في واحدة من جلسات لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلي للثقافة، حضرت الدكتورة نادية الخولي، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة والمستشار الثقافي لمصر بلندن سابقا ورئيس المجلس المصري لكتب الأطفال، لتطرح إشكالية كبري تواجه المجلس حاليًا، وهو لمن لا يعرفه، الفرع المصري للمجلس الدولي لكتب الأطفال الذي تأسس في سويسرا عام 1953(IBBY)، وقد تأسس في مصر عام 1987، ويهدف إلي تنمية حب القراءة وتحسين المنتج الأدبي المصري الموجه للطفل، كما يسعي لتفعيل التعاون بين الأفراد والمؤسسات والجهات المعنية بأدب الطفل في مصر والتعاون مع المنظمات العالمية العاملة في مجال أدب الطفل. بدأ نشاط المجلس بميزانية من جمعية الرعاية المتكاملة حتي يستطيع الإنفاق علي الأنشطة المختلفة ودفع الاشتراك السنوي (2500 فرنك سويسري) إلي المنظمة الأم، واستطاع أن يقوم بدوره في ترشيح الأعمال المصرية لجوائز عالمية في مجال الطفل، لكنه توقَّف في السنوات الأخيرة بتوقف جمعية الرعاية المتكاملة (الجهة الراعية)، لكن الدكتورة نادية الخولي استطاعت بمجهود فردي، أن تستمر في العمل تحت مظلة مؤسسة شوري للتنمية التي قامت بدفع الاشتراك السنوي، إلي أن توقف التعاون بين المؤسسة والمجلس بعد فترة وأصبح المجلس بلا سند ولم يستطع منذ عامين دفع الاشتراك السنوي. توضِّح د.نادية ما تم خلال العامين الماضيين قائلة: طبقا للائحة الدولية؛ في حالة تعثر دولة في دفع الاشتراك يمكن لدولة أخري أن تدفع نيابة عنها حتي يستمر النشاط، وقد قامت فرنسا بدفع الاشتراك السنوي لمصر لمدة سنتين وهي المدة المحددة لها. حاولتُ التواصل مع بعض رجال الأعمال وبعض الجهات، لكني لم أجد ردًا، وأنا أسابق الزمن، لأن الاشترك لابد أن يُدفَع قبل إبريل القادم وإلا خرجنا من المنظمة ولن نستطيع الاشتراك في المسابقة العالمية أو حتي التواجد الدولي. وبمرارة شديدة وسط دهشة الحضور استكملت الخولي: إسرائيل عرضت دفع الاشتراك السنوي لمصر، وهو الطلب المرفوض بالطبع، لكن ألهذا الحد نعبث بتاريخنا؟! لقد عرضت لجنة ثقافة الطفل رفع توصية إلي المجلس الأعلي للثقافة بدفع الاشتراك، ولا نعلم إن كان سيستجيب أم لا، فقد سبق للمجلس وأن قدَّم لنا رؤيته الطموح بدعم الجمعيات الأهلية بمبلغ 20 مليون جنيه. أعتقد أن المجلس المصري لكتب الأطفال لا يحتاج فقط إلي دفع الاشتراك وإنما في حاجة إلي مظلة حقيقية يعمل من خلالها، يحتاج إلي وزارة الثقافة والمجلس الأعلي، وميزانية خاصة يستكمل دوره الريادي من خلالها. بعدما ختمت الدكتورة نادية الخولي حديثها، بادر رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني بتقديم مبلغ 500 دولار تبرعا منه باسم لجنة ثقافة الطفل في محاولة لإنقاذ الموقف. ثم أنهت اللجنة اجتماعها وانصرفنا، ويبقي السؤال: هل تدفع إسرائيل اشتراك المجلس المصري لكتب الأطفال؟بالتأكيد لا.