني أيضا وأتمني العمل مع كل العمالقة الذين أثروا الحياة الفنية بأعمال راقية هادفة. أخيرا ما هو جديدك؟ - انتهيت من تصوير فيلم يا تهدي يا تعدي وهو جاهز للعرض وأجسد فيه دور سيدة "كلاس" غير متزوجة تدعي "ثريا هانم" تعيش في حارة شعبية ورغم كل المتغيرات الحياتية فهي لا تتنازل عن التمسك بعاداتها وتقاليدها.. وأمامي عدة سيناريوهات ومازلت في مرحلة قراءتي لها.