تتجه اليوم أنظار أكثر من مليار إفريقي من 52 دولة إلي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث تتسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورته الثانية والثلاثين. الآمال عريضة، والطموحات كبيرة، لأن تكون مصر قاطرة التنمية خلال فترة رئاستها للاتحاد، خاصة بعد النهضة التنموية التي حققتها خلال السنوات الخمس الأخيرة بقيادة الرئيس السيسي، بما يحقق أهداف الأفارقة التي وضعها الاتحاد عند إنشائه، وتحقيق الوحدة الإفريقية. وقد استعدت مصر جيدا لهذا الدور القيادي الذي يتشوق الأفارقة لحصد ثماره، خاصة أن القارة تزخر بثروات هائلة رغم ما تعرضت له من نهب واستنزاف خلال سنوات الاستعمار وحتي الآن. وتؤكد الدراسات أن لدي إفريقيا حوالي 12% من احتياطي النفط العالمي، كما تبلغ احتياطيات الغاز الطبيعي بما يقدر بحوالي 10% من إجمالي الاحتياطي العالمي وتنتج القارة ما يقدر بحوالي 80% من البلاتين المنتج في العالم، و40% من إنتاج الماس العالمي، و25% من إنتاج الذهب العالمي، و27% من الكوبالت، كما أنها تنتج 9% من الحديد، ويتراوح احتياطيها من الحديد والمنجنيز والفوسفات واليورانيوم من 15 - 30 % من إجمالي الاحتياطي العالمي ما يجعل إفريقيا كنزا يحتاج عملا جماعيا لاستغلاله بما يعود بالنفع علي الجميع بعيدا عن استغلال الدول الإمبريالية. وقد حرصت القيادة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية علي مد جسور التواصل مع الدول الإفريقية. كلنا أمل في تحقيق نقلة نوعية في مسيرة الاتحاد الإفريقي خلال فترة رئاسة مصر علي طريق التنمية الشاملة وتطوير البنية الأساسية وإقامة المشروعات الاستثمارية المتنوعة بما يتيح فرص العمل للشباب، ونشر التعليم ومكافحة الفقر والأمراض المتوطنة، إلي جانب تحقيق السلام والاستقرار في انحاء القارة.