«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخرج الاول والملاكى فى مصر ؟
نشر في شباب مصر يوم 14 - 03 - 2011

تأسست شركة سينمائية من بعض الإيطاليين المقيمين في الإسكندرية ، وبتمويل من فرع بنك دي روما ، فاستغل محمد كريم هذه الفرصة وأرسل الى هذه الشركة رسالة طالباً العمل في الأفلام التي تنوي الشركة تصويرها ،وفي أقل من عشرة أشهر إستطاع تعلم الكثير من اللغة الايطالية كان يدفعه الى ذلك عشقه للسينما وحرصه على عدم إضاعة هذه الفرصة . وفعلاً إستدعته هذه الشركة ، بعد أن عاود الإتصال بها ، وقام الفنيون باختياره ووافقوا على إشراكه في تمثيل دورين قصيرين بفيلمي شرف البدوي ، الأزهار الميتة . وبهذا يكون محمد كريم أول مصري يظهر في شريط سينمائي تم عرضه في العشرين من يوليو عام 1918 بعد ذلك ، وإبان إنتهاء الحرب العالمية الأولى وكانت السينما المصرية في بداية ظهورها تحت سيطرة الفنانين الأجانب، الإنتاج والإخراج والتوزيع وغير ذلك من شئون السينما . وأول ثلاثة حاولوا تمصير السينما هم على التوالي : عزيزة أمير ، طلعت حرب، محمد كريم .. الإثنان الأولان إنخرطا في مجال الإنتاج ، أما كريم فقد إختار أن يكون مخرجاً . حيث لم يكن هناك مصري واحد إقتحم هذا المجال قبله ، فقد كان الإخراج وقفاً على مجموعة من الإيطاليين ، في الأغلب ، والذين جاءوا مع بعثة السينما التي أرسلها بنك »دي روما« الى مصر لإخراج أفلام تصور المناطق الأثرية والطبيعة والصحراء والخيام والبدو ، حيث كانت مثل هذه المناظر تستهوي الأوروبيين.
ولد محمد كريم في حي عابدين بالقاهرة في الثامن من ديسمبر عام 1896 ، وبدأ عشقه للسينما في سن العاشرة ، عندما كان يتردد على سينما »أمبير« التى كانت من أوائل دور العرض السينمائي في القاهرة ، حيث بهره هذا الفن الجديد والغريب الوافد من الخارج ، وشد إنتباهه وإهتمامه كثيراً ، وملك عليه كل مشاعره ، خصوصاَ بعد أن شاهد فيلمي أسرار نيويورك ، فانتوماس ] ، وكان يشاركه الإعجاب بهذا الفن صديق صباه وجاره يوسف وهبي ، الذي كان أيضاً يعشق التمثيل كثيراً، فكانا يذهبان سوياً، وفي معظم أيام الأسبوع ، الى سينما »الكوزمو« الأمريكية .
كبر كريم وكبرت معه هوايته للسينما والتمثيل، فاشترى من مصروفه الخاص كاميرا فوتوغرافية، وحول سطح المنزل الذي يسكنه في حارة الهدارة الى أستوديو . كان في البدء يعشق التمثيل ، وكان شديد الحرص على تقليد الممثلين في الأفلام الأجنبية التي يشاهدها ، حيث كان يقف أمام كاميرته ويصور نفسه في حالات متعددة ، بعد أن يضع المكياج لوجهه ليستطيع التعبير عن الشخصية التي يمثلها ، ويحاول جاهداً تجسيد التعبير عن إنفعالاتها بقسمات وجهه وبحركاته الجسدية وكانت الخطوة التالية ، هي إنضمامه الى جمعية إحياء فن التمثيل ، مع أصدقائه يوسف وهبي وشقيقه عليّ وهبي ومختار عثمان .. وكانوا يجتمعون خفية في منزله أو في منزل يوسف وهبي، بعيداً عن أنظار الكبار ، الكبار الذين كانوا يعتبرون التمثيل مهنة من لا مهنة له ، وإنه مضيعة للوقت ، ولا يليق بأبناء الكبراء أن يتعاملوا معه من بعيد أو قريب . ولكن عشق محمد كريم وأصدقائه لهذا الفن ، قد جعلهم يتمردون على مثل هذه الظروف 1916. ، كتب محمد كريم عدة مقالات عن السينما في الصحف المصرية ، وكان تفكيره في الكتابة منصب على تمصير السينما . كما قام أيضاً بترجمة ونشر الأخبار الفنية من بعض المجلات السينمائية الأجنبية التي كانت تصله من الخارج ، حيث كان يراسل أكثر من خمس عشرة شركة سينمائية أوروبية .
أما بخصوص الشركة السينمائية الإيطالية بالإسكندرية ، فلم يحالفها التوفيق فأشهرت إفلاسها . عاد بعدها محمد كريم الى القاهرة وفي ذهنه حلم السفر الى الخارج للإستزادة من المعرفة عن كل مايتعلق بفن السينما ، وكان أول رد إيجابي على مراسلاته الخارجية في مارس 1920 من إيطاليا ، حيث أعد العدة للسفر الى هناك ، بعد أن أقنع أسرته بأنه سيدرس الهندسة في إيطاليا . ركب الباخرة الى إيطاليا والفرحة تغمره لتحقيق حلم حياته ، إلا أن الحلم تبدد بعد أن رفض طلبه من قبل الشركة الإيطالية ، فاضطر أن يقوم بدور الكومبارس في عدد من الأفلام الإيطالية ، الى أن تهيأت له فرصة السفر الى ألمانيا ، بعد أن تعلم لغتها . وفي برلين إستطاع أن يلتحق بأستوديوهات »أوفا« السينمائية ، حيث عمل في قسم المونتاج . وفي خلال سنة ونصف فقط أصبح أحد مساعدي المخرج الألماني الكبير »فريتز لانج« ، مما أكسبه خبرة ودراية بفن الإخراج السينمائي . وعاد محمد كريم الى القاهرة ، بعد غياب دام سبع سنوات ، ومعه زوجته الألمانية »نعمة اللّه« الذي كان قد تزوجها أثناء عمله في ألمانيا ، و أصبحت فيمابعد مساعدته في جميع أفلامه قابل 1925طلعت حرب باشا في برلين وطلب منة العودة الى مصر للعمل في شركة مصر للتمثيل والسينما، والتي تخصصت في إنتاج الأفلام. ولما عاد الى مصر عام 1926، وجد يوسف وهبي ناجحاً في المسرح، وعرضت عليه فكرة العمل في السينما ، ولكنه لم يفكر إلا في نجاح مسرحياته، فلجأ الى طلعت حرب في بنك مصر، قابلة وقدم لة المستندات التي تدل على دراستة للسينما في ألمانيا، فقال لة بالحرف الواحد (أنا ياخويا ماينفعنيش الكتابة على الورق ، عايز أشوف بعيني، إخرج لنا حاجة وبعدين أتفق معاك ، وروح بكره قابل عبدالله فكري أباظة وبعد إطلاعه على المستندات قال لة »إسمع ياكريم، إخرج لنا فيلم عن حدائق الحيوان في الجيزة ، علشان نجربك بدون أجر« .. فوافق على ذلك ، وبدأ تصوير الفيلم يوم الأربعاء 15يونيو عام 1927 ، وإنتهى التصوير بعد شهر ، وتم الطبع والتحميض وكتابة العناوين وتصويرها في شهر ، يعني إستمر العمل في إخراج فيلم (حدائق الحيوان) حوالي ثلاثة أشهر. وبعد إعداد الفيلم للعرض ، حضر طلعت حرب مع عبدالله أباظة وعدد من الشخصيات المالية والتجارية الى مقر شركة التمثيل والسينما لمشاهدة الفيلم، الذي نال إعجاب طلعت حرب وجميع الحاضرين. وفي اليوم التالي، إستدعاة عبدالله أباظة وأخبرة بأن طلعت حرب أمر بصرف الأشهر الثلاثة التي عمل بهم ، وعين في الشركة كمخرج بمرتب إثناعشر جنيهاً في الشهر ،
بعد عودته من ألمانيا ، وقبل عمله مع طلعت حرب ، وقف محمد كريم على خشبة مسرح رمسيس مع يوسف وهبي ، ليؤدي دور ظابط في مسرحية ( تحت العلم ) بالرغم من أنه قام بمحاولات لإقناع يوسف وهبي بإنتاج فيلم سينمائي يقوم هو بإخراجه ، حيث أن فكرة الإخراج هي التي كانت مسيطرة على تفكيره ، بعد أن كان حلمه الأكبر أن يصبح ممثلاً ، خاصة إن معظم الأفلام التي قام بالتمثيل فيها لم يكن لأدواره فيها شأن كبير ، كما كان للمخرج الألماني »فريتز لانج« تأثيره الكبير على محمد كريم وتحويل إهتمامه الى الإخراج السينمائي .
ويعتبر محمد كريم هو أول من صور أفلاماً سينمائية لبعض المناظر الخارجية التي تقع في بعض مسرحيات يوسف وهبي ، ودمجها في المسرحية أثناء العرض . وفعلاً نجحت هذه التجربة الرائدة ، ونجحت بالتالي محاولات محمد كريم في إقناع صديقه بدخول مجال السينما ، حيث نشأت فكرة رمسيس فيلم ، وكان الإتفاق مع كريم على إخراج فيلم يكون باكورة إنتاج هذه الشركة . فاختار محمد كريم رواية »زينب« للأديب محمد حسين هيكل ، لتكون بداية العلاقة بين الأدب والسينما المصرية . عرض الفيلم في سينما »متروبول« في التاسع من أبريل عام 1930 ، وقد قام كريم بتصوير مناظر الفيلم في عدة إماكن من الريف . وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً ، حيث قدم من خلاله ولأول مرة الوجه الجديد »بهيجة حافظ« أمام سراج منير و زكي رستم ، وكان الفيلم صامتاً بطبيعة الحال لأن السينما المصرية لم تكن قد نطقت بعد ، ولهذا فقد أعاد كريم إخراج هذا الفيلم ناطقاً في عام 1952 ، بطولة راقية إبراهيم و يحيى شاهين و فريد شوقي وبعد أن نطقت السينما العالمية ، أقدم محمد كريم على إخراج مسرحية رمسيس الناجحة ( أولاد الذوات ) في فيلم سينمائي من إنتاج وبطولة يوسف وهبي مع أفراد فرقته المسرحية . وصورت أغلب مشاهد الفيلم في باريس ، لأنه لم تكن قد أقيمت بعد أستوديوهات مجهزة بمعدات الصوت أو حتى الإضاءة . أما بقية المشاهد فقد صورت صامتة في أستوديو رمسيس ، وأدخلت عليها مؤثرات صوتية فيمابعد . ولم تكن صناعة السينما في مصر قد عرفت فن المونتاج إلا عندما أُخرج هذا الفيلم ، حيث تم عمل مونتاجه في باريس وتحت إشراف كريم نفسه .وبعد أن نطقت السينما العالمية ، أقدم محمد كريم على إخراج مسرحية رمسيس الناجحة ( أولاد الذوات ) في فيلم سينمائي من إنتاج وبطولة يوسف وهبي مع أفراد فرقته المسرحية . وصورت أغلب مشاهد الفيلم في باريس ، لأنه لم تكن قد أقيمت بعد أستوديوهات مجهزة بمعدات الصوت أو حتى الإضاءة . أما بقية المشاهد فقد صورت صامتة في أستوديو رمسيس ، وأدخلت عليها مؤثرات صوتية فيمابعد . ولم تكن صناعة السينما في مصر قد عرفت فن المونتاج إلا عندما أُخرج هذا الفيلم ، حيث تم عمل مونتاجه في باريس وتحت إشراف كريم نفسه . وقد لاقى فيلم ( أولاد الذوات ) نجاحاً كبيراً ، عندما عرض في سينما »رويال« في الرابع عشر من مارس عام 1932.
وعندما طلب محمد عبدالوهاب من محمد كريم أن يخرج له فيلماً غنائياً إسوة بالمطربة نادرة في فيلمها ( إنشودة الفؤاد ) ، قام محمد كريم بإخراج فيلم ( الوردة البيضاء ) عام 1933 ، والذي صور الجزء الأكبر منه وسجلت أغانيه في أستوديو »توبيس لانج« بباريس ، وعرض في سينما رويال وحقق إيرادات قدرت بحوالي مائة ألف جنيه ، وتقاضى كريم خمسمائة جنيه عن الإخراج ، وقد أخرج محمد كريم فيمابعد جميع أفلام محمد عبدالوهاب . وحتى عام 1959 ، كان محمد كريم قد أخرج تسعة أفلام تسجيلية قصيرة و 17 فيلماً روائي طويلااً
كان محمد كريم مثالاً للفنان الملتزم بفنه ، وهو أيضاً صاحب مباديء لم يحيد عنها طوال حياته .. إنه فنان يحترم فنه ويرفض أن يخلط بين الفن والتجارة ، فقد أخذ على نفسه عهداً بعدم الإبتذال منذ بداية مشواره السينمائي . كان يغضب كثيراً عندما يعرض عليه أحد المنتجين إخراج فيلم يريد به الكسب التجاري السريع ، دون التكاليف الباهضة ، فهو هنا لا يكتفي لالإعتذار أو بالرفض ، بل تصل به ثورته أحياناً الى أن يمزق السيناريو ، أو يبادر بالإعتداء على هذا المنتج . وكانت بالتالي نتيجة صبيعية في أنه عاش أغلب سنوات حياته يعاني أزمات مادية صعبة ، وكان يتحمل كل هذه الأزمات دون أن يتنازل عن مبادئه الفنية ، ولو إنه فعل عكس ذلك ، لإستطاع أن يخرج عشرات الأفلام ويقتني أفخر السيارات ويسكن أفخم الفيلات لكنه عاش طوال حياته فقيراً بالرغم من مكانته الرفيعة فنياً .. كان يستخدم الترام ويسكن شقة متواضعة بالإيجار ، ولم تفلح كل وسائل الإغراء في إقناعه بالتنازل عن أيٍ من مبادئه ، حيث لم تكن لشهوة المال أية سطوة عليه ، رغم إنه كان صاحب أفضال كثيرة بأعماله التي أثرى من ورائها الكثيرون ، وهذا مايفسر إن عدد الأفلام التي أخرجها على مدى أربعين عاماً، هي عمره الفني ، أقل بكثير من عدد الأفلام التي أخرجها أي مخرج مبتدىء .ولا يسعنا إلا أن نشير الى أنه عندما إجتمع شمل الفنانين السينمائيين لأول مرة في عام 1943 ، وكونوا نقابة لهم ، إختاروا محمد كريم ليكون أول نقيب للسينمائيين ، وذلك تقديراً لجهوده وريادته في السينما المصرية .كما إن الدكتور ثروت عكاشة ،وزير الثقافة آنذاك ،عندما أنشأ أول معهد للسينما في الوطن العربي ، وذلك في عام 1959 ، إختار محمد كريم ليكون أول عميد لهذا المعهد .. وإستمر كريم يدير المعهد لعدة سنوات ، بذل فيها الكثير من الجهد لرفعة مستوى الخريجين ، وبالتالي رفعة شأن السينما المصرية ، بينما عملت البيروقراطية على نفاذ صبره ، فلم يستطع الإستمرار في العمل كعميد للمعهد ، حيث كان مقتنع تماماً في أن هذا العمل يتطلب السرعة في الإنجاز وتلبية الحد الأدنى من المطالب العاجلة ، فوجد بأن تنفيذ ذلك أمر مستحيل ، وآثر أن ينسحب من عمادة معهد السينما ، هذا المعهد الذي أسسه وقبل وفاته بأربع سنوات ، قدمت له الدولة منحة تفرغ لكتابة تاريخ السينما المصرية ، حيث عكف على البحث والدراسة معتمداً في ذلك على ذكرياته وذكريات أصدقائه المقربين إليه ، وذلك لعدم وجود مصادر أخرى يعتمد عليها في بحثه هذا ، ومات قبل أن يكمل كتابة هذا التاريخ ، الذي عُهد بتكملته الى المخرج أحمد كامل مرسي .وقد كانت لمحمد كريم الريادة السينمائية دائماً ، فهو أول ممثل سينمائي مصري ، وهو أول مخرج يقدم رواية أدبية للسينما المصرية ، وهو مخرج أول فيلم مصري ناطق ، وهو المخرج الوحيد الذي سجل طفولة الفنانة فاتن حمامة على الشاشة ، فظهرت فاتن لأول مرة وهي في سن الثامنة في فيلم (يوم سعيد)، وفي الحادية عشرة في فيلم (رصاصة في القلب) ، وفي الرابعة عشرة في فيلم (دنيا) .كما كان له الفضل في إكتشاف الكثيرين من نجوم السينما المصرية ، فقد كان حريصاً على أن يقدم وجهاً جديداً في كل فيلم من أفلامه . فهو الذي قدم بهيجة حافظ في فيلم (زينب)، وسميرة خلوصي في (الوردة البيضاء)، ونجاة علىّ في (دموع الحب)، وليلى مراد / زوزو ماضي في (يحيا الحب)، ورجاء عبده في (ممنوع الحب) ، وراقية إبراهيم و مديحة يسري و ليلى فوزي و سراج منير و زكي رستم و إلهام حسين ، وغيرهم كثيرون .وقد نال محمد كريم عدة جوائز تقديرية من الدولة ، ففي عام 1955 نال جائزة الدولة في الإنتاج والإخراج والسيناريو عن فيلم ( جنون الحب ) ، وهو الفيلم الذي إضطره لبيع أثاث منزله ليقوم بإنتاجه . كما حصل على وسام الدولة في الفنون من الدرجة الأولى عام 1963 . وحتى بعد رحيله ، في 17مايو\1972 نال إسمه جائزة الدولة التشجيعية في الفنون والى علم اخر فى الفنون وتحيات المؤرخ والباحث الفنى وجية ندى وللتواصل 0106802177 = [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.