فلسفة جديدة في المناهج لتغيير شخصية الطالب وبناء الإنسان المصرى وزير التعليم : 18 كتابا للباقة الجديدة.. والامتحانات الكترونية للقضاء علي الدروس الخصوصية مصطلح »ثانوية التابلت» مضلل.. وتوزيع 750 ألف جهاز علي طلاب الصف الأول الثانوي ينطلق اليوم الحلم المصري الذي طال انتظاره.. حيث يبدأ 22 مليون طالب العام الدراسي الجديد.. والذي يشهد ولأول مرة نهضة شاملة وجذرية في العملية التعليمية في عدة مجالات تهدف للوصول بالنظام التعليمي إلي مستويات عالمية.. حيث يشهد العام الدراسي تطبيق النظام التعليمي الجديد علي 20 مليونا و500 ألف طالب من رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي والصف الأول الثانوي.. ويشهد العام الدراسي الحالي ظهور »التابلت» في العملية الدراسية والذي ينهي مأساة الدروس الخصوصية التي ترهق الأسر المصرية ويركز علي الفهم والإبداع وليس الحفظ. العام الدراسي الحالي يشهد أيضا دخول 34 مدرسة يابانية متطورة الخدمة بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتاح تلك المدارس الأسبوع الماضي وتضم في مرحلتها الأولي 13 ألف طالب وهي نقلة نوعية في التعليم. وشهدت العملية التعليمية مشاركة المجتمع المدني في إنشاء مدارس نموذجية لأول مرة في إطار مساهمات القطاع الخاص والمجتمع المدني في خطة النهوض بالتعليم. وكشفت وزارة التعليم أيضا عن تطوير وتحديث شامل في المناهج والكتاب المدرسي لإزالة الحشو ومساعدة الطلاب علي الإبداع وليس الحفظ. »أخبار اليوم» في السطور التالية تكشف عن أهم ملامح النظام الجديد للتعليم وكيف تحققت المعادلة الصعبة لإصلاح منظومة التعليم. أكد د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن الإصلاح الذي تقوم به الوزارة يرتكز علي إحداث تغيير جذري في نظام ومناهج التعليم كما حدث في الدول التي تقدمت وأحدثت طفرات في العملية التعليمية مثل سنغافورة واليابان وفنلندا موضحاً أن النموذج القديم يقدم مهارات لم تعد تصلح لهذا العصر. فلسفة جديدة وأضاف الوزير أن النظام الجديد للمناهج مبني علي فلسفة جديدة ومختلفة وسيبدأ تطبيقه من اليوم في الصفين الأول والثاني الابتدائي مشيراً إلي أن الوزارة سابقت الزمن في إعداد المناهج وتدريب المعلمين ووضع نظام للتقييم مؤكداً أن هذه المرحلة تاريخية في حياة الشعب والعملية التعليمية لما يحدث بها من تغيير في نظام التعليم وأن الدولة تحملت مبالغ مالية كبيرة لبناء الإنسان المصري. الباقة ودليل المعلم وأوضح أنه تم إعداد وتنفيذ 18 كتاباً لباقة التعليم الجديدة وهي دليل معلم لكل كتاب »لغة عربية ولغة انجليزية ورياضيات وتربية دينية» إلي جانب طباعة الكتب الأساسية لكل مرحلة باللغة العربية واللغة الإنجليزية مشيراً إلي أنه تم وضع المناهج بمعايير جودة عالمية وأنه لأول مرة تمتلك وزارة التربية والتعليم حقوق الملكية الفكرية الأمر الذي يعد إنجازاً كبيراً للوزارة. وأضاف: نعمل حاليا علي إعداد دليل لولي الأمر يستهدف فيه الامهات تحديداً ممن لديهن أبناء في هذه المراحل لكي يحدث التواصل الجيد مع أولياء الأمور. تدريب الكوادر وأشار الوزير إلي أنه تم تدريب كوادر المركز القومي للامتحانات والتقويم علي إعداد أسئلة رقمية في كل المواد تقيس الفهم، وهي أسئلة متنوعة وليست فقط اختيارا من متعدد أو نمط واحد من الأسئلة ويتم تأمين هذه الأسئلة علي »الحوسبة السحابية» إذ يتم إجراء امتحانات مرحلة الثانوية علي مستوي المدرسة وليس علي المستوي القومي، وتقوم كل مدرسة بوضع جدول الامتحانات الخاص بها في المواد المخلتفة موضحاً أنه يتم إرسال الأسئلة من »الحوسبة السحابية» للمدرسة ومنها إلي الطالب ثم إلي »الحوسبة السحابية» مرة أخري بعد إجابة الطالب عليها، وذلك بدون أي تدخل بشري كما تتم عملية التصحيح بشفافية دون معرفة المصححين لهوية الطالب. وأكد الوزير علي الدور المهم لمركز تطوير المناهج في تغيير المناهج المصرية بأيد مصرية تماثل المناهج العالمية وكذلك دور الأكاديمية المهنية للمعلمين وقيادات الوزارة والشركاء من داخل وخارج التعليم في إنجاز هذا المشروع العملاق الذي يتم في زمن قياسي بدعم كامل من الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنجاز هذا المشروع القومي علي أكمل وجه. المدارس اليابانية وتبدأ الدراسة اليوم في 34 مدرسة يابانية واعلنت وزارة التربية والتعليم دخول المدارس اليابانية رسميا الخدمة هذا العام، وذلك بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لها رسميا الاسبوع الماضي وانشاء هذه المدارس ياتي في اطار استراتيجية لإعادة صياغة التعليم المصري لبناء الشخصية المصرية. يبلغ عدد المدارس 34 مدرسة في 19 محافظة وعدد الطلاب المقبولين بلغ 13 ألفا و240 طالباً وذلك لمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي وإن عدد المعلمين في هذه المدارس 697 معلماً بالإضافة إلي المديرين والوكلاء والإداريين والمعاونين. وأكد وزيرالتربية والتعليم أن المدارس اليابانية التي تم إنشاؤها في مصر تعمل بنفس النمط الياباني مؤكداً أن وزارة التربية والتعليم تسابق الزمن لتحقيق الحلم لأبنائنا وأحفادنا في تعليم يليق بهم، مؤكداً حرص الوزارة علي أن يكون المتقدم لتلك المدارس ذا مهارة عالية وسلوك قويم حتي يتم البناء الجديد الذي يحدث في مصر وفق رؤية 2030 التي نعمل علي تحقيقها. مشيرا إلي أن هناك شركة تابعة للوزارة وليست شركة خاصة تتولي إدارة العمل في المدارس اليابانية بشكل غير تقليدي وتتعاقد مع المعلمين وفق نظام جديد يختلف عن نظام الوزارة في إدارة المدارس الأخري.. وتم الانتهاء من فرش الفصول بما يتناسب مع النظام التعليمي الجديد وتتم الدارسة وفق مجموعات عمل، وتم وضع مكتبات داخل الفصول ليقوم الطلاب بوضع الكتب بداخلها كما أن الواجبات الدراسية تتم داخل المدرسة مع المعلم ولن يضطر الطالب إلي حمل حقيبته كل يوم، كما تم تخصيص مقاعد للمعاقين وذلك للعمل علي دمجهم مع زملائهم. وأضاف أن العمل الجماعي والنظافة المستمرة ضمن أنشطة »التوكاتستو» التي تقوم عليها المدارس اليابانية، لذا فإنه يوجد أحواض داخلية بكل دور ومبني بتلك المدارس، كما يوجد داخل كل فصل سبورتان منهما سبورة مغناطيسية يوضع عليها الملصقات الخاصة بالعملية التعليمية، موضحا أن أهم ما يميز تلك المدارس هو المساحة إذ تصل المساحة المخصصة لكل طالب من 7 إلي 10 أمتار وهي بذلك تقترب من المساحات المخصصة لطلاب المدارس الدولية. تكنولوجيا حديثة وأكد محمد عمر نائب وزير التربية والتعليم لشؤون المعلمين حرص الوزارة علي إعادة شخصية المعلم المصري وتحسين صورته الذهنية كرمز يؤمن به الطلاب من خلال التدريب المستمر واستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الكتب التفاعلية ومصادر المعرفة موضحاً أنه تم تدريب 128 ألفا و596 معلماً في الصفوف الأولي علي السلوكيات المهنية للنظام التعليمي الجديد.. وأضاف أنه تم بناء قدرات المعلمين علي تنفيذ المنهج وتحقيق أهدافه واستخدام أساليب تقييم تتفق وفلسفة المنهج فضلاً عن بناء قدرات المعلمين علي اختيار واستخدام مواد تعليمية رقمية بحيث تمثل قيمة مضافة للتعلم داخل الفصل المدرسي. رفع كفاءة المعلمين وأكد احمد خيري المستشار الإعلامي لوزير التربية والتعليم أن المرحلة الأولي من تدريب المعلمين علي النظام الجديد بدأت في أول أغسطس الماضي وذلك بعد أن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مشروع التعليم الوطني خلال مؤتمر الشباب السنوي السادس ومنذ هذه اللحظة الوزارة تسابق الزمن لإحداث تغيير جذري في التعليم وتحقيق فكر عصري يقوم علي الإبداع والابتكار. وأوضح خيري أن سلسلة التدريبات التي تلقاها المعلمون أدت إلي رفع كفاءتهم وتحضيرهم للمرحلة الجديدة مؤكداً أن المعلمين هم العنصر الأساسي في تطوير العملية التعليمية فهم المسؤولون عن بناء شخصية الطالب داخل الفصول وتشجيعهم علي الابتكار ليصبحوا قادة المستقبل، وأشار إلي أن التدريبات رحلة مستمرة طوال العام الدراسي داخل المدارس وذلك لتدريب المعلمين علي فلسفة معينة وهي »الاستكشاف ثم التعلم ثم التطبيق» لتعبر عن أسلوب التعلم ويصاحبها كتاب ذو محتوي غزير ليكتسب الطلاب مهارات معينة تعمل علي ترسيخ القيم والأخلاق وتنمية حب الاطلاع والبعد عن الحفظ والتلقين. مهارات التطوير وأشار إلي أن التدريبات تضمنت التعريف برؤية التعليم والمهارات الحياتية وخصائص الطلاب ومحاور المحتوي متعدد التخصصات والدرس النموذجي والمراجعة التأملية ومهارات القراءة والكتابة باللغة العربية ومعايير الرياضيات ومهارات التطوير والاستيعاب وتواصل المعلم واستخدام المواد الرقمية وتخطيط الدرس. وأكد ياسر عبد العزيز رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي والمشرف علي التعليم الخاص والدولي أن المرحلة الأولي شملت تدريب ما يقرب من 500 مدرب من »مدرب رئيسي والمعلمين والمشرفين»، وأشار إلي أنه تم اختيارهم من أكثر من 10 آلاف معلم من جميع المحافظات قاموا بتقديم طلبات للوزارة ليكونوا ضمن المجموعة المختارة لتدريب المعلمين. ورش عمل وأوضح أنه تم تنظيم سلسلة من ورش عمل للتعريف بالنظام الجديد وأدوار المعلمين في تجارب عملية تؤهلهم لإدارة الفصل وشرح المناهج الجديدة وكيفية توجيه الطلاب للاعتماد علي الفهم والابتكار وتحفيزهم علي استكشاف المعرفة.. وأشار د. حسن فارس رئيس اللجنة التنفيذية العليا لمشروع التعلم في الصفوف الأولي أنه من خلال البرنامج التدريبي اتبع المتدربون تسلسل »اكتشف، تعلم، شارك» وذلك لتشجيع المعلمين علي الربط بين ما سبق فهمه واكتشاف أفكار جديدة من خلال التفاعل مع المحتوي وإطلاع المعلمين علي مفاهيم جديدة بطرق فعالة وجذابة وتعاونية بالإضافة إلي تمكين المعلمين من التعبير عما يعنيه هذا التعلم ومدي تأثيره علي ممارساتهم.