بالأمس القريب أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن أمله في ان تعترف أمريكا بالسيادة الاسرائيلية علي الجولان، وتلا ذلك إعلان واشنطن تخفيض تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »الاونروا» بمبلغ 300 مليون دولار ، ولأن الادارة الامريكية الحالية قد اتخذت من الخطوات الاستفزازية الكثير،فليس من المستغرب تحقيق أمل نتنياهو في الجولان التي احتلتها اسرائيل منذ عام 1967، وأن يتم تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بأيد أمريكية،.. وليس مستبعدا علي تلك الادارة الإقدام علي المزيد من هذه الخطوات المتطرفة المنتهكة للقرارات الدولية ،والتي وللأسف من الممكن ان تمر كما مر قبلها القرار الخطير الذي تحدت به امريكا المجتمع الدولي وقرارات الأممالمتحدة، والخاص بنقل سفارتها للقدس والاعتراف بها كعاصمة لاسرائيل، وذلك بالرغم من مخالفته لكافة الثوابت المتفق عليها بالنسبة لمفاوضات الوضع النهائي والتي تدخل فيها مسألتا القدس واللاجئين، جوهر الصراع العربي الاسرائيلي..ولاشك ان التطورات بالداخل الامريكي قد تدفع ادارة ترامب للمزيد من السياسات الهوجاء تجاهنا، إرضاء للوبي اليهودي الأمريكي، وخاصة بالنسبة للسيناريو الذي يجري الترتيب له بشكل متسارع لرسم واقع جديد للقضية الفلسطينية ، فوقف جزء كبير من التمويل الأمريكي، يعني تسييس منظمة اهدافها انسانية في المقام الاول، كما اكد المفوض العام للأونروا، خلال زيارته للقاهرة قبل أيام،سعيا للتغلب علي أزمة التمويل غير المسبوقة بها، والذي شدد علي ان ذلك الوضع سينال من قدرة الأونروا علي تقديم الخدمات الإنسانية ل 5٫4 مليون لاجئ فلسطيني.. أخيرا في ضوء تلك الخطوات الداعمة لمصلحة وأمن إسرائيل،وفي ظل ضعف التعاطي العربي مع مثل هذه التحديات والانشغال بالأزمات الداخلية، لا يمكن تصور الوصول لتسوية سياسية تحقق مصلحة الطرف الفلسطيني،فكل ما نراه في المستقبل المنظور تحركات »ترامبية» أحادية لدعم اسرائيل!