48 عاما مرت علي رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، ومازال مكانه محفورا في القلوب.. 48 عاما مرت ومازال ناصر فصلا استثنائيا في تاريخ مصر، بل وفي تاريخ الأمة العربية كلها.. 48 عاما مرت ومازالت حدوتة جمال عبدالناصر تتوارثها الأجيال لتحكي عن أكبر مشروع للعدالة الاجتماعية عرفته مصر، مشروع للكرامة الوطنية والإنسانية، مشروع للحرية ورفض الوصاية علي مصر والمصريين، مشروع اقتصادي شعاره »نحن من نبني مستقبلنا بأيدينا».. ويبقي السد العالي وقناة السويس شاهدين علي قوة الزعيم الخالد في القلوب، وبالرغم من أن جمال عبدالناصر عاش بمقاييس الزمن حياة قصيرة، إلا أن السنوات ال18 من حكمه مثلث فصل استثنائي في المشهد المصري والتاريخ العربي كله. رسالة ناصر مازالت باقية حتي الآن، ومشروعه لم ينتهي بعد.. ولكن يبقي مشهد وداع الزعيم محفورا في ذاكرة المصريين بعد ان خرجت الملايين في مصر والوطن العربي في 28 سبتمبر 1970 لتقول لناصر: »الوداع يا جمال يا حبيب الملايين». شهد ضريح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أمس الجمعة، إقبالا كثيفا من المصريين، ومواطنين من بعض الدول العربية، كماحرص علي التواجد عدد كبير من كبار قادة الحركة الناصرية والسياسيين، وأبناء الرئيس الراحل، لإحياء الذكري 48 علي رحيله، رافعين أعلام مصر وصورا للزعيم الراحل ووضعوا أكاليل من الزهور أمام قبره.. ومن داخل ضريح الزعيم تقول سعدية محمد: كل عام أحضر الي الضريح في ذكري ميلاده ووفاته، معبرة عن حبها بحمل صورة الزعيم، وهي تقول: زعيم الفقراء الذي قضي علي الاستعمار والإقطاع ونشر مجانية التعليم لم يرحل فهو يعيش في قلوبنا. يقف امام الضريح حاملا لافتة مدون عليها »لم يرحل عبد الناصر فهو باق في قلوبنا» هذا هو حال أشرف راسي الذي قال افتقدنا الرئيس عبد الناصر رمز الكرامة والعزة داعم الوحدة الوطنية ومؤسس الجيش الوطني الذي ارهق الاعداء في حرب الاستنزاف، مضيفا انه حضر ليحي ذكري منصف الفلاحين بعد ان قضي علي الاقطاعيين. وبمناسبة الذكري ال»48» لوفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ناقش حفيده جمال خالد - في إحدي مكتبات القاهرة- كتابه »وثائق ناصر» الذي أرخ فيه لجده وجمع أهم الوثائق التي كتبها الزعيم علي مدي تاريخه ومنها: »يوميات حرب فلسطين، فلسفة الثورة، بيان 30 مارس، الميثاق الوطني». وقال جمال خالد، حفيد جمال عبد الناصر، إن أول نشر للكتاب كان في عام 2012، وأن فكرة الكتاب تكونت لديه بعدما وجد أن الوثائق التاريخية التي دونها الزعيم علي مدار أكثر من 20 عاما لم تعد متوفرة في السوق أمام الجمهور، لذا قرر جمعها في كتاب واحد لكي يصبح التراث الفكري الواسع الذي كتبه ناصر متاحا في صورته المتكاملة وبنظرة شاملة يستطيع من خلالها القارئ معرفة كيف تطور فكر جمال عبد الناصر خلال سنوات حياته، خاصة أن كثيرا من الناس يتحدثون عما استمعوا إليه عن عبد الناصر وهم لم يقرأوا لما كتبه بيديه. من جانبه، عبر د. مصطفي الفقي مدير مكتبة الإسكندرية ل»أخبار اليوم»، عن سعادته لحضوره حفل توقيع كتاب »وثائق ناصر» الذي يؤرخ من خلاله الحفيد لجده عن طريق الوثائق وما كتبه الأخير عن نفسه، في وقت يعد بالغ وشديد الأهمية بالنسبة للجيل الجديد من الشباب الذين لا يعرفون الكثير عن حقبة ناصر التاريخية الهامة. وأضاف الفقي، أن في حياة جميع زعماء التاريخ القديم والحديث جوانب خفية تتكشف مع الزمن. وفي أمسية مهيبة أقامت دار الاوبرا المصرية أول أمس ندوة تفاعلية بمناسبة الذكري الثامنة والأربعين لرحيل القائد المعلم جمال عبد الناصر، الذي رحل عن عالمنا 28 سبتمبر 1970، وبدأت الندوة بعرض فيلم تسجيلي بعنوان »عبد الناصر القائد والإنسان» ثم حوار مع نخبة من المفكرين المصريين والعرب وأدار الندوة الكاتب الصحفي محمد الشافعي. وكانت البداية مع كلمه لفرناندو سنيتور، القائم بأعمال سفير فنزويلا بمصر، والذي تقدم بخالص احترامه للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، قائلا إنه رحل عن عالمنا بجسده لكن أفكاره لا تزال موجودة، وأضاف أن الزعيم الراحل حارب من أجل استقلال شعبه، لذلك فهو لا يموت أبدا وهو مطبوعا في كياننا نسير علي نهجه وإنجازاته، كما قدم الشكر للشعب المصري وأبناء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ومنظمي الاحتفال وجميع الحاضرين. فيما قال المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إن مشروع والده عقب اندلاع ثورة 1952 وتوليه رئاسة الجمهورية بعد ذلك كان إنساني بحت وتأكد ذلك عقب ثورة 25 يناير 2011 التي سرقها أعداء جمال عبد الناصر من جماعة الإخوان الإرهابية، لكنها تجددت مره أخري في ثورة 30 يونيو وكأنه قادها من قبره، وأضاف عبد الحكيم أن الصورة الوحيدة في ميدان التحرير في ثورة يناير كانت صوره الراحل جمال عبد الناصر، وفي ثورة 30 يونيو ايضا وهذا دليل علي أن جمال ليس عنده خمسة أبناء فقط بل لديه ملايين من الشباب، وأكد أنه علي الرغم من أن الجيل الذي قاد ثورة 30 يونيو لم يشاهد جمال عبد الناصر لكنهم كانوا مؤمنين بمشروعه وأفكاره وأحلامه في التغيير. وأشار عبد الحكيم، إلي أن مشروع جمال عبد الناصر إهداء للشعب، فهو كان دائما قريبا من الهرم الاجتماعي، وكان ضد فكر الفقير يورث فقير والغني يورث للغني، وفي ختام كلمته وجه عبد الحكيم، رسالة لأعداء جمال عبد الناصر، قائلاً لهم »موتوا بغيظكم فعبد الناصر سيظل عايش بيننا واذهبوا أنتم في مزبلة التاريخ، وجمال عبد الناصر خلفه أمة عربية وليس مصريين فقط».