صادق رياض أحد أبطال أكتوبر الذين أصابتهم نيران العدو، فأحدثت بالجزء السفلي من جسده قال لنا: التحقت بالجيش عام 69 بعد تخرجي في كلية الزراعة جامعة الاسكندرية وكنت صف ضابط واستمررت في الجيش لمدة 6 أعوام حتي تركته عام 74 . في الفترة الاولي من التحاقي بالجيش كنت أتدرب 25 يوماً بسلاح المدرعات وأحصل علي إجازة 5 أيام فقط! وقبل حرب أكتوبر تم عزل الجيش لمدة 15 يوماً منعت عنا جميع الاتصالات اللاسلكية والرسائل خوفا من التقاط العدو تلك الرسائل عبر الهواء وفك شفراتها.. وساعتها علمنا أو هكذا بدا لنا أن موعد الحرب قد اقترب.. فحتي خطبة الجمعة التي كانت قبل قيام الحرب بيوم واحد كانت توجيهاً غير مباشر بالحرب.. فكانت تتحدث عن الجهاد والاستشهاد وعن غزوات الرسول. وبعد بداية الحرب وجدنا أن التدريب الذي كنا نقوم به أصعب وأشد من الحرب نفسها.. فحققنا انتصارات مذهلة. لكن أصعب شيء كان يؤلمني هو أن أصدقائي كانوا يتساقطون من حولي وكنا نقوم بدفنهم في نفس مكان موتهم ونغطي وجه كل واحد منهم بواسطة سترته التي يرتديها حتي لا يوضع تراب علي وجهه أثناء ردمنا للحفرة ثم بعد ذلك نضع حجراً فوق الحفرة لتكون علامة تدل علي أن هنا شهيد.. حتي إذا سمحت الظروف فيما بعد نتمكن من نقله لاسرته. فأنا لا أنسي صديقاً لي اسمه عباس.. يوم استشهاده جلسنا سوياً بعد أذان المغرب لنتناول الافطار.. وبعد ذلك قام بإعداد الشاي وأثناء قدومه بي أمامي اصابته طلقة نصف بوصة في رقبته.. وبعد يومي 18 و19 أكتوبر بدأ يتعثر نقل المصابين من شاطئ القناة لاقرب مستشفي.. فلم تكن هناك وسيلة نقل سوي القارب الذي كان لايستوعب سوي أكثر من 6 مصابين.. فكان الطبيب يحدد المصابين الاولي في النقل حسب حجم اصابتهم! عن ظروف اصابته يقول صادق: كان ذلك يوم 18 أكتوبر.. وكنت وقتها أقود الدبابة بصحبة 3 من زملائي وأثناء ذلك تعطل التلسكوب الخاص بها.. فنزلت لإصلاحه فحلقت فوقنا طائرة الفانتوم الاسرائيلية وألقت علينا قنابل صغيرة الحجم مثل حبات الرمان وهي قنابل محرمة دولياً.. وفجأة لم أشعر بنفسي.. فقد سقطت علي الارض والدماء تنزف مني بغزارة لدرجة أنني ظننت أن تلك القنابل شطرتني لنصفين ورفعت سترتي الخلفية وأنا أرقد علي وجهي لأري ما حدث فوجدت السترة بها خروم كثيرة.. وبعدها سمعت أحد زملائي يصرخ ويقول صادق مات وحاولت أن أرفع يدي وألوح له وبعد ذلك لم أشعر بشيء وعلمت بعدما استرديت وعيي أن إحدي هذه القنابل الصغيرة أصابت الحبل الشوكي عندي وسببت له الشلل بعدها كرمني الرئيس السادات.. وتوجهت أكثر نحو الدراسة فحصلت علي الماجيستير ثم الدكتوراة.