كل يوم تبوح أرض مصر بسر من أسرارها.. تفصح عما في باطنها من ثروات وتكشف جبالها عما تحتويه صخورها من كنوز. فكما أن هناك جبالاً تحتوي صخورها علي الذهب وجبالا تحتوي صخورها علي خام الحديد أو الفوسفات فقد أكدت أحدث الاكتشافات أن جبل أبو دياب الذي يقع شمال مرسي علم علي مسافة 30 كيلو متراً جنوبالبحر الأحمر تحتوي صخوره علي ثلثي احتياطي العالم من معدني النيوبيوم والتنتالم الاستراتيجيين اللذين يدخلان في صناعة الصواريخ والمركبات الفضائية ومكونات الطائرات النفاثة. كما أكدت أحدث الابحاث الجيولوجية توافر كميات واعدة من معدن التنتالم وأن هذا المعدن يستخدم في صناعة 25٪ من مكونات الطائرات النفاثة وصناعة الدوائر الالكترونية والكهربائية الدقيقة وأجهزة المحمول واللاب توب وتصنيع الشرائح التعويضية للمصابين نظراً لعدم تفاعله مع الجسم وكذلك بعض المكونات الطبية الدقيقة والمفاصل الصناعية المتطورة بالإضافة إلي صناعة شفرات الحلاقة وأجهزة قطع الجرانيت..وهكذا يصل علماء مصر وباحثوها كل يوم الي اكتشاف جديد يؤكد أن مصر خزائن الأرض ولكن لابد أن تلك الاكتشافات تثير اهتمامنا حتي يمكن أن نحقق من ورائها مكاسب ضخمة وتكون مصدراً من مصادر تنمية اقتصادنا وتوفير مئات المليارات من العملات الصعبة إذا ما تم استغلالها الاستغلال الأمثل حيث اصبح الاستغلال الرشيد للموارد الطبيعية والاكتشافات الجديدة من الثروات المعدنية أحد أهداف التنمية المستدامة وقد كان هذا الموضوع في مقدمة الموضوعات التي تمت مناقشتها في المؤتمر العالمي للتنوع البيولوجي الذي عقد مؤخراً بشرم الشيخ وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته التي ألقاها أمام هذا المؤتمر أن الحضارة المصرية مثلت نموذجاً في هذا الإطار حيث قامت تلك الحضارة وازدهرت علي مدي آلاف السنين اعتماداً علي ثرواتها الطبيعية.. وفي المؤتمر العربي الدولي للثروة المعدنية الذي افتتحه الرئيس يوم الاثنين الماضي أكد الرئيس علي أهمية الحفاظ علي الثروات الغنية في مصر وحسن إدارتها واستغلالها لصالح الأجيال الحالية والقادمة من خلال رؤية متكاملة لتطوير منظومة التعدين بما يساعد علي دعم الاقتصاد الوطني ورفع القدرات التصنيعية للدولة وجذب الاستثمار وذلك تماشياً مع اهداف استراتيجية مصر للتنمية المستدامة.