كشف الدكتور محمد غنيم، نائب رئيس شركة التنتالم إيجبت مصر، عن مفاوضات تجرى الآن مع 4 بنوك وطنية، تهدف لتمويل مشروع استخراج التنتالم، من أجل الخروج من عثرته التمويلية، وهي «عودة، مصر، القاهرة».. ولم يفصح عن البنك الرابع. وأضاف غنيم ل«البديل» أن منجم التنتالم يمر بحالة من الاضطراب، وهو يعمل على إصلاح المنظومة، كما أنه يعد الثاني عالميًا، وحال نجاحه سيلفت أنظار العالم لمصر، مشيرًا إلى أنه أجرى عدة اتصالات برئيس مجلس الإدارة الاسترالي، ودخل في مفاوضات معه من أجل أن يتواجد بمصر بصفة دائمة، بدلًا من إدارتها من الخارج كما كان في السابق، لافتًا إلى موافقته على ذلك من أجل العمل على توفير دعم للمشروع، وبدء الإنتاج الذي سيحدث طفرة في صناعة خام التنتالم. كما أكد غنيم: أن تم الانتهاء من دراسة الأثر البيئي للمشروع، وأنه التقى محافظ البحر الأحمر اللواء أحمد عبد الله، وأوضح له أنه سيتم معالجة المياه وتحليتها وفق للمعايير البيئية، مشددًا على أن الثروة المعدنية هي قاطرة مصر القادمة، الأمر الذى حظى بترحيب من المحافظ. وكان غنيم، الرئيس الجديد لشركة التنتالم أيجبت، قد صرح في وقت سابق لنا، أنه كلف بالعمل من أجل القضاء على كافة العقبات والمشاكل التي تواجه الشركة، التي تمتلك ثاني أكبر منجم على العالم من حيث الاحتياطي المقدر ب44 مليون طن من خام التنتالم النادر، المصاحب لخام القصدير والنيبيوم، وأضاف أنه يعمل خلال الفترة المقبلة للارتقاء بالشركة وتحسين وضعها لبدء الإنتاج. وتقع منطقة امتياز الشركة على بعد 130 كيلو متر من مدينة القصير بجبل أبو دباب، وتسهم فيها الحكومة المصرية ممثلة في هيئة الثروة المعدنية ب55% مقابل 45% لشركة جيبسلاند الاسترالية. وتم تأسيس الشركة عام 2003 لاستغلال خامات التنتالم– النيبيوم- الالبيت والقصدير، الموجودة بجبل أبو دباب وجبل النابع بالبحر الأحمر من خلال مناصفة بين الهيئة المصرية للثروة المعدنية وشركة جبس لاند الاسترالية، وكان من المخطط البدء في الإنتاج في أوئل عام 2007 بمعدل إنتاج سنوى يصل إلى 300 طن سنويًا. لكن مر المنجم بمراحل تعثر تسببت في تعطل الإنتاج نظرًا لتأخر بعض الموافقات البيئية، وآخر تمويلية. ويعد خام التنتالم من أندر الخامات على مستوى العالم، وهو خام صلب لونه أزرق رمادي يستخدم في الصناعات الدقيقة للطائرات، وخاصة صناعة مراوح الطائرات النفاثة، والمفاعلات النووية، وأجزاء الصواريخ، بالإضافة إلى آلات تشغيل المعادن ومعدات العمليات الكيميائية، كما يكثر التنتالم في صناعة معدات الجراحة والأجهزة المزروعة في الجسم البشري كونه لا يتفاعل مع جسم الإنسان، وقدرته على تشكيل روابط مع الأنسجة الصلبة. كذلك يعد من أشد الخامات قسوة ولا يفوقه فى ذلك إلا اللماس ويتحمل درجة حرارة عالية جدًا تزيد على 300 آلاف درجة مئوية، ومقاوم للتآكل، وأكتشف لأول مرة عام 1802 من قبل عالم الطبيعة السويدي أندرس غوستاف اكبرغ، في عينة الكولمبيت الفنلندية، وقام بفصل أكسيد شديد المقاومة "خامس أكسيد التانتالوم أو بنتواكسيد التانتالوم الذي لا يذوب في أي حمض سماه بعد ذلك" تنتالوس"، وفقًا لاسم شخص أسطوري ينتمي إلى عالم الأساطير اليونانية.