تزخر الصحراء الشرقية بالعديد من الكنوز المعدنية والتي لو أحسن استغلالها لتغيرت أوجه الحياة الاقتصادية علي أرض مصر كما حبا الله محافظة البحر الأحمر بموقع متميز فعلاوة علي الموقع السياحي الفريد فإن مايقرب من80% من الصحراء الشرقية يقع داخل النطاق الجغرافي لمحافظة البحر الأحمر ونتيجة لذلك فقد تعددت المناطق الغنية بالثروات المعدنية بالمحافظة من شمالها إلي أقصاها بالجنوب عند حلايب وشلاتين والتي وللأسف الشديد لم تستغل بشكل علمي لصالح المحافظة ولمصر عموما والتي لو استغلت لتحققت لمصر النهضة الإقتصادية المنشودة واستكمالا لفتح ملف الثروات التعدينية, والكنوز التي تحتويها حيث تعرضنا سابقا لتوافر سابقا لتوافر خامات الحديد والألمينيت غير المستغلة نتعرض الآن إلي موقع آخر حامت حوله الأساطير والخرافات من أهالي المنطقة. فهناك شمال مدينة مرسي علم الواقعة بجنوب محافظة البحر الأحمر ب30 كم ثم الاتجاه غربا بمدق طوله13 كم حيث نصل إلي جبل أبو دباب وقد اشتق هذا الاسم من أهالي المنطقة وهم قبيلة العبابدة و الذين يسكنون المنطقة حيث يتواجد بهذا المكان جبل بارتفاع130 مترا من سطح الوادي وبعمق300 متر وذلك طبقا لتقرير هيئة المساحة الجيولوجية(الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية حاليا) تصدر منه أصوات عالية وفرقعات شديدة تخيف كل من اقترب من هذه المنطقة فأطلق علية من قبل بعض العاملين والمتخصصين بالمجال التعديني اسم جبل العفاريت. وفي لقائه مع الأهرام المسائي يقول المهندس: جيولوجي طارق خيري كبير مفتشي مناجم البحر الأحمر سابقا وأحد الخبراء الذين عملوا لفترة بهذه المنطقة إن علماء هيئة المساحة الجيولوجية( هيئة الثروة المعدنية الان) توجهوا إلي المنطقة عام1971 لعمل الأبحاث المطلوبة عليها وكانت المفاجأة أنه تم اكتشاف أهم وأندر الخامات المعدنية علي وجه الأرض وهما معدنا النيوبايوم والتنتالم و تستخدم الخامتان في صناعة المعدات الإلكترونية فائقة التوصيل والدقة ومعدات الحاسوب الالي واللاب توب وغيرها من المعدات عالية التصويب والدقة. كما اتضح للباحثين أن الأصوات الصادرة من الجبل هي في الأصل أن المنطقة نشطة زلزاليا ويصدر موجات من الزلازل المتتابعة التي تحرك صخور الجبل فتحدث تلك الفرقعات. ويضيف طارق الزلازل متأثرة بعدد من الفوالق المتحركة بالفالق الأعظم للبحر الأحمر والذي يجعل تلك المنطقة غير مستقرة وقد تم تركيب جهاز قياس الزلازل( السيزموجراف) والذي سجل نشاطا زلزاليا مستمر قدرت درجاته3 إلي4 ريختر والذي تشعر به الحيوانات ولايشعر بها الإنسان وعن نتائج الأبحاث التي تمت بجبل أبودباب يقول كبير مفتشي مناجم البحر الأحمر سابقا للتعرف علي أهمية تلك المنطقة سنقوم بعرض تفصيلي للأبحاث التي تمت من قبل هيئة المساحة الجيولوجية( الثروة المعدنية حاليا) وهي تحتوي علي معلومات دقيقة للمتخصصين والمهتمين بالتعدين وهي مذكورة في الدراسة العلمية التي قدمها أحد علماء الجيولوجيا بالهيئة وهو الدكتور عاطف ثابت سنة1980. حيث قدم الدكتور ثابت دراسة وافية ومستفيضة عن الإحتياطي المؤكد ونوعية الخامات المكتشفة والمتوافرة و التي يمكن إستغلالها وهي خامات( النوبايوم- التنتالم- الألبيت فلسبار أبيض- الكوارتز- القصدير) حيث يمثل الألبيت حوالي89.6% من إجمالي الصخور بالمنطقة وهذه الكميات متوافرة بكميات إقتصادية تبلغ آلاف الأطنان والتي تمثل لمصر ثروة حقيقية. وأضاف أن مساحة المنطقة1 كم مربع كما يبلغ ارتفاع الجبل130 مترا من منسوب الوادي وبعمق300 متر أما الأحتياطي المؤكد من خام التنتالم هو13.243 ألف طن كما بلغ الاحتياطي المؤكد من خام النيوبايوم هو5.528 ألف طن بينما بلغ الاحتياطي المؤكد من خام القصدير5.232 ألف طن هذا وقد بلغ الاحتياطي المؤكد من خام الألبيت ما يقرب من80 مليون طن ويؤكد خيري أنه بعد القيام بعمليات الحفر في تلك المنطقة اكتشف بأن عمليات استخراج هذه الخامات غير مكلفة لكون الاستخراج يتم بنظام المناجم المكشوفة حتي عمق300 متر(opencast). ويضيف كبير مفتشي مناجم البحر الأحمر أنه في عام1989 قامت الهيئة بإسناد العمليات الخاصة بالبحث والاستخراج إلي إحدي الشركات الأجنبية وهي شركة إسترالية( مي جيبس لاند) من أجل استخراج هذه الخامات كما أسندت الهيئة للشركة الإسترالية مناطق أخري في منطقة النابع والتي تبعد عن منطقة جبل أبودياب مسافة20 كم جنوبا وهي لاتقل أهمية عنها كما أصدرت لها أي الهيئة عقود استغلال مباشرة تيسيرا لها في الإنتاج إلا أنه وللأسف الشديد فالشركة لم تفعل شيئا حتي الآن وهناك علامات كثيرة حول تلك الشركة من غسيل أموال أو التلاعب في البورصات العالمية وغير ذلك والمهم في الأمر كما يصف طارق خيري أن تلك المنطقة متوقفة عن العمل الآن وفي حاجة ماسة إلي مستثمر جاد يستطيع من خلال الحكومة أن ينهض بها والتي ستعود علي مصر والمصريين بالخير والنفع العام فهي من ناحية ستنعش الخزينة المصرية ومن ناحية أخري وعن طريق الاستثمار ستؤدي إلي جذب المزيد من الإستثمارات التي سينتج عنها خلق الكثير والكثير من فرص العمل لشباب مصر وبالتالي سيتم القضاء علي البطالة المتفشية بينهم ويختتم خيري وأخشي ما أخشاه بأن تضيع وتهمل تلك المنطقة كغيرها من الثروات التي تبحث عن مستغل.