الفنانة الكاتبة نادية رشاد هي ممثلة مسرح قديرة..وممثلة تليفزيونية تنتقي أعمالها بدقة..وهي أيضا كاتبة مثقفة نجحت في تناول قضايا المرأة في الثمانينيات برؤية مختلفة أثارت الجدل والإعجاب..ومازالت حريصة علي انتقاء أدوار فنية تضيف لرحلة عطائها كان آخرها دورها في مسلسل »الطوفان» الذي نالت عنه تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الاحتفال بالمرأة المصرية في مارس الماضي..هي الفنانالقديرة نادية رشاد. ...............؟ لا أنكر أن تربيتي كانت متحفظة جدا بل وربما متشددة أيضا..فأمي كانت واعظة دينية..وأبي كان مقاولا متخصصا في إنشاء المساجد وزخرفتها..والاثنان أساسا من ريف الدقهلية.. صحيح أنهما انتقلا للقاهرة قبل مولدي..لكنهما انتقلا بنفس عادات وتقاليد الأقاليم ، وربما بسبب هذه النشأة كنت طفلة هادئة..راصدة ومتأملة لكل ما حولي أكثر مني مشاركة..درست في مدارس حكومية بالقاهرة..وكنت عاشقة للقراءة..وعاشقة أيضا للتمثيل والغناء..وإخوتي الخمسة أيضا كانوا جميعا لديهم مواهب فنية مختلفة..وأعتقد أننا ورثنا هذا الموهبة عن أبي الذي كان فنانا في الخط والزخارف..وأمي أيضا كان لديها طلاقة كبيرة في الكلام وقدرة كبيرة عليالإقناع وبراعة في اللغة العربية. ...............؟ أختي التي تكبرني ب 12 عاما كانت تعشق الفن والتمثيل..لكن أبي وأمي رفضا انضمامها لأي نشاط فني في المدرسة ، أما أنا فكان حظي أفضل لأني ولدت بالقاهرة ودخلت المدرسة بعد ثورة يوليو التي أظهرت رعاية خاصة بالفنوالفنون علي مستوي الدولة فظهر مسرح الدولة ومسرح التليفزيون..وكان هناك اهتمام بالفن في المدارس والجامعات ، وهكذا استطعت اقناع أمي بالاشتراك في فريق التمثيل بالمدرسة..وكنت متميزة جدا لدرجة أنني حصلت علي جائزة أعياد الربيع من وزير التعليم وقتها كمال الدين حسين. ...............؟ التحقت بكلية الآداب قسم فلسفة..واستمرت علاقتي بالتمثيل كهواية من خلال المسرح الجامعي، وكنت أتمني احتراف التمثيل بعد التخرج لكني لم أقو علي مفاتحة أمي في الأمر، واضطررت بعد التخرج إلي العمل بالتدريس في شبين الكوم ثم قويسنا..حتي نجحت في اقناع أمي بمعاناتي في العمل لبعد المسافة..وأقنعتها أيضا بالتقدم لمسارح الدولة التي كانت مسارح محترمة فتحت المجال وقتها للموهوبين الحقيقيين..ووافقت بصعوبة علي سبيل التجربة أولا.. وبالفعل اتجهت لمسرح التليفزيون..وبدأت أحقق بعض النجاح. ...............؟ في ذلك الوقت التقيت بالفنان محمود الحديني..وتمت خطبتنا بسرعة وأنا في بداية طريقي.. وشعرت أمي بالراحة الكبيرة لهذا الارتباط المبكر..كحماية لي في هذا المجال الذي تخشاه.والحقيقة أن خطيبي لم يكن مرحبا بعملي في الفن..لكنه قبله ارضاء لي،فتزوجنا عام 1967 وكانت سننا صغيرة..فأجلنا الإنجاب عدة أعوام حتي رزقنا الله بابننا بسام..وبعدها بأعوام ابنتنا نجلاء، وبسام الآن يعمل طبيبا أما نجلاء فهي كاتبة سيناريو متميزة وخريجة معهد السينما.واستمر عملي أنا وزوجي في الفن من خلال مسارح الدولة باعتبارنا موظفين بها..وقدمنا بطولات عديدة في روايات عالمية ومصرية..كما قدمنا أعمالا فنية في دول الخليج واليونان وأبو ظبي في فترة الثمانينيات..وحينما كان عمره 36 عاما أصبح الفنان محمود الحديني مديرا للمسرح الحديث ثم مديرا للمسرح القومي. ...............؟ رغم أنني أهوي الكتابة من الصغر..إلا أن شهرتي كمؤلفة بدأت في الثمانينيات..وكانت البداية بمسلسل دعوة للحب الذي فاز وقتها بجائزة أفضل مسلسل..ثم فيلم آسفة أرفض الطلاق..ثم توالت الأعمال مثل القانون لا يعرفعائشة وزواج في السر وحب في الأرشيف..وغيرها من الأعمال ، والحقيقة أن زوجي وقتها شجعني كثيرا وكان سعيدا بعملي في الكتابة أكثر من سعادته بعملي كممثلة ، ولكن مع توقف الإنتاج في ماسبيرو..بقيت أعمالي فيالأدراج..ولديّ بالفعل أعمال عديدة أتمني خروجها للنور. ...............؟ معظم أفكاري في الكتابة كانت أفكارا جريئة غير تقليدية وخاصة بالنسبة لقضايا المرأة.. ولكني أعترف أنني متمردة وجريئة علي الورق فقط..لكني في الحقيقة »غلبانة»..لا أجادل كثيرا وليس لديّ طلبات ولا تطلعات..وراضية دائما بكل شئ. ...............؟ بعد زواج أبنائنا اتخذنا قرارنا بالانفصال العاقل وكلانا يحمل كل التقدير والاحترام للآخر.. فوالد أبنائي الأستاذ محمود الحديني هو في رأيي أفضل أنواع البشر..لكني تركته علي راحته..وقد فضل قبل الطلاق الإقامة فيالسادس من أكتوبر، بينما فضلت أنا البقاء في المهندسين. والمهم أننا كنا حريصين علي عدم تعريض أبنائنا لأي مشكلات..ولم ننفصل إلا بعد زواجهما والاطمئنان عليهما..ومازالت علاقتنا رائعة..»وأخبارنا عند بعضنا يوميا». ...............؟ نشاطي الآن ينحصر في عضوية لجان التحكيم والجوائز لبعض المهرجانات مثل:»إبداع» و»سينما البحر المتوسط» وغيرها، بالإضافة لاهتمامي بابني وابنتي وأحفادي الأربعة. ...............؟ أمنيتي الوحيدة أن أري يوم سلام كاملا للكرة الأرضية.. ليس بين البشر فقط.. بل بين جميع الكائنات علي وجه الأرض.