أثار الحريق علي احدى الشقق السكنية » تصوير: عبدالمنعم ممدوح « فجأة اشتعلت النيران في مخزن الاقمشة بتقسيم عمر بن الخطاب شارع محمد ابراهيم تحول في لحظات الي حجيم فزع وهلع وفوضي في الشارع بينما السكان يحاولون الهروب من النوافذ والنجاة بالهروب من شققهم التي حاصرتها ألسنة اللهب. المشهد رغم قسوته لم يكن جديدا فقد سبق وحذرت »الاخبار» في اكثر من تحقيق من كوارث مخازن الاقمشة داخل العمارات السكنية خاصة وان الاحياء لا تتحرك الا بعد وقوع الكوارث.. الجميع كانوا يتفرجون علي الرعب الذي اصاب السكان دون ان يجدوا من ينقذهم بينما سحابات الدخان الكثيف تغطي المكان وتصيب المتواجدين بالاختناق. المشهد رغم ما يحمله من تسيب بمجالس الاحياء كان تكرارا لحوادث مماثلة كان أقربها حريق منطقة العتبة الذي كاد يلتهم العمارات السكنية لولا تدخل القوات المسلحة. »الاخبار» كانت في عدد من الاحياء التي رفعت فيها المحليات شعار »شاهد ماشفش حاجة» لتدق جرس الانذار بقوة قبل ان نستيقظ علي كارثة جديدة بسبب مخازن الاقمشة! البداية كانت من شارع محمد ابراهيم تقسيم عمر بن الخطاب بحي النزهة الجديدة يؤكد شاهد عيان علي فساد الاحياء وعلي المخالفات الواضحة وضوح الشمس الذي تحولت جراجاته وشققه الي مخازن ضخمة للاقمشة ناهيك عن تحويل شقق الدور الارضي الي مخازن مخالفة للقانون، فالشارع يضم تجمعات كبيرة منال محلات ومخازن الاقمشة ولا يتوفر بها ادني معايير السلامة والامان والتي تعد "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في اي وقت وتخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة..وفي المقابل اصبحت هذه المخازن الان داخل العديد من المناطق الراقية لتختفي عن اعين الاجهزة الرقابية وتركت وراءها الفوضي والعشوائية وتصبح ظاهرة سائدة في كل منطقة بها مثل هذة المخازن وتجعل السكان يعيشون في رعب وخوف تحسبا لاشتعالها في اي وقت بسبب غياب إجراءات التأمين، وانعدام وسائل إخماد الحرائق بها.وفي الشوارع الرئيسية في حي النزهة الفوضي والعشوائية علامة مميزة في المكان شقق الدور الارضي تحولت الي محلات والجراجات اصبحت مخازن للاقمشة والمواد القابلة للاشتعال كل ذلك يحدث في غفلة من اجهزة الحي.. حتي وسائل الامان اختفت في مشهد ينذر بكارثة محققة في النزهة الجديدة والسلام اول وانتشرت محلات الاقمشة وبيع المنتجات البترولية في الشوارع الضيقة بشكل يظهر اقبح صور العشوائية والفوضي سكان المنطقة اكدوا ان كل المحلات التي تم افتتاحها مخالفة وتفتقد لوسائل الامان . التقت "الأخبار" مع عدد من الاهالي الذي عبروا عن تضررهم من تقاعس حي السلام عن اتخاذ اجراءات اغلاق تلك المحلات التجارية ووقف نشاطها بعد تسببها في تكدير حياتهم بصفة يومية اضافة الي مخالفتها القانون وعدم حصولها علي التراخيص.. في البداية يقول جمال العنتبلي من سكان جسر السويس ان منطقة تقسيم عمر بن الخطاب تحولت الي ما يشبه سوق حلب التجارية وليست منطقة سكنية ينعم اهلها بالراحة والاستقرار والهدوء بسبب مخازن الاقمشة والاخشاب ومحلات الصباغة اسفل العقارات التي يديرها اشخاص سوريون وعرب اخرون بالمخالفة للقانون لأن تلك المحلات هي في الاساس طوابق ارضية سكنية وليست نشاطا تجاريا يتيح لهم ممارسة اعمال التجارة بها اضافة الي انهم لم يحصلوا علي التراخيص اللازمة من الحي.وقال العنتبلي ان معظم الاشخاص السوريين في المنطقة ليس لديهم تصاريح اقامة ونحن نخشي علي اطفالنا في حال وقوع اي جريمة.. فيما حذرت عزة عبدالحميد احد القاطنين في العقار الذي شهد الحريق من تكرار كوارث منطقتي الازهر والموسكي المعروفتين بانشطة محلات الاقمشة خاصة ان محلات الصباغة يوجد بها عدد من انابيب الغاز التي من الممكن ان تنفجر في اي وقت لتحصد ارواحنا فهي تعتبر قنبلة موقوتة توشك ان تقضي علينا في اي وقت.. واكد الحاج محمود عبدالوهاب وجود حالة من الاهمال والتراخي من قبل مسئولي حي السكان ازاء اصحاب الطوابق الارضية التي تحولت الي محلات تجارية بالمخالفة للقانون وناشد محافظ القاهرة التدخل لوقف نشاط مخازن الاقمشة وضرورة قيام شرطة المرافق وحي السلام باغلاق تلك المحال ووقف نشاطها المخالف ووقف معاناتهم اليومية والمضايقات التي يلاقونها من وراء تلك المخالفات. من ناحية أخري اكد للواء خالد محمد شحاتة رئيس حي السلام اول ان اجهزة الحي بالتعاون مع شرطة المرافق وقسم شرطة السلام أول والأجهزة التنفيذية تقوم علي مدار اليوم بحملات مكبرة علي عدد كبير من محلات الأقمشة والبدرومات المستغلة مخازن للأقمشة والمدارة بدون ترخيص بتقسيم عمر بن الخطاب، وتم مصادرة أتواب الأقمشة وقطع المرافق عن المحلات والبدرومات والمخازن وغلقها وتشميعها.. واكد انه متواجد بالشارع طوال اليوم لرفع الاشغالات وغلق المنشآت والمقاهي المخالفة واضاف ان الغرامة وحدها لاتكفي لردع المخالفات وانه لابد من تغير القوانين والتشريعات وتعديل العقوبات لتصل الي الحبس الوجوبي علي المخالفين الذين يتحدون القانون واضاف ان الغرامات التي تطبق علي المحلات المخالفة قليلة مما يجعل المخالف يعاود فتح النشاط بعد انتهاء الحملات وطالب بضروة وضع عقوبة مناسبة تكون رادعة للمخالف واكد اللواء صبري عبده رئيس حي الازبكية ان اجهزة الحي تقوم يوميا بحملات مكبرة لرفع الاشغالات من الشوارع واعادة الانضباط.