أتطيب.. أرتدي ثوبا أنيقا.. أنظر كأنني علي موعد مع اللاموعد.. أو كأنه حدثني بقدومه... رغم قنوط الطبيعة.. وغيوم سحبها.. ألا أنني أشعر بدفء شمسها الغائبة بداخلي.. هناك عبق طيب يحيط بغلافي.. أتنسمه.. أغنياته التي يترنم بها تشدو حولي أري وجهه في كل الأمكنة.. أشعر به جواري نعم هذه مؤشرات وجوده.. علي غير هدي.. أصنع أنواعا من الحلوي يحبها.. وأشياء أخري يحبها أكثر.. أنظر في المرأة مليا.. أفتش متسائلة.. هل يد الغياب تركت طابعها علي وجهي؟ أتطيب.. أرتدي ثوبا أنيقا.. أنظر كأنني علي موعد مع اللاموعد.. أو كأنه حدثني بقدومه... تستفحل الثواني لتحل محل الدقائق والدقائق تصبح ساعات ويحذو كل حذو الآخر. أزرع الغرفة جيئة وذهابا.. أحدق بها مرة أخري.. لاتتحرك.. لاشيء يضيع فيه الوقت ولا الوقت ينصاع لأوامري بالمرور.. أستفيق علي صوت من أعماقي يتساءل: "لماذا تتأهبين لاستقباله؟؟!! هذا ليس بموعده.. فهو لن يأتي اليوم.. لا الغد.. وبصوت متهدج يمزق كل أوردتي.. وقطع كل خيوط الحياة التي نسجت أمامي. لم أحر جوابا.. إنه قادم. لن يكذب حدسي علي.. أتهالك علي المقعد الوثير.. أوقن أن مرارة الانتظار بحلقي أشد وأنكي من مرارة البعد.. لن أتركه ينزح مرة أخري وحده.. الأجراس جميعها تدق في آن واحد.. الهاتف.. الباب ألتقط أقربها إلي من المتحدث؟ إنه أنا.. من صنعته رقتك.. وغزل الكلمات برفقتك.. وأخيرا قتلته غربتك حينها يتحد العقل مع الجنون.. فأضحك باكية.. وأجيب صامته.. متي تأتي؟؟؟ حينما تشائين في أقرب وقت يمكن أن يكون في طرفة عين.. فقط أغمضي عينيكي قليلا.. تأبي أهدابي الانسدال. كما ترفض عيناي الجفول.. أنا أشعر بك أقرب من النسيم الذي يلفح وجهي.. يغلق الهاتف. لكن صوته مازال مدويا بداخلي.. يتردد صداه حولي فينير أرجائي.. أشعر بجسدي كله ينبض.. أسمع صرير مفتاح يدور في الباب.. أستدير صوبه.. أراه أمامي.. ويكون عناق طويل.