أهم القرارات الحكومية اليوم في العدد 94 بجريدة الوقائع المصرية    للراغبين في مسابقة ال 18 ألف معلم، خطوات التقديم على موقع بوابة الوظائف الحكومية    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    هيئة تدريب القوات المسلحة تكرم الضباط المتميزين المبعوثين إلى الدول الشقيقة    إكليل وخواتم وصلبان.. مظاهر استقبال مبهجة لأقباط بورسعيد احتفالا ب"أحد الزعف".. صور    أول تعليق من وزيرة التخطيط على تقرير صندوق النقد الدولي عن مصر| خاص    انطلاق المؤتمر البيئي الدولي الثانى بجامعة سوهاج    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل رئيس مجلس النواب البحرينى    كواليس زيارة وزير خارجية فرنسا للبنان .. فيديو    عاجل| جانتس: لن أستمر بمجلس الحرب إذا قامت حكومة "نتنياهو" بمنع صفقة تبادل للمحتجزين    الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة    زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة    تعادل سلبي بين المصري والداخلية في الشوط الأول    جوارديولا يعلن تشكيل مانشستر سيتي لمواجهة نوتينجهام    إيقاف تشابي ألونسو مباراة واحدة    منتخب مصر يرفع رصيده ل 8 ميداليات في ختام بطولة مراكش الدولية لألعاب القوى البارالمبي    «الداخلية» تقبض على متهمين غسلوا 20 مليون جنيه من الإتجار بالنقد الأجنبي    تأجيل محاكمة المتهم بقتل نجل لاعب الزمالك السابق في حلوان    رضا حجازي: زيادة الإقبال على مدارس التعليم الفني بمجاميع أكبر من العام    تأجيل إعادة إجراءات محاكمه 3 متهمين بفض اعتصام النهضة    الإعدام لعامل قتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة كمبروسر هواء    دينا الشربيني ضيفة لميس الحديدي الثلاثاء المقبل    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    صدى البلد يكرم منة فضالي بعد نجاحها في موسم رمضان الدرامي.. صور    أخبار الفن.. ميار الببلاوى فى مرمى الاتهام بالزنا وعبير الشرقاوى تدافع عنها.. الكينج وشريف منير يكذبان حسن شاكوش    الصحة: انخفاض نسب اكتشاف الحالات المتأخرة بسرطان الكبد من 25 إلى 14%    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    وزير الصحة: نشهد قفزة جديدة في تطوير وتحديث برامج علاج سرطان الكبد الأولي    مساعد وزير الصحة: انخفاض نسب اكتشاف الحالات المتأخرة بسرطان الكبد إلى 14%    تأجيل محاكمة المتهمين في عملية استبدال أحد أحراز قضية    استعدادا لشم النسيم.. الزراعة: طرح رنجة وفسيج بالمنافذ بتخفيضات تتراوح بين 20 و30%    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    حسام غالي يكشف مفاجأة لأول مرة عن لاعبي الأهلي أثناء توقف النشاط الرياضي    وزير العمل يعلن موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    فيلم «أسود ملون» ل بيومي فؤاد يحقق المركز الرابع في شباك التذاكر    بحضور محافظ مطروح.. «قصور الثقافة» تختتم ملتقى «أهل مصر» للفتيات والمرأة بالمحافظات الحدودية    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو في حالة اضطراب كامل وليس لديها رؤية    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية في قرية جبل الطير بسمالوط غدا    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أهم الأيام في التاريخ القبطي.. الكنيسة تحتفل بأحد السعف وسط فرحة عارمة وإقبال كبير|شاهد    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اليويفا يكشف النقاب عن حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في ذهاب نصف نهائي تشامبيونزليج    تفاصيل مشاركة رئيس الوزراء في المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    تقييم صلاح أمام وست هام من الصحف الإنجليزية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التنمية في أرض الفيروز
نشر في أخبار الأدب يوم 28 - 01 - 2019

اليوم لا يشبه البارحة، وأمس لا يشبه سابقه، وغدًا بإذن الله يوم جديد نري فيه الأمل ونحصد فيه ما زرعناه طوال الأيام السابقة، فسيناء التي ظلت تعاني النسيان والإهمال والتهميش خلال عقود كثيرة سابقة، جاء القرار بضرورة وضعها علي الطريق الصحيح، فالإهمال أدي إلي الإرهاب، فلا مشروعات ولا تنمية ولا خدمات، فلا عجب بأن يسكنها الإرهاب بدلًا من الاستقرار والبناء.
زيارتي لسيناء بالنسبة لي يوم عيد، انتظرها بفارغ الصبر، أشتاق إليها كالحبيب لمعشوقته، خبر تم إرساله من خلال إدارة الشئون المعنوية عن قيام القوات المسلحة ببناء »تجمعات تنموية»‬ لأهالي سيناء بقرية تسمي الجوفة بمنطقة وسط سيناء، وتسليم الأهالي بيوتًا خالصة التشطيب و»‬مفروشة» من خلال إحدي الجمعيات الخيرية الشهيرة، كان دافعًا جديدًا لي لطلب زيارة هذه التجمعات، لرؤية حقيقة أعمال التنمية التي تتم علي أرض الفيروز، وهل حقًا تلبي طموحات أهلها ؟.
الزيارة بدأت في الساعة الخامسة فجراً، بدأنا التحرك من إدارة الشئون المعنوية بالقاهرة في اتجاهنا لسيناء، سلكنا طريق القاهرة / السويس، والذي يشهد أعمال تطوير وتوسعة، ونعبر نفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس لنصل إلي سيناء.. رأينا عشرات العمال والآلات تعمل رغم برودة الطقس وصعوبة الأعمال في ظل الظروف الصعبة وهو ما يؤكد تصميم الدولة علي تنمية سيناء .
الاخبار داخل »‬النثيلة» بوسط سيناء
تجمعات تنموية لأهالي سيناء والوادي
110 بيت بدوي بمساحة 200 متر بتشطيب فاخر و10 أفدنة لكل أسرة
عن اليمين وعن الشمال، رمال صفراء فاقع لونها لا يسر الناظرين أبداً، نتمني أن يأتي اليوم الذي نراها فيه خضراء، نري فيها مصانع ومزارع، وبعد فترة ليست بالقليلة، وجدنا بيوتاً جارٍ العمل بها، عشرات البيوت تراصت بجوار بعضها البعض لتكون لوحة في وسط الصحراء القاتمة، العمل جار علي قدم وساق، رغم الطقس السيئ، عشرات العمال ما بين عمال البناء والتشطيب والدهانات، كل هذا المشهد رأيناه ونحن نستقل سيارات القوات المسلحة، ودلفنا عن يسار الطريق لطريق فرعي يوصلنا إلي تلك القرية.
منطقة بوسط سيناء، تدعي قرية »‬النثيلة 1 والنثيلة 2»، وهي قرية علي مساحة 1200 فدان تقيمها القوات المسلحة ضمن خطة التنمية التي تريدها الدولة لأرض الفيروز، 110 بيوت يتم بناؤها علي الطريقة البدوية، تتكون من صالة و3 غرف وحمام ومطبخ، بالإضافة إلي »‬مضيفة» صغيرة، وفي اللهجة البدوية »‬مجعد» بباب منفصل عن البيت لاستقبال الضيوف، بيت يراعي الطبيعة البدوية، وتم التشاور بالتأكيد قبل الشروع في تصميمه، البيت علي مساحة 120 مترا، ويحتوي أيضاً علي »‬حوش» أو »‬حديقة» ولكن يريدها أهلنا في سيناء برمالها الصفراء مساحتها 80 متراً، لتناسب جلسات السمر، والتي يشعل فيها البدوي النار في »‬جذع» شجرة ليلتف حوله الجميع في ليالي الشتاء، فحقاً يستحق التحية من قام بالتصميم والتنفيذ والذي عرفنا فيما بعد أنه مهندس من أهالي سيناء ويقطن بالعريش، وصمم البيوت وفقاً للطبيعة البدوية، وهو ما أسعدنا حيث رأينا العمالة أغلبها من سيناء وبعضها من محافظات القناة والدلتا والصعيد.
ملعب خماسي
قرية النثيلة نموذج تحت الإنشاء للتجمعات التنموية البدوية التي تشرع في إنشائها القوات المسلحة، وتحتوي القرية أيضاً علي وحدة صحية، ومسجد و10 محلات ومدرسة تحتوي علي 11 فصلا دراسيا ومكتبة وغرفة مدرسين ومكتب للمدير و»‬حوش» للمدرسة، وعلمنا أنه مخطط إنشاء ملعب »‬خماسي» بالنجيل الصناعي بجوار المدرسة، كما أن البيت قابل للتعلية دورا إضافيا إذا ما اضطرت الظروف لذلك.
التقينا المهندس شادي الشريف 28 سنة من شركة عزام وهو المدير التنفيذي للمشروع، وصاحب تصميم القرية، وقال إن تصميم الموقع استغرق حوالي شهر لتناسب الطبيعة البدوية، والمنزل مقام علي مساحة 200 متر مربع، منها 120 متر مباني، و80 متر »‬حوش»، والبيت قابل للتعلية دورا إضافيا، وأضاف أن الدولة تستهدف تحقيق تنمية شاملة، وليس مجرد سكن، فهناك الأرض التي سوف يزرعها وبجواره المسجد والمدرسة، وأشار شريف أنه من أبناء مدينة العريش ويعلم جيداً أن أهالي سيناء لهم طبيعة خاصة في السكن، وهو ما تمت مراعاته في تصميم المشروع، وأضاف أن نسبة التنفيذ بالمشروع وصلت إلي 80%، ومن المتوقع تسليم المشروع في أبريل القادم.
وأوضح أن مشروع تخرجه في الجامعة كان تصميم قرية سياحية علي الطراز البدوي السيناوي، وهو ما يشبه هذا المشروع، مشيراً إلي أنه تم تصميم وتنفيذ مبني »‬الديوان» وهو لإقامة الأفراح أو المآتم أو إقامة أي مناسبات لأهالي القرية، ويسع لحوالي 150 فردا، كما أن البيوت جميعها سيتم تسليمها كاملة التشطيب، سيراميك ودهانات فاخرة، وسيتم فرشها من إحدي الجمعيات الخيرية الشهيرة.
الحرب علي الإرهاب
كما التقينا بأحد العمال ويدعي أنس أحمد 38 سنة »‬مشرف عمال»، وهو من محافظة الشرقية، وقال بلهجة ريفية : »‬كنا زمان نسمع من التليفزيون أن البلد بتتقدم، وبنشوف ده في التليفزيون بس، إنما إحنا دلوقتي بنشارك في صنع ده، مناطق كنا بنخاف نروحها، من اللي بنسمعه من وجود إرهاب، لحد ما جينا بنفسنا وشفنا الأمان»، »‬إحنا بنساهم في الحرب علي الإرهاب ولكن بطريقتنا، وإن شاء الله مصر دايما في رخاء وتقدم وأمن وأمان بفضل الله وجيشها وشرطتها ورئيسها»، كلمات بسيطة من عم أنس ولكنها توضح حقيقة ما يتم علي أرض مصر.
وأضاف أنس أن يومية العامل تتراوح من 200 جنيه إلي 250 جنيها يومياً للعامل بخلاف الانتقالات والوجبات، وهو ضعف ما قد يتحصل عليه العامل في أماكن كثيرة بخلاف أن جميع العمال هنا يشعرون أنهم يقدمون ما ينفع البلاد، ويمكث في الأرض، وهو ما يحقق رسالة الله من خلق الإنسان وهو تعمير الأرض، حيث عملوا في أرض لم يطأها بشر قبلهم، وهم أول من نالوا شرف المشاركة في إقامة المشروع.
حجم العمل بالقرية لم يكن هو فقط المفاجأة بالنسبة لنا، ولكن ما فاجأنا به رئيس أركان قيادة شرق القناة الذي صحبنا في جولتنا، أن الدولة لن تكتفي بتلك البيوت فحسب، ولكن هناك أيضاً 10 أفدنة سيتم تسليمها لصاحب كل بيت، ليتم إنشاء مجتمع متكامل لأهالينا في سيناء، والتي تكفل لهم حياة متكاملة حيث المسكن الملائم وتقديم خدمات التعليم والصحة، فضلاً عن إيجاد فرصة عمل بتملك 10 أفدنة سيقوم بزراعتها وفقاً لما توصي به الجمعية الزراعية التي سيتم إنشاؤها في القرية، حيث سيتم توفير البذور، للمحاصيل المناسبة التي أتمت وزارة الزراعة دراسة أنسب أنواع المحاصيل التي تناسب طبيعة الأرض.
وبعد جولتنا بالقرية ذهبنا بصحبة أحد قادة القوات المسلحة - رئيس شعبة الهيئة الهندسية بقيادة شرق القناة - لمنطقة الأرض التي سيتم استصلاحها بواقع 1100 فدان والتي تبعد عن مساكن القرية ببضعة مئات من الأمتار، والتي كانت عبارة عن أرض »‬سهلة» لا يوجد بها أي موانع طبيعية »‬تباب، أو هضاب أو وديان»، ولكنها أرض منبسطة، لنجد 30 بئر مياه تم إنشاؤها بمضخات لرفع المياه وتجميعها في محطتين للمياه لكل محطة 20 فلترا لتنقية المياه من الشوائب، وتصب كل محطة في خزان مكشوف يسع لحوالي 11 ألف متر مكعب لكل خزان، وتتم إعادة ضخها مرة أخري في مواسير صغيرة لري الأرض، وأشارت شعبة الهيئة الهندسية أن القوات المسلحة لم تترك شيئاً وقامت بدراسة كل شيء، حيث كانت هناك إدارة المياه التابعة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة والتي قامت بدراسة المياه وتحليلها، ووضعت خطة للمحاصيل المناسبة لطبيعة المياه والتربة، وكذلك قامت بدراسة المياه الجوفية بالمنطقة واستهدفت عمق 1200 متر للبئر الواحدة، لاستهداف المياه الجوفية بالخزان النوبي رغم وجود مياه جوفية علي عمق 100 متر، ولكن الخزان النوبي هو الأكثر استدامة، والمياه صالحة للزراعة بنسبة ملوحة ضئيلة ومسموح بها عالمياً، كما أن كل بئر مصممة علي ضخ 30 متر مياه مكعب في الساعة، وانتهت أعمال تنفيذ الآبار، ومواسير المياه ولم يتبق سوي 5% فقط من محطة المياه الثانية.
فرص العمل
قرية النثيلة ما هي إلا نموذج ل 18 قرية أخري يتم تنفيذها علي أرض سيناء تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وفق رؤية الدولة لتنمية شبه جزيرة سيناء من خلال توفير فرص العمل وجذب المزيد من السكان بها من مختلف المحافظات بالوادي والدلتا والصعيد من خلال مجتمعات عمرانية متكاملة وحشد جميع الوزارات في هذا الشأن، وتواصل القوات المسلحة جهودها في تنفيذ مخططات التنمية الشاملة في سيناء من خلال تحقيق الربط البري بين سيناء ومختلف أنحاء الجمهورية في قطاعات الطرق والكباري والأنفاق والمواني البرية والبحرية، وإنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة من خلال تنمية المجتمعات القائمة وسرعة الانتهاء من المدن الجديدة مثل »‬بورسعيد الجديدة والتي أطلق عليها سلام مصر»، ورفح الجديدة، وبئر العبد الجديدة وإقامة عدد من التجمعات التنموية المتكاملة.
حيث تقوم القوات المسلحة حاليا بإنشاء 18 تجمعا تنمويا تعد مثالاً للمجتمعات الزراعية والسكانية بشمال وجنوب سيناء بإجمالي 1180 منزلا و310 آبار مياه لاستصلاح 10710 فدادين منها 11 تجمعا بشمال سيناء بإجمالي 585 منزلا واستصلاح 5200 فدان و7 تجمعات بجنوب سيناء بإجمالي 595 منزلا واستصلاح 5510 فدادين، وذلك بإشراف الهيئة الهندسية للقوت المسلحة وروعي بها المرافق والخدمات العامة وتوفير أراضي استصلاح بواقع 10 أفدنة لكل أسرة، بحيث يتم تخصيص منزل وأرض زراعية لكل منتفع، بعد التأكد من مواءمتها للزراعة ارتباطاً بنوع التربة وطبيعة المياه حتي يتسني تمكين أكبر عدد من المواطنين بالمحافظات المختلفة من الاستفادة بهذا المشروع مع توفير البنية التحتية للمشروعات منها الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وذلك في إطار خطة الدولة لدفع عجلة التنمية بسيناء علي كافة الأصعدة بهدف رفع المستوي المعيشي لأهالي سيناء بالعمل في المشروعات التنموية الحالية والمخططة، وزيادة فرص العمل للمواطنين بالمحافظات المختلفة بما يسهم في القضاء علي مشكلة البطالة وخلق مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية واقتصادية متكاملة، فضلا عن الاستغلال الأمثل للمناطق التي تزخر بالموارد الطبيعية غير المستغلة وزيادة الحيز العمراني لجمهورية مصر العربية.
اللواء يحيي الحميلي قائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب في أول حوار له :
العملية الشاملة فرضت سيادة الدولة علي كل شبر .. و خسائر فادحة للتنظيمات الإرهابية
في رحلتنا لمناطق التنمية بوسط سيناء، والتي كانت نموذجاً لما يحدث علي أرض الفيروز من أعمال تنمية شاملة حقيقية تستهدف إحداث نقلة نوعية للنهضة بمعيشة أهالينا في سيناء، كان لقاؤنا هو الأول من نوعه لقائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب اللواء أ.ح يحيي الحميلي، وهو رجل يتحدث في وسائل الإعلام للمرة الأولي وكان سبقاً ل »‬الأخبار» محاورته، للاطمئنان منه علي سير العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 والتي بدأت في التاسع من فبراير من العام الماضي، وتوجيه رسالته للشعب المصري حول النجاحات المتتالية التي حققها رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية يومياً في أعمال دحر الإرهاب والقضاء علي العناصر التكفيرية وقطع خطوط الإمداد لهم، ولكن في رحلتنا لمقر قيادة شرق القناة الموجود علي أرض الفيروز، فاجأنا اللواء الحميلي بالحديث أيضاً عن أعمال تنمية حقيقية تتم، وهو ما شاهدناه بالفعل خلال جولتنا بالتجمعات التنموية بوسط سيناء بقري النثيلة والجوفة.
نريد في البداية أن نتعرف علي مهام قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب؟
تم تشكيل قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب في أبريل 2015 وتم افتتاحها بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة في فبراير 2018 القيادة في منطقة متوسطة شبه جزيرة سيناء يمكنها من تنفيذ مهامها المتعلقة بالإشراف والمتابعة والسيطرة علي أعمال القتال لقوات شرق القناة في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وعناصر وزارة الداخلية، بالإضافة إلي متابعة معدلات الأداء للمشروعات التنموية الجاري والمخطط تنفيذها بشبه جزيرة سيناء.
ما هي النجاحات التي حققتها قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب في العملية الشاملة سيناء 2018 حتي الآن؟
بمجرد صدور تكليف الرئيس السيسي لرئيس أركان حرب القوات المسلحة بتنفيذ عملية شاملة للقضاء علي الإرهاب بسيناء، أُديرت خطة مكافحة الإرهاب من مركز العمليات الدائم لقيادة القوات شرق القناة في مكافحة الإرهاب تحت الإشراف المباشر لسيادته بالتنسيق مع هيئة عمليات القوات المسلحة والجيشين الثاني والثالث الميدانيين وعناصر الدعم من الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة سواء من القوات البحرية أو الجوية أو القوات الخاصة وغيرها.
وذلك طبقاً للتخطيط الجيد والتنظيم والمتابعة والسيطرة المستمرة علي أعمال قتال القوات والعناصر المشتركة من الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة تحققت العديد من النجاحات، كان أبرزها فرض سيادة الدولة علي كل شبر من أرض سيناء وتكبيد التنظيمات الإرهابية خسائر فادحة في الأفراد والمركبات والدراجات النارية والمعدات وتدمير البنية التحتية لها والمتمثلة في الأماكن التي يتخذها للتمركز والاختباء سواء ملاجئ أو كهوفا أو منازل أو زراعات كثيفة.
بالإضافة إلي تجفيف منابع الإمداد عن طريق تدمير الأنفاق وطرق التهريب بتشديد إجراءات التأمين والتفتيش لجميع المنافذ والطرق المؤدية لسيناء وعودة الحياة الطبيعية للسكان المحليين والمتمثلة في عودة الدراسة بجميع مراحلها الدراسية وتوفير كافة الاحتياجات الأساسية واليومية للمواطنين مع استبدال أعمال التنمية الشاملة والمشروعات التنموية الجاري والمخطط تنفيذها بتأمين من القوات المسلحة وبالتنسيق مع الشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة.
ما هو دور الأجهزة الأمنية والشرطة المدنية في العملية الشاملة ؟
التنسيق الجيد بين الأجهزة الأمنية المختلفة ساهم في توفير معلومات دقيقة وموقوتة عن أماكن تمركز واختباء العناصر الإرهابية بالإضافة للأعمال المشتركة مع الشرطة المدنية في تنفيذ المداهمات والقوات الأمنية وتأمين الأهداف الحيوية مما أدي إلي ارتفاع نسبة الخسائر في صفوف العناصر الإرهابية وتدمير نسبة كبيرة من بنيتهم التحتية مع تأمين الأهداف الحيوية واستمرار العمل بالمشروعات التنموية بشبه جزيرة سيناء.
وماذا عن تعاون أبناء سيناء مع القوات المسلحة في العملية الشاملة ؟
نعمل من خلال العملية العسكرية الشاملة علي قطع خطوط الإمداد للعناصر التكفيرية وفرض السيطرة الكاملة علي كل شبر في سيناء، وتدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية، وقمنا بمداهمة كل الكهوف والتباب والمنشآت التي كان يأتي معلومات عن تواجد عناصر تكفيرية بها، وهذا كله لم يكن يتحقق إلا بتعاون القوات المسلحة والشرطة المدنية مع أبناء سيناء الشرفاء، فهم لهم دور كبير ومهم جداً وهناك تعاون كبير معهم في نجاح العملية الشاملة، وتحملوا قسوة الأوضاع الأمنية، وما تحقق علي أرض سيناء من استعادة الأمن لم يكن يتم ويحدث، إلا بجهود وتعاون أهالي سيناء مع القوات المسلحة والشرطة المدنية.
ما هي الرؤيا المستقبلية لقيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب للتنمية في سيناء فيما بعد العملية الشاملة ؟
طبقاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان، وعلي التوازي في مكافحة الإرهاب بشمال ووسط سيناء تم التخطيط لتنفيذ التنمية الشاملة بسيناء حيث تشمل محافظتي شمال وجنوب سيناء في كافة المجالات سوء البنية التحتية والإسكان والرعاية الصحية والتنمية الصناعية والمشروعات القومية والتجمعات التنموية والتعليم والزراعة واستصلاح الأراضي، بالإضافة إلي مجال الخدمات العامة سواء الرياضية أو الثقافية أو الترفيهية أو الاجتماعية بإجمالي 312 مشروعاً تنموياً يجري علي أرض سيناء.
نريد أن نتعرف علي أمثلة لتلك المشروعات التنموية ؟
المشروعات التنموية المنفذة والجاري تنفيذها ومتابعتها بواسطة قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ل 10 مشروعات منها قرية الجوفة النموذجية و27 مدرسة تعليم أساسي و21 معهدا دينيا و3 مشاغل لتدريب السيدات ومضيفة الجدي وتوزيع 164 ألف شتلة علي صغار المزارعين بمناطق »‬سهل الطينة وقرية الأمل ورأس سدر والطور وفيران ودهب».
وماذا عن الخدمات الطبية ؟
هناك 4 قوافل طبية موجودة بمناطق الجدي بوسط سيناء، ورأس سدر ودهب بجنوبها، وبئر العبد بشمال سيناء، بالإضافة إلي توزيع 600 ألف عبوة غذائية، وهو ما أمر وزير الدفاع بتوزيعه، فضلاً عن توزيع 85 طن مواد غذائية و25 ألف بطانية و600 جهاز منزلي.
نريد إلقاء المزيد من الضوء عن أعمال التنمية التي تجري في سيناء ؟
أعمال التنمية تتم في كل شبر من أرض الفيروز، حيث تشهد سيناء 312 مشروعا بتكلفة 192 مليار جنيه منها مشروعات في البنية التحتية والطرق التي تصل إلي 1900 كم داخل سيناء، وخطوط الكهرباء، ومحطات المياه والصرف الصحي.
مشروعات كثيرة وضخمة تشهدها سيناء، كم يصل حجم العمالة التي تعمل بتلك المشروعات ؟
يصل عدد العمالة بالمشروعات التي تشهدها سيناء حوالي 46 ألفا ما بين مهندس وفني وعامل، علي كافة المستويات، في الطرق والتعليم والصحة والإسكان، وأريد أن أؤكد أن عجلة التنمية بدأت ولن تتوقف، وهو ما يريده الرئيس عبد الفتاح السيسي وفق مخطط الدولة للنهوض بأحوال أبناء سيناء، ونطمح ألا يكون هناك »‬عشة أو بيت صاج» يعيش بها أهالي سيناء، فهناك مخطط لحياة جديدة في سيناء، حيث التجمعات البدوية بواقع 11 تجمعا بشمال سيناء و7 في الجنوب، ونريد كسر الطابع البدوي بتوفير سبل الحياة الكريمة.
»‬الجوفة» نموذج لتطوير »‬نمط المعيشة»
الأهالي: »‬زمان كنا مهمشين.. ودلوقتي الدولة شغالة بمشاريعها الله أكبر.. والقوات المسلحة تعمل علي تلبية كل طلباتنا»
اتجهنا بعد زيارة قرية »‬النثيلة»، صوب قرية الجوفة، وهي علي محور الجدي، وهو طريق يصل من »‬الإسماعيلية وحتي طابا»، طريق جديد أيضاً تتم توسعته بدلاً من طريق واحد وحارة واحدة ليصبح، 4 حارات في الاتجاهين، وبعد أقل من ساعة بقليل، وصلنا إلي قرية الجوفة، والتي كانت السبب في زيارتنا لسيناء، حيث أقيم بها أول تجمع بدوي وتم إطلاق اسم »‬قرية الجوفة النموذجية» عليها، حيث قامت قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب بتوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة، بالتواصل بشكل دوري مع أبناء قبائل وعواقل سيناء والتعرف علي مطالبهم واحتياجاتهم والعمل علي تلبيتها وإيجاد الحلول المناسبة لها، وكان للقيادة دورها الرائد في توفير الحياة الكريمة لأبناء سيناء من خلال التوسع في إقامة القري والمدارس والتجمعات الزراعية والسكانية من بينها افتتاح 6 مدارس للتعليم الأساسي والأسبقية الأولي لقرية »‬ الجوفة النموذجية »‬، التي تعد بمثابة نواة لتجمع حضاري متكامل بوسط سيناء أقامتها قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع محافظة شمال سيناء وجهاز تنمية وتعمير سيناء وعدد من مؤسسات المجتمع المدني.
ويتضمن المشروع بالقرية إنشاء 100 بيت بدوي، 30 بيتا بدويا مرحلة أولي و70 بيتا بدويا مرحلة ثانية وجار العمل بها، بمساحة 120 مترا مربعا، وحوش سماوي بمساحة 80 مترا مربعا، بما يتناسب مع العادات والتقاليد لأهالي سيناء وأسلوب معيشتهم، بإجمالي مساحة 200 متر مربع.
وتم فرش البيت بالكامل من غرفة نوم رئيسية وغرفتي نوم أطفال وغرفة معيشة وأجهزة كهربائية كاملة »‬ثلاجة وغسالة وبوتاجاز وتليفزيون وريسيفر ومراوح، وذلك بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، كذلك الانتهاء من توسعة مضيفة الجدي لتكون بمساحة 250 مترا مربعا، وسعة 80 فردا لإقامة الحفلات والمناسبات، وإنشاء مسجد يسع ل 500 مصلي بمساحة حوالي 500 متر، ومنطقة الملاعب المجهزة بالنجيل الصناعي وأعمال الإنارة الليلية.
ويتم العمل بالمرحلة الثانية من القرية والتي تضم 70 بيتا بدويا ومدرسة إعدادي وثانوي ووحدة صحية ومركز شباب يتكون من مبني إداري وحديقة طفل وملعبين خماسي وحمام سباحة نصف أوليمبي، وجارٍ التنسيق علي إنشاء سوق تجاري لخدمة التجمعات السكانية بالمنطقة.
كما تم التصديق علي حفر بئر مياه ومحطة تحلية يتم العمل بهما خلال إنشاء المرحلة الثانية وسط حفاوة بالغة من مواطني وعواقل سيناء الذين أثنوا علي ما تبذله الدولة بأجهزتها ومؤسساتها المختلفة من جهود لتشهد هذه البقعة الغالية من أرض مصر آفاقاً جديدة من الرخاء والتنمية الشاملة.
»‬لا إحنا دلوقتي حالنا أحسن كتير، زمان كنا مهمشين، دلوقتي عارفين إن ده كان زمان والدولة شغالة بمشاريعها في سيناء الله أكبر»، بتلك الكلمات البسيطة بدأ أحد مشايخ قبيلة »‬الحويطات» بوسط سيناء والذي التقيناه خلال جولتنا بقرية الجوفة، وأكد سليمان أن القوات المسلحة تقوم بدورها ولا تتأخر مع بدو سيناء، وقاموا ببناء بيوت لتوفير حياة كريمة لنا ولأبنائنا، مشيراً إلا أن القوات المسلحة تعمل علي تلبية كل طلبات أهالي سيناء، وهم علي تواصل كامل معنا، ويحضر قادة الجيش المناسبات الخاصة بنا ونتشرف بذلك، وأضاف أن القوات المسلحة مشكورة قامت ببناء مدرسة ووحدة صحية بالقرية، كما أنها تعمل علي توفير المواد التموينية من وزارة التموين وضمان توصيلها إلينا في وسط سيناء.
والتقط طرف الحديث أحد المشايخ لقبيلة الحويطات أن البيوت تسلمناها كاملة الفرش من كل شيء حتي الأدوات المنزلية، والملاعق والسكاكين، وشاشة تليفزيون كبيرة، وحتي الطبلية تم توفيرها.
ومن خلف »‬برقع» المرأة البدوية الذي يميز أهالينا في سيناء التقينا مع أرملة من قرية الجوفة، وقالت إنها أول من تسلم البيوت في القرية، نظراً لوفاة زوجها وهي من تعول »‬بناتها» الثلاث، وأشارت إلي أن البيت تم »‬فرشه» بأثاث جيد للغاية، بعد أن كانوا يقطنون في بيوت وعشش من الصاج، فالآن أصبح لديهم »‬بيت»، يحتمون فيه من برد الشتاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.