الكتاب هو ذلك النافذة الأولي التي نتطلع منها علي الحياة، فمن منا لا يذكر تلك الكتب الملونة التي حصلنا عليها في طفولتنا المبكرة فتحت أعيننا إلي العالم، وحتي مع انتشار التكنولوجيا وسيطرة ألعاب الكمبيوتر لا يزال الكتاب الملون متعة بصرية تجذب الأطفال. وربما كان المجلس المصري لكتب الأطفال هو أحد الهيئات المهمة التي تتبني مشروعات طموحة للنهوض بكتب الأطفال في مصر، حيث يهدف المجلس إلي تنمية حب القراءة وتحسين المنتج الأدبي المصري الموجه للطفل، كما يسعي لتفعيل التعاون بين الأفراد والمؤسسات والجهات المعنية بأدب الطفل في مصر والتعاون مع المنظمات العالمية العاملة في مجال أدب الطفل. وقد تأسس المجلس المصري لكتب الأطفال EBBY)) عام 1987 ليكون الشعبة المصرية للمجلس الدولي لكتب الأطفال (IBBY ) الذي تأسس عام 1953 وهي منظمة غير ربحية تضم شبكة عالمية من الفروع في جميع أنحاء العالم وذلك بهدف تعزيز ثقافة القراءة عند الأطفال والشباب. وقد كان نشاط المجلس المصري لكتب الأطفال قد توقف عام 2011 وكادت أن تسقط عضوية مصر في المجلس الدولي لكتب الأطفال، لولا تدخل عدد من المهتمين بأدب الطفل ليتم إحياؤه مرة أخري وتعاد هيكلته ليتناسب مع الرؤية الحديثة له تحت رعاية مؤسسة شوري للتنمية والتي تعمل بجد ونشاط في الحضر والريف لتطوير نظام التعليم من خلال توفير الكتب وبرامج التدريب وبرامج ريادة الأعمال. وكان المجلس الأعلي للثقافة قد استضاف مؤخرا الاحتفالية السنوية الأولي للمجلس المصري لكتب الأطفال الذي ترأسه د.نادية الخولي والتي تحدثت عن دور المجلس قائلة إنه يسعي كي يصبح المركز المحوري للمهتمين بأدب الطفل بكافة أشكاله في مصر كالناشرين والمنظمات غير الحكومية والدارسين بالمجال والنقاد وأمناء المكتبات وغيرها. ومن ثم تشجيع القراءة وانتشار كتب الأطفال من خلال أنشطة القراءة والكتابة والترجمة والنقد وورش العمل وإنشاء قاعدة بيانات وببليوجرافيات وتوصيات وإقامة المسابقات والتعاون مع المكتبات والمراكز والوزارات والجهات المعنية علي مستوي الجمهورية لتعزيز القراءة وزيادة انتاج وجودة كتب الأطفال. وتضيف الخولي : نحن نسعي من خلال المجلس لتنظيم عدد من الأنشطة كورش العمل التي تستهدف مؤلفي ورسامي كتب الأطفال، كما نسعي لتنمية اتجاه نقدي لكتب الأطفال فحركة النقد لا تزال ضعيفة، كذلك نعمل علي نقل خبراتنا في مجال كتب الأطفال إلي مؤلفي كتب الأطفال المصريين ، وذلك بحكم اختياري وزميلتي د. ياسمين مطاوع كأعضاء لجنة تحكيم في جائزة "أندرسن" لكتب الأطفال وهي الجائزة التي تضاهي جائزة نوبل حيث تُمنح للمتميزين في مجال أدب الطفل والتي تُعرف كواحدة من أرفع الجوائز في هذا الصدد . يضم المجلس المصري لكتب الأطفال في عضويته كلا من د.ألفت الشيتي رئيسة مجلس أمناء مؤسسة شوري للتنمية ، ود. ياسمين مطاوع المتخصصة في أدب الطفل والمدرسة بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، ود. لبني رضا، وم.بلسم سعد المدير التنفيذي لدار ومكتبة البلسم للنشر والتوزيع، وم.دينا العبد وهي حاصلة علي ماجستير في أدب وتعليم الطفل، ولورا كفوري مدير دار إلياس العصرية للطباعة والنشر، ود. نفين راتب الحاصلة علي دكتوراه في الآثار الإسلامية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، و.رنا الحاروني الحاصلة علي ماجستير في التعليم الثانوي وماجستير في الأدب المقارن ، ود.شهيرة خليل رئيس تحرير مجلة سمير ، ود.نادية الخولي وهي أستاذة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة. مشكلات أدب الطفل ومن جانبها تحدثت د. ياسمين مطاوع؛ عن مشكلات أدب الطفل في مصر وذكرت أن أهم تلك المشكلات يتمثل في عدم وجود جهات راعية لكتاب الطفل، وأضافت إن دورنا يتمثل في تشجيع كتاب ورسامي كتب الأطفال علي تطوير أنفسهم بصفة مستمرة، وتوفير الدعم لهم لأن كثيرا من دور النشر تتعامل مع الكتاب كسلعة تحكمها آليات العرض والطلب، وإذا لم يكن هناك دعم كاف لنشر كتب الأطفال فسيظل المنتج ضعيفا. وأشارت مطاوع إلي عدد من الأنشطة التي نظمها المجلس المصري لكتب الأطفال منذ أن بدأ أول مرة في صورته الجديدة ومنها ورش العمل والندوات وكذلك الموقع الإليكتروني الذي يعتبر أداة هامة للتواصل مع الجمهور، وأكدت أيضا علي حرص أمناء المجلس المصري لكتب الأطفال علي الحضور والمشاركة في المؤتمرات المحلية والدولية كمؤتمر التعليم الموازي بمكتبة الإسكندرية في أكتوبر الماضي، ومؤتمر الباحثين الدوليين في إنجلترا، إّضافة إلي معارض الكتب في بولونيا والشارقة وأبو ظبي، وكذلك مؤتمرات المجلس العالمي لكتب الأطفال التي تعقد كل عامين. تقول مطاوع: لقد سمح لنا وضعنا كفرع من فروع المجلس العالمي لكتب الأطفال أن نرشح ثلاثة كتب مميزة مصرية علي قائمة الشرف العالمية والكتب التي يتم اختيارها تلف العالم كجزء من معرض متنقل، حيث يتم ضمها رسميا لكل المكتبات الموجودة بالبلاد التي بها فروع للمجلس العالمي لكتب الأطفال.. وخلال هذه الاحتفالية نقوم بتكريم الحاصلين علي شهادات لائحة الشرف من المجلس العالمي لكتب الأطفال لعام 2016 وهم كاتب الأطفال الكبير يعقوب الشاروني، والفنان ياسر جعيصة، وعبير مجاهد انجازات هذا العام وتضيف مطاوع: ولعل واحدا من أهم انجازاتنا هذا العام أن قمنا بتقديم ملف لكاتبة مصرية وهي د.عفاف طبالة ضمن ترشيحات جائزة أندرسن، كذلك ومن خلال عضويتنا بلجنة تحكيم جائزة أندرسن عززنا مكتبة المجلس المصري لكتب الأطفال بمجموعة هائلة من الكتب المرشحة للفوز بالجائزة من كل مكان في العالم، وكانت تجربة وجودي بلجنة التحكيم فرصة تعليمية هائلة لأني كنت جزءا من مجموعة لا تقرر فقط أسماء الفائزين ولكن تضع معايير لما يقدره العالم في أدب الطفل، ونحن بصدد إعداد سلسلة ورش لتوجيه المسار المهني لكتاب ورسامي كتب الأطفال المصريين، فلم يعد يكفي أن يكون الكاتب مبدعا، ولكن لابد أن يكون منصهرا داخل المجتمع وأن يكون جزءا فاعلا من تطوير مجتمع الطفل. كذلك مهم أن نتعرف علي الاتجاهات العالمية المعاصرة في أدب الطفل ليس من باب التقليد ولكن من باب الوعي وفهم قيمة الأصالة الفنية في عصر التغيير السريع ، وعلينا أن ندرك أيضا طبيعة عالم المالتدميديا ليس من حيث الشكل ولكن من حيث تأثيره علي الطفل المعاصر ، وأسباب تأثر الطفل به، فلا يكفي أن نتصدي لهذا التيار بالشجب والإنكار،ولكن مهم أن نعرف أسباب تأثر الطفل به ، ولابد أن نتقبل أننا أمام طفل مختلف لا تشبعه أساليب الماضي . وعن التعاون مع منظمة شوري للتنمية تقول د. نادية الخولي: بعد أن توقف نشاط المجلس المصري عام 2011 حاولنا أن نعيد نشاطه ، وكنت أتحدث مع د.ألفت الشيتي وهي صديقتي منذ الطفولة، وحين أخبرتها بالموضوع فوجئت أنها تحمست وعرضت أن تكون الراعي للمجلس. الزراعة وكتب الاطفال ومن جانبها قالت د.ألفت الشيتي إن البعض قد يتساءل عن علاقة الزراعة بكتب الأطفال وبالثقافة ، لكني دعيني أؤكد أنه ليس هناك مجال من مجالات الحياة ليس له علاقة بالزراعة، وعندما عرضت د.نادية الأمر علي كان همي الأول ألا تسقط عضوية مصر في هيئة مهمة معنية بالكتاب لا سيما كتاب الطفل، فإذا كان الطعام غذاء الجسد فالكتاب غذاء المخ، والكتاب لعب في حياتنا دورا مهما .. أتذكر وأنا في الثالثة عشرة من عمري أهداني والدي كتاب كليلة ودمنة، وطلب مني ألا يغيب أبدا عن نظري وأن أقرأه كل خمس سنوات، مؤكدا أنه سيساعدني في فهم الناس بطريقة مختلفة مع كل مرة، وقد حدث بالفعل. وتستطرد الشيتي : عملت لمدة 28 سنة أستاذ في كلية الزراعة، وكانت رسالتي الماجستير والدكتوراة تتناول موضوع كنت أحب أن ينتشر في مصر وهو علم الاستنساخ، ولكن مع الأسف اكتشفت أن مستوي الطالب يتدني عاما بعد عام ، وبدلا من تطوير المناهج كنا نخففها ، ولذا قررت أن أستقيل من كلية الزراعة وأن أنشيء مؤسسة شوري لتصحيح المفاهيم والرؤي، ووجدت أن التعامل مع الطالب الجامعي موضوع صعب لأن الطلاب والأساتذة يشعرون أنهم أكبر من التوجيه ، ولذا توجهت إلي 52 مدرسة ثانوي الزراعي ووجدت أن أمامهم أمل في المستقبل، وفعلا تمكنا من تغير حياة كثير منهم وأوجدنا فرصة عمل خارج مصر ل1500 شخص. الأمر الثاني الذي أود أن ألفت النظر إليه هو أهمية الثقافة الزراعية، تخيلوا عدم وجود تلك المعلومات التي تتحدث عن أساليب التغذية، وكيفية غسل الخضروات، بل وأهمية أن نتعلم كيف نختار الخضروات والفاكهة التي نشتريها، الثقافة الزراعية تشمل المزارع والمستهلك، كل تلك الأمور يجب أن نعرفها جميعا وأن نضعها نصب أعيننا، ولكن عندما نتعلم 100 معلومة ننسي 80 ونتذكر 20 لكن الطفل يتذكر كل المعلومات لذا توجهنا للطفل. شروط المسابقة ولهذا الأسباب أطلقت مؤسسة شوري للتنمية مؤخرا بالتعاون مع المجلس المصري لكتب الأطفال مسابقة "أرضنا" لاختيار أفضل النصوص للأطفال لتنمية ثقافة الطفل المصري في المجال الزراعي ولتحفيز المؤلفين للإبداع في مجال الكتابة للأطفال المعنية بالزراعة. وتهدف المسابقة لتعريف الطفل المصري بأهمية الزراعة ومجالاتها، وتثقيف الطفل المصري بأهم مقومات المجال الزراعي في مصر، وبالتحديات التي تواجه الزراعة، وعرض بعض أساليب الزراعة المناسبة التي يمكن أن يقوم الطفل بتجريبها، وكذلك تحفيز المؤلفين للإبداع في الكتابة للطفل في مجال الزراعة. ويستمر تلقي الأعمال حتي يوم 23 أكتوبر ويعلن عن الجوائز في شهر ديسمبر ، وتبلغ قيمة الجوائز 15.000 جنيه للجائزة الأولي و10000 جنيه للجائزة الثانية، وتنقسم الجائزة إلي فئتين الفئة الأولي وهي الكتاب الموجه للطفل حتي 12 سنة أما الثانية فهي الكتاب الموجه للطفل للفئة العمرية من سنة 13 حتي 18. وتشترط المسابقة أن يكون نصا مؤلفا بالعربية ولا يكون مترجما، ولم يسبق نشر النص من قبل في أي صورة سواء ورقية أو رقمية في وألا يكون قد فاز بأي جوائز عالمية أو محلية ، وأن يقدم النص بواسطة المؤلف مباشرة وليس من خلال دار النشر، ويحق للمؤلف التقدم بعملين فقط ويمكن الإطلاع علي شروط المسابقة من خلال الموقع الإليكتروني www.EBBY-Egypt.com