لو كان الأمر بيدي لوقفت بكل قوة ظهيراً ومؤيداً لخطة وزارة التربية والتعليم وكذا التعليم العالي التي من شأنها الارتقاء بسقف الطموحات المعلقة علي خريج كل مرحلة دراسية، إذ إنه لا خلاف علي أن تعليم الشباب هو أفضل استثمار محققاً أعلي عائد لصالح الفرد ومنظومة العمل والدولة جاعلاً من تحالف قوي الشعب العاملة طاقة بناءة لا يستهان بها باعتبارها ذاتية التنامي. علينا أن نوجه الأنظار في استحياء أن هذه الخطط الطموحة والتي نؤيدها بلا تحفظ مستبشرين خيراً بمستقبل الأجيال القادمة، إلا أن هذه الخطط يجب ألا تتم في غيبة من منظومة التعليم الدولية والتي ثبت نجاحها مجدداً عبر الأحقاب الزمنية المتتالية، فعلي سبيل المثال يجب ألا نغفل مقررات دراسية ولا أقول علوماً دراسية تختص بتعليم الطلبة أساسيات التفكير العلمي (scientific thinking) ، يضاف لذلك أساسيات كتابة التقارير (report writing) إذ إنها أمور ذات فائدة للمرحلة الثانوية لها مردودها في التعليم الجامعي. لا يقل عن هذا بأي حال من الأحوال أن يتم تدريس دورات خلال مراحل التعليم الإعدادي والثانوي في الأمور التي تحتاج تحسيناً في السلوك العام والانضباط المفتقد حالياً والذي يشوبه كثير من العشوائيات مثال ذلك: تدريس قانون المرور وآدابه وأساسيات الأمان علي الطريق وكيفية تجنب الحوادث سواء للمشاة أو قائدي السيارات - إتاحة دورات تدريب عملي علي قيادة السيارات بأجر لمن يرغب تنتهي بمنحه رخصة قيادة سيارة مع بلوغه السن القانونية، وهو الأمر الذي من شأنه تأهيل فئات جديدة من قائدي السيارات يتمتعون بالانضباط والوعي واحترام القوانين، وبذا يتحقق للوزارة استيفاء شرطي التربية والتعليم. يمكن إضافة دورات أو علوم خاصة بالتأمين بمختلف قنواته سواء لصالح الفرد أو لصالح الغير وبيان أثر ذلك علي استقرار التعاملات بين أفراد المجتمع عند حدوث ما لا تحمد عقباه من حوادث أو غيرها بما يعوض به المجتمع الطرف المضار عما وقع عليه من ضرر وهو الأمر الذي يخفف كثيراً من الاحتقان والعداوة وحالات الثأر الناجمة عن عدم قدرة المتسبب في الضرر علي رفع الضرر عن المضار. قد يتطلب الأمر أن يتم تدريس أساسيات قواعد عمل البنوك والمصارف كأحد الروافد الهامة في تمويل اقتصاديات الفرد والمؤسسة والدولة وكيفية احتساب أعباء القروض، كذا التعريف بالمصطلحات المصرفية مثل الحساب الجاري، دائن/ مدين، الاعتمادات المستندية/ خطابات الضمان وأنظمة الادخار وفوائده.. مبلغ أملي ألا يكون اهتمامنا مقصوراً علي تعليم الحضارة المصرية القديمة فقط بل أن يمتد ذلك ليشمل حضارات أخري من الشرق والغرب. أرجو ألا يكون في اجتهادي هذا مدلياً ببعض الأفكار التي رأيتها مفيدة دون ادعاء مزاحمة أو مزايدة علي خبرائنا المتخصصين في شئون التعليم النشء والتعليم العالي، إذ إنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح وعلي مؤهلاتنا وشهاداتنا العليا أن تكون علي مستوي الندية مع المؤهلات الدولية ليتسني لأبنائنا العمل في الخارج إذا أرادوا دون الحاجة لاستكمال دراسة إضافية (معادلة). إنني لعلي ثقة من أن هذه الإضافات للمناهج الدراسية شأن مصري لا يتعارض بل ويتكامل مع منظومة التعليم الدولية مؤكداً علي أن الانضباط المروري سلوكاً وأداء يبدأ من المدرسة وهو أمر تنبهت له الولاياتالمتحدة مبكراً فأدخلته في مناهجها التعليمية بالمرحلة الثانوية. • رئيس مجلس الأعمال المصري الألماني