«رقص مع جين أوستن: كيف كانت ترتاد الكاتبة وشخصيات رواياتها عالم الحفلات الراقصة» أحدث ما صدر عن الكاتبة جين أوستن، الكتاب من تأليف سوزانا فوليرتون، عن دار نشر فرانس لينكولن. الكتاب رحلة رائعة داخل عالم الحفلات الساحر، التي كانت جين أوستن كثيرة التردد عليها حيث كانت تعشق ارتداء أحذية السهرة الساتان و القفازات البيضاء، و الأثواب المصنوعة من الموسلين الحريري، لتنطلق نحو عالم المرح و المتعة، تحكي أوستن عن تفاصيل غاية في الدقة لتلك الحفلات، التي تتشارك خلالها فتيات بينيت الفرح مع مبدعتهم في«كبرياء و تحامل» متفحصات القاعة باحثات عن أزواج المستقبل، في أيام كان الرقص فيها مفعما بالإثارة، لذا يلعب دورا أساسيا في جميع رواياتها. الكتاب يعتمد علي الحسابات الحديثة، واللوحات التوضيحية و الصور المعاصرة، والمراسلات الشخصية، فضلا عن التفاصيل الدقيقة لحياة أوستن نفسها، كل ذلك يكشف عن رؤيتها الرائعة تجاه الرقص، وقدرتها علي رسم صورة متكاملة للعديد من الشخصيات شديدة التباين داخل قاعات الإحتفالات، التي تستغلها لتمهيد الطريق من أجل تنمية الشخصية التي تريدها داخل الرواية، علاوة علي أنها في كل رواية تتخذ نهجا جديدا، في التعرف علي المزيد من العادات الاجتماعية، و كيف يجب أن تجري الأمور من حيث لباقة الحوار و لياقة التعامل، ونوع الطعام المقدم، خاصة بعد أن أصبح آداء الفالس مقبولا ليس فقط من أفراد الطبقة الراقية، بل أيضا بين القرويين المفعمين بالحيوية، جميعها من وحي خيال أوستن. و بينما نصائحها قد تبدو لأول وهلة أنه قد عفي عليها الزمن مثل ما كتبته في إحدي رواياتها:»أن علي السيدة قبول الدعوة إلي الرقص مع أول متقدم لها، وإلا كان عليها قضاء بقية الأمسية في مراقبة الراقصين في حلبة الرقص!» ، إلا إنك إذا كنت مدعوا لحفل زفاف ووجدت نفسك تتساءل كيف تتخطي بلباقة عقبة مخاطبة صاحب الحفل، أو ما يجب إرتداؤه في حفل رسمي فسوف تجد عند أوستن بعض التلميحات مثل:لاتذهب متأخرا عن موعد الحفل، أو تظهر للحاضرين سبب دعوتك أو أنك غير مدعو من الأساس، ففي روايتها «كاثرين» رافق إدوارد ستانلي عائلته إلي حفل دون دعوة، ودار حوار حين ظهر علي كاثرين بعض التردد في الدخول فقال لها ساخرا، أشنقيني، ومن يهتم بذلك، لن يمكنهم طردي... وغير ذلك من المواقف. الكاتبة سوزان فوليرتون هي رئيس «جمعية محبي جين أوستن باستراليا» القت العديد من المحاضرات عبر أنحاء العالم عن الكاتبة الشهيرة، ولها أيضا كتاب بعنوان»جين أوستن والجريمة»، وآخر عن السيرة الذاتية لأوستن، وتعيش حاليا في سيدني- استراليا، وسوف يصدر لها قريبا عن نفس دار النشر كتاب « أكثر سعادة بعد 200 عام من كبرياء و تحامل«.