كتابة المذكرات الشخصية لأديب أوشاعر بقلمه أوبأقلام الآخرين، هي نوع من أنواع الكتابة التاريخية الوثيقة بالسيرة الذاتية، والفرق بين السيرة الذاتية والمذكرات هوأن الأولي تروي قصة حياة الكاتب وتسجل خبراته ومنجزاته في المقام الأول، علي حين تعني الأخري (أي المذكرات)، قبل كل شيء، بوصف الأحداث وتعليلها، وبخاصة تلك التي لعب فيها كاتب المذكرات دورا أوتلك التي عايشها أوشهدها من قريب أوبعيد، ومن هنا وقوعها في منزلة متوسطة بين (موضوعية) التاريخ و(ذاتية) السيرة الذاتية، في كتاب مذكرات عبدالرحمن الأبنودي: في طفولته وصباه ، للكاتب الصحفي إبراهيم عبدالعزيز، والذي صدر حديثًا عن مؤسسة بتانة للنشر والتوزيع، الوضع يختلف لأن الابنودي كان يروي وصاحب الكتاب يكتب ما يقوله، فجاء الكتاب أشبه بالمقتطفات من مراحل الطفولة والصبا من حياة الشاعر الكبير، يقول الكاتب ابراهيم عبد العزيز : رغم أن ما أملاه علي الأبنودي من مذكراته لم يغادر مرحلة الطفولة والصبا ؛ فإن هذه الفترة الأهم في حياته، والتي كانت منبعا لإبداعه وعنوانا علي مسيرته الفنية والإنسانية حتي رحيله. الكتاب يتناول أدق تفاصيل حياة الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودي في فترة الطفولة والصبا، أما لماذا توقف عند هاتين المرحلتين فيقول عنها الأبنودي نفسه: مازال عالم الطفولة هوالعالم الغني السخي الذي ألجأ إليه دائما حين تضيق بي التجارب، ثم إنه مازالت حتي الآن معظم مفردات الطفولة في أبنود أكتب بها وهي التي أورثتني إياها وملأت بها حجري وجيبي، فأبنود هي تجربتي الثرية،هناك عرفت معاناة الفلاحين .وتظل أبنود هي عمود الخيمة في تجربتي الشعرية والإنسانية.