سعدت بحضور اليوم الأول من فعاليات المؤتمر العلمي الثالث لمعاهد العبور التي تحظي بقيادة الخبير التربوي د.عبد الله الدهشان والذي استمر لمدة ثلاثة أيام بمدينة الإسماعيلة وكان بعنوان » دور مؤسسات التعليم العالي نحو تحقيق التنمية المستدامة.. وكان في مقدمة الحضور لهذا المؤتمر اللواء أركان حرب حمدي عثمان محافظ الإسماعيلية ود.أشرف الشيحي وزير التعليم العالي السابق ورئيس المؤتمر أيضا وعدد كبير من القيادات الجامعية سواء في مصر أو العالم العربي. مالفت نظري هو أن تكون هناك معاهد عالية مثل معاهد العبور يكون من بين اهتماماتها البحث العلمي الذي تفتقده معظم معاهد مصر، وأن تدعو هذه المعاهد الباحثين في مصر وخارجها للتقدم بأبحاثهم في هذا المؤتمر الذي اختار القائمون عليه موضوعا غاية في الأهمية ليكون عنوانا له وهو » دور المؤسسات التعليمية نحو تحقيق التنمية المستدامة » وكان هذا بمثابة رسالة لكل معاهد مصر أن يكون لها دور في مناقشة قضايا المجتمع ومشاكله بعد أن عجزت كثير من معاهد مصر عن القيام بهذا الدور وإقتصر عملها علي العملية التدريسية فقط، وطغت المادة علي معظم هذه المعاهد للدرجة التي جعلتها لاتهتم باختيار أعضاء هيئة تدريس بها علي المستوي الجيد وتقوم بتعيينهم لديها، بل أصبحت مثل هذه المعاهد تركز في المقام الأول علي الاعتماد علي المنتدبين من أجل » التوفير»، حتي أن من يتم تعيينهم لديها من المعيدين والمدرسين المساعدين يظل الواحد منهم لسنوات طويلة لايهتم بالترقي أو التحول لعضو هيئة تدريس بحصوله علي الدكتوراة نظرا لأنه مشغول بالدروس الخصوصية أوالعمل بشكل غير قانوني في أماكن أخري، وإذا حدث وأن حصل أي منهم علي الدكتوراة فقد يظل حتي سن الستين دون أن يترقي للدرجة الأعلي لدرجة أستاذ مساعد وقد يحال إلي المعاش وهو بدرجة مدرس، مما يؤكد أننا أمام نوعيات من أعضاء هيئة التدريس لاتهتم بالبحث العلمي، ولابتحديث ماتقوم بتدريسه من مواد، لذلك لايستفيد منهم طلاب هذه المعاهد بأي شئ.. وهناك كثير من المعاهد خاصة الهندسية منها وقد تحولت إلي مجرد » جراج » لمن هم فوق سن الستين الذين حصلوا علي الدكتوراة عندما كانوا يعملون في أماكن مختلفة ليست من بينها الجامعات، وعندما أحيلوا علي المعاش في أماكنهم ذهبوا لهذه المعاهد دون أن يكون لديهم خبرة في التدريس أو يكون أحد منهم قد قام بعمل بحث علمي واحد، وهذا ما أكد عليه لنا د.محمود شعيرة رئيس قطاع المعاهد الهندسية بوزارة التعليم العالي عندما كشف لنا عن ان عدد المعينين من أعضاء هيئة تدريس بالمعاهد الهندسية وعددها 52 معهدا قد وصل إلي 1400 عضو هيئة التدريس حتي الآن، منهم 1150 عضواً فوق سن الستين، ومثل هؤلاء أصبحوا بالطبع في مقدمة المعترضين علي الضوابط التي وضعتها وزارة التعليم العالي مؤخرا وبدأ تطبيقها هذا الشهر بعدم السماح لكائن من كان بالتدريس في المعاهد العالية الخاصة بعد سن السبعين أو تولي منصب قيادي أيضا، وينضم لزمرة المعترضين أيضا أصحاب هذه المعاهد الذين يأتون بمثل هذه النوعيات وبأقل الرواتب للتدريس بمعاهدهم حتي يكون لديهم أعداد من أعضاء هيئة التدريس يأخذون عليها أعدادا من الطلاب.. لكن كل هذا سيتغير خلال الأيام والأسابيع المقبلة، نحن نريد معاهد علي مستوي جيد سواء في مجال التدريس أو البحث العلمي، نريد معاهد تهتم بقضايا المجتمع ومشاكله وليس بجمع الأموال بأي صورة مهما كانت سلبية النتائج، نريد خريجين لهذه المعاهد لاينظر إليهم المجتمع علي أنهم درجة تانية وثالثة، بل نريد لهم أن يكونوا علي قدم المساواة مع مايناظر هذه المعاهد من كليات الجامعات المختلفة.