هل معقول أن يأمر الله بضرب الزوجة، شريكة العمر ورفيقة الحياة، أن يهين القرآن كرامتها وهي الأم والأخت والزوجة والابنة؟! من داخلي كنت اتحفظ علي هذا التوجيه »واضربوهن» وأقول: لابد أن يكون هناك تفسير آخر لهذه الكلمة لأنني لا أتصور أن دينا بهذه الرفعة يعطي للرجل الحق بضرب زوجته لانها خالفته حتي وجدت رسالة قدمت لي تفسيرا رائعا رأيت فيه المعني الذي يتفق مع سمو الاسلام واعلائه لمكانة المرأة.. فكلمة »اضربوهن» التي جاءت بعد »الوعظ» ثم »الهجر في الفراش» لم يقصد بها المعني المعروف للضرب باليد أو بأي وسيلة أخري، وإنما بمعني المباعدة والانفصال والتجاهل.. أي الهجر خارج غرفة النوم.. والدليل جاء من القرآن نفسه خلافا للمعني المتداول لكلمة الضرب. والتي جعلناها مساوية لكلمة اللطم أو الصفع أو الوكز والركل.. فكلمة ضرب في اللغة العربية تعني التفريق والمباعدة مثل عبارة »ضرب الدهر بين القوم» أي انه فرق وباعد بينهم.. وعبارة »ضرب برأيه عرض الحائط» أي اهمله وتركه.. وعبارة »ضرب عنقه» أي فصلها عن جسده. وفي القرآن القول الفصل.. حيث يقول سبحانه: »للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض» أي المباعدة والسفر والهجرة.. وهكذا لا نجد لكلمة ضرب التي يحتج بها كل من تسول له نفسه ضرب زوجته بيده فيقول: هذا أمر الله، لنقول له إن الله لم يأمر - وحاشا لله أن يأمر - بضرب الرجل زوجته وإنما الآية تحض علي الهجر في المضجع والاعتزال في الفراش. فإن لم يكن هذا مجديا فالحل هو الضرب بمعني المباعدة والتجاهل. وهو أمضي وأقوي سلاح لتقويم النفس والأسرة.. وبصراحة لم استطع أن اتجاهل هذه الرسالة القيمة وقررت نشرها لعل من يطيع الله بضرب زوجته يرجع ويعتبر.