من يصدق ان الموروثات القديمة والعادات المتخلفة مازالت تسيطر علي بعض ضعاف العقول وتدفعهم لتفضيل انجاب الذكور علي انجاب البنات والتعامل مع "خلفة البنات " وكأنها عار لحق بهم شأنهم في ذلك شأن كفار الجاهلية الذين كانوا يدفنون بناتهم أحياء. شهدت مصر خلال الفترة الماضية عددا من الجرائم التي كان السبب الرئيسي فيها " كراهية البنات". يأتي ذلك في الوقت الذي أصبحت فيه المرأة الأن ذو شأن في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والفنية والثقافية ، وباتت تتولي منصب الوزير والمحافظ وصعدت علي قمة هرم المسئولية فى بلدنا إلا أن ذلك كله لم يشفع لها لتغيير النظرة الضيقة التى ينظر إليها هؤلاء الجاهلون بها ، ووصل الأمر إلى قتل فلذات أكبادهم كما كان يحدث فى زمن الجاهلية متناسين أنهم سيسألون أمام الخالق عن فعلتهم تلك. من أبرز هذه الوقائع القضية التي قامت فيها زوجة باللجوء إلى محكمة أسرة شبرا بزنانيرى لخلع زوجها بسبب معايرته لها بخلفة البنات .. وبعد سماعها للحكم أخذت " تزغرد داخل المحكمة من شدة فرحتها أن الله سبحانه وتعالى جعل لها مخرجا وتخلصت من هذا الرجل الذى لا يعرف ربه بالمرة .. فأكدت داخل دعواها أنها كانت تعيش حياة هنيئة مع زوجها وهو يعمل تاجرا للفاكهة وهي لا تعمل واستمرت سعادتهما بعد علمها بأنها تحمل في أحشاءها طفلا منه وعندما انجبت أول طفلة بدأت معاملته تتغير تماما حتى انه عندما كان يعلم انها مريضة كان يغضب بشدة ويقول لها أن تبتعد عنه بهذه الطفلة ولا يهتم بأمرها حتى أجبرها ان تكون حاملا للمرة الثانية قبل أن تتم الفتاة سنة من عمرها وأيضا كانت انثى فغضب بشدة وأكد لها أنه يريد ولد ولا يحب الفتيات وانه غير مسئول تماما عن الفتاتين ويجب لها أن تضع له الولد وأجبرها للمرة الثالثة أن تكون حامل وقرر أن يعرف قبل الولادة إن كانت فتاة أم ولدا لكن الزوجة علمت أنها فتاة وقررت ألا تخبره حتى لا تحدث المشاكل بينهما لكنه أخذها إلى طبيبة لكى يعلم نوع الجنين وهناك كانت الكارثة عندما فوجئ بأنها فتاة حاول إجهاضها لكن الجيران أنقذوها من بين يديه فقررت الهرب ببناتها ولجأت للمحامية إيمان نصر التى رفعت معها دعوى خلع وحكمت لها المحكمة بالخلع وعند سماعها الحكم زغردت داخل المحكمة أنها تخلصت من هذا الرجل الرجعى وأكدت أنها سوف تقف بجانب بناتها حتى تربيهم التربية الحسنة وسوف تجعله يتمنى ظفر واحدة منهن. .. أما الواقعة الثانية داخل محكمة أسرة القاهرة الجديدة والتى حملت رقم 7015 لسنة 2018 حيث أكدت الزوجة أنها لم تكن تفكر فى الزواج فى بادئ الأمر ولكن لإصرار والدها وطاعتها له ولأن والدها كان يريد التخلص منها بأى حال قررت الإرتباط بهذا الزوج " محمد " وعاشت معه كأى زوجين لم يتزوجا عن معرفة أو حب وبعد فترة من الزواج كان يهددها بالطلاق وكان يعاملها معاملة سيئة ووالدته أيضا كانت تشجعه على ذلك لكنها قررت أن تصبر وبالفعل علمت أنها حامل ففرحت بشدة لأن الله سبحانه وتعالى أنعم عليها بنعمة الأولاد لكن زوجها عندما علم أنها حامل بفتاة تغيرت معاملته للأسوأ فقد حبسها ومنعها عن الطعام وجميع العائلة كانوا يعاملوها معاملة سيئة وينظرون إليها بكره وحقد شديدين وكأنها ارتكبت جريمة لا تغتفر إلا أنها عندما خرجت ذات مرة لشراء بعض مستلزمات المنزل وعادت فوجئت بأن ملابس ابنتها جميعها قد سرقت فأسرعت على الفور لحماتها لكى تشكو إليها ما حدث لكنها قامت بسبها ومعايرتها أنها سوف تنجب فتاة لكن " هبة " قررت الصمت خوفا على كرامتها وكرامة زوجها وانتظرته لكى تتحدث معه وتشكو إليه ما حدث لكن رد فعله كان عنيف تماما فإنهال عليها بالضرب كأنه انتظر الفرصة لكى يعتدى عليها حتى اغمى عليها وذهبوا بها إلى المستشفى وكانت فى أصعب حالاتها حتى تفيق على خبر أنها فقدت الجنين الذى كان بداخلها فقررت على الفور أن تتوجه إلى قسم الشرطة واتهام زوجها بالتعدى عليها بالضرب لكن أخ زوجها هددها بالقتل فقررت الهرب منهم ثم التوجه إلى المحكمة لطلب الخلع الذى حكمت به بعد سماع أقوال الزوجة. قتل وكان من أبرز الوقائع التى هزت الرأى العام فى مصر قيام فلاح 30 سنة من محافظة أسيوط بقتل طفلته البريئة ذات الأربع سنوات " حنان "أثناء نومها بعد أن قام بكتم انفاسها وهو ما ظهر جليا فى اتهام زوجته له كونه يكره خلفة البنات وطلب منها شراء بعض المستلزمات لإرتكاب جريمته الشنعاء فى غيابها. لم يختلف الحال فى محافظة الدقهلية سوى أن القدر كتب عمرا جديدا للطفلة " منال " بعد أن قام والدها " وليد " معدوم الرحمة والدين والذى يعمل عاملا زراعيا بالتعدى على طفلته بالضرب المبرح ولم توقفه صرخاتها مما أدى إلى اصابتها بنزيف فى المخ وكسر فى الفخذ الأيسر ، وسارعت والدتها بالهروب بها من المنزل والتوجه إلى أقرب مستشفى لإنقاذها، وأبلغت رجال الشرطة أنه منذ أن أنجبت الطفلة وزوجها لا يتحدث معها ويرفض حمل طفلته حتى أنه رفض تسجيلها بإسمه وترجته أكثر من مرة حتى تتمكن الطفلة من أخذ تطعيماتها وكان رده القاسى " انشاء الله تموت" ويوم الواقعة صرخت الطفلة الرضيعة فقام بالتعدى عليها بالضرب حتى فقدت الوعى وعندما تدخلت لحمايتها ضربها معها لكنها تمكنت من حملها والخروج بها من المنزل حتى داهمت الشرطة منزله والقت القبض عليه وعلل قيامه بذلك أنه كان يتمنى أن ينجب ذكرا. أم بلا قلب لم يتوقف الأمر عند الرجال فقط بل بعض تلك الجرائم كان السبب ورائها النساء إما بدافع الغيرة أو الإنتقام ، ومن ضمن تلك الوقائع قيام ربة منزل بمنطقة الطالبية بعد إلحاح حماتها على ابنها بأن يتزوج بأخرى لتنجب له الأولاد ، بسبب أن هذه السيدة انجبت 3 فتيات فقط فقامت تلك السيدة بتخدير حماتها والتخطيط لدفنها بالمنزل مستغلة سفر زوجها ومحاولة إجبار بناتها على مساعدتها لكن الأحفاد انقذوا الجدة حيث اتصلت احداهن بوالدها فى الكويت وأخبرته بجريمة والدتها وأنها ستدفنها حية بمنزلهم وتريد إجبارها على مشاركتها وشقيقها فى الجريمة ، مما جعله يتصل بشقيقه الذى بدوره اتصل بالشرطة وأنقذ والدته بإقتحام المنزل قبل اتمام العملية. ومن ناحية أخرى ورغبة فى الإنتقام أيضا كان الموعد مع واقعة أخرى أشد قسوة عندما ملأ الحقد قلب حنان المتزوجة والأم ل3 بنات من جيرانها بسبب إهانة حماتها لها ومعايرتها بأن جيرانها كلهم أنجبواأولاد وهى لأ ، فقررت الانتقام من جيرانها وقامت بخطف 3 من أولادهم على فترات وقتلهم بطريقة بشعة فأحدهم قامت بخنقه ووضعه فى الغسالة ثم إدخاله فرن خبز حتى تفحم أما الثانى فقامت بإختطافه وتسليمه لحماتها التى تخلصت منه بمعرفتها. ومن ناحية أخرى قامت ربة منزل بقتل طفلتها الرضيعة بمنطقة حدائق القبة والتى لم تبلغ 20 يوما بعد بسبب أن زوجها صاحب المعرض لا يحب البنات ويريد خلفة الاولاد كما وعدته قبل الزواج، فقررت التخلص منها وإدعت اختطافهاإلا أن الشرطة كشفت أمرها واعترفت بجريمتها وأرشدت عن مكان تخلصها من الجثة.