محمد عبدالقدوس أنتمي إلي مدرسة إسلامنا الجميل التي تعمل علي تقديم هذا الدين في شكل جميل وجذاب وفقا لقواعد صارمة مستمدة من القرآن والسنة فالأمر ليس »سداح مداح» أو حق كل إنسان أن يفتي من دماغه!! وعلماؤنا الأجلاء قولهم الفصل في هذا الموضوع. وآخر ما أخرجته هذه المدرسة تفسير جديد لضرب الزوجات لم يخطر أبدا علي بالي أو بالك.. وأبدأ الموضوع من أوله، فالمرأة النشاز كما جاء في سورة النساء يعالجها زوجها بأمور ثلاثة.. الموعظة أولا ثم الهجر في الفراش ثانيا وأخيرا الضرب وهكذا تجد العقوبة تصاعدية. والضرب هنا معناه المباعدة والخصام أو الابتعاد خارج بيت الزوجية، ويقول هذا الرأي إذا تتبعنا معاني كلمة الضرب في القرآن ولغة العرب تجد في غالبها المفارقة والمباعدة والانفصال والتجاهل، فمثلا الضرب باستعمال العرب يستخدم له لفظ »جلد» والضرب علي الوجة لفظ »لطم» والضرب بقبضة اليد لفظ و»كز» والضرب بالقدم »ركل» .. وفي المعاجم وكتب اللغة والنحو لو تابعنا كلمة ضرب لرأينا عجبا واليك بعض الأمثلة: »ضرب الدهر بين القوم» أي فرق وباعد بينهم و»ضرب» عليه الحصار أي عزله عن محيطه، وضرب عنقه أي فصلها عن جسده.. وإضراب عن العمل أي الامتناع عنه وأضرب عن الطعام.. واليك بعض ما جاء في القرآن: فأوحينا الي موسي أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم: سورة الشعراء أي باعد بين جانبي الماء.. وفي سورة البقرة: للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض، أي سفر وهجرة إلي أرض الله الواسعة.. وفي سورة المزمل »وأخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله» أي يسافرون ويبتعدون عن ديارهم طلبا للرزق. وفي سورة الحديد »فضرب بينهم بسور له باب باطنة فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب» أي فصل بينهم بسور.. وبناء علي هذا التفسير فإننا إذا جئنا الي معاملة الزوجة النشار نجد الآية الكريمة تقول »فعظوهن اهجرون في المضاجع وأضربوهن» فالآية تحض علي الوعظ ثم الهجر في الفراش، وإن لم يجد ذلك كله فالحل الأخير وهو الضرب بمعني الخصام والمباعدة والتجاهل.. وهو أمر يأخذ به العقلاء من المسلمين وأعتقد انه سلاح للزوج والزوجة معا في مواجهة تهديد كيان الأسرة الذي هو الأساس المتين لبناء المجتمع، ما رأيك في هذا التفسير؟