الصورة الذهنية للمريض النفسي التي يشارك الإعلام بقوة في تشكيلها تمثل واحدة من العقبات التي تعوق تلقي المرضي للعلاج, فكثير من المرضي يدفعون ثمن الصورة السلبية للمريض النفسي والتي تتسبب في ابتعادهم عن المجتمع, واعتبار هذا المرض »وصمة عار» يجب إخفاؤها, وبالتالي يعيش المريض النفسي عذابا مضاعفا, وربما تتدهور حالته المرضية نتيجة التأخر في تلقي العلاج, علي الرغم من تأكيدات كل الأطباء والمختصين أن المرض النفسي كالمرض الجسدي تماما يشفي بمجرد تشخيصه بدقة والحصول علي العلاج المناسب. الدراما التليفزيونية والأعمال السينمائية كانت ولا تزال في قفص الاتهام, حيث تلعب دورا كبيرا في تكريس الوصمة المجتمعية للمرضي. وهو ما أكده الدكتور محمود علم الدين الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة, وعضو الهيئة الوطنية للصحافة, والذي يشير إلي أن صورة المرضي النفسيين التي يتم تقديمها من خلال وسائل الإعلام عن طريق الدراما التليفزيونية والسينمائية هي السبب الرئيسي في تشويه صورة المريض , فتكون متفاوتة بين التشويه والمبالغة والتصوير الكاريكاتيري للمريض النفسي والتي تعطي إيحاء بأنه أقرب للشخص غير السوي والمختل عقليًا, فهناك دراما تتعامل مع الموضوع برشد وتقوم بالاعتماد علي مواد علمية ومستشارين نفسيين للفيلم أو المسلسل؛ للتدقيق في طبيعة الشخصية والحالة النفسية له. وأضاف أن المحتوي الذي تقوم وسائل الاعلام بتقديمه إذا صار في خط واحد وهو تقديم الجوانب السلبية فقط بدون الاشارة إلي أي بارقة أمل من الممكن أن يؤدي إلي زيادة المرضي النفسيين في مصر. صورة مشوهة وفي السياق ذاته أوضحت الدكتورة ليلي عبدالمجيد العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة, أنه من أحد أسباب سلبية الصورة الذهنية للمرضي النفسيين هي الثقافة السائدة في المجتمع فكان هناك العديد من المصريين يرون أن المرض النفسي غير أي مرض يُصاب به الانسان, ولكن هذه الصورة قلت نسبيًا في تلك الفترة لان هناك مجموعة من الناس أدركت أن المرض النفسي مثله مثل أي مرض آخر, ففي السينما وبعض الاعمال الدرامية كانت تقوم بتقديم صورة المريض النفسي بطريقة غير حقيقية وغير واقعية وهذا يعتبر عاملا من العوامل التي ساعدت علي تكوين صورة مرعبة عن المرض النفسي, وكأن الشخص المصاب بهذا المرض مجرم غير مسئول عن جريمته. وتشير د. ليلي عبدالمجيد إلي أنه كان هناك صورة للطبيب النفسي علي أساس أنه مختل عقليًا مثله مثل المرضي الذين يتلقون العلاج عنده, مؤكدة أن الصورة اختلفت لحد كبير ولكن ما زالت موجودة عند بعض القطاعات الموجودة في المجتمع.. فيجب علي وسائل التنشئة الاجتماعية ككل ومن بينها وسائل الإعلام أن تصحح صورة المريض النفسي والطبيب النفسي وتقوم بتوعية الناس بأن هذا المرض مثله مثل غيره من الأمراض.