المخرج محمد كريم يعتبر المخرج محمد كريم، أحد الرواد الأوائل للسينما المصرية وصاحب أهم كلاسيكيات السينما المصرية وهو أول نقيب للسينمائيين المصريين، وأول عميد للمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون المصرية. ولد محمد كريم في 8 ديسمبر عام 1896 بحي عابدين بالقاهرة وبدأ عشقه للسينما في سن العاشرة عندما كان يتردد علي سينما أمبير التي تعتبر من أوائل دور العرض السينمائي في القاهرة وقد انبهر بهذا العالم الجديد والوافد من الخارج. وظل الحلم يراوده إلي دراسة السينما فسافر إلى روما ومنها إلى برلين حتى استطاع أن يلتحق باستوديوهات أوفا السينمائية وبدأ عمله في قسم المونتاج، وفى خلال عام ونصف أصبح أحد مساعدي المخرج الألماني فرينز لانج مما أكسبه خبرة، ودراية بفن الإخراج السينمائي. وعندما عاد كريم، إلى القاهرة بعد غياب سبع سنوات بدأ في تطبيق تجاربه السينمائية برؤية أجنبية حتى أخرج أول فيلم له وهو «حدائق الحيوان» مع الفنان محمد بيومي عام 1927. واختار محمد كريم، رواية «زينب» للأديب محمد حسنين هيكل، لتكون بداية العلاقة بين الأدب، والسينما المصرية حيث قام بإقناع صديقه الفنان يوسف وهبي، بدخول مجال السينما حيث كانت البداية إنشاء «رمسيس فيلم» وقدم لأول مرة الوجه الجديد بهيجة حافظ، أمام سراج منير، وزكي رستم، وكان الفيلم صامتا بطبيعة الحال حتى أعاد محمد كريم، إخراج الفيلم مرة أخرى ولكنه ناطقا عام 1952 بعد أن أسند بطولته إلى الفنانين راقية إبراهيم، ويحيى شاهين، وفريد شوقي. وقد صادفت كريم، عقبات وقت إخراج الفيلم لأول مرة حيث كان الناس خاصة في القرية يخافون من آلة التصوير، وقد ذهب كريم، بصحبة فريقه إلى إحدى القرى الريفية لأخذ بعض المناظر الخارجية في قلب القرية. وأخذ المصور بعض اللقطات لوجوه عدد من الفلاحين التي تظهر على الشاشة وبعد انتهاء التصوير وجد محمد كريم، أن وجوه الفلاحين ظهرت قاتمة، فلم يجد سوى إعادة التصوير مرة أخرى، فجمع الفلاحين، وطلب منهم أن يضعوا مساحيق البودرة على وجوههم. وقد اعترض بعضهم على وضع البودرة على وجوههم وغضبوا وقاموا بترك المكان واحدا تلو الآخر وعلامات الاستياء تبدو على وجوهم، وقام محمد كريم، بمحاولة إقناعهم بالبقاء وأنه لا يقصد أي إساءة، وعرض عليهم وضع دقيق بديلا عن البودرة. فوافق الجميع على وضع الدقيق، لكن المخرج محمد كريم، كان قد وضع لهم مسحوق البودرة.. أحد الفلاحين اكتشف الأمر بعد أن شم رائحته فثار في وجه كريم، فما كان منه إلا أن بادره قائلا: هذا دقيق أسترالي، وتم تصوير المشهد بنجاح.