ربما كان الدكتور محمد معيط هو اقرب وزير مالية تولي هذا المنصب في الفترة الاخيرة الي الواقع الذي نعيشه .. فالرجل لم يغادر وزارة المالية منذ عهد الوزير الاسبق الدكتور يوسف بطرس غالي الا فترة قليلة ويعلم كل كبيرة وصغيرة عن الوزارة التي تعتبر الاهم في الفترة الحالية.. لأنها المسئولة عن كل مايخص تدبير المال لمصر.. للتعليم والصحة والاستيراد . ورواتب الشركات المتوقفة ..وكل ميزانية الدولة .. كان معيط الرجل الهادئ يعلم صعوبة المهمة والفترة العصيبة التي تمر بها مصر بعد سنوات من ترحيل المشكلة الي اننا شارفنا علي الافلاس.. نعم الافلاس.. خرجت الشركات العالمية من مصر بعد ان فقدت مقومات العمل.. وقدرتها علي تحويل ارباحها .. وكما قال معيط كنا نعاني حتي من توفير 15 مليون دولار لشراء الادوية.. الوضع الذي وصلت اليه مصر حتي 2014 كان شديد الصعوبة .. كان لابد من الاصلاح ووقف النزيف الذي كان علي حساب الاجيال القادمة .. فلم يكن امامنا الا الاختيار الصعب في سبيل توفير حياة كريمة للأجيال.. وفي اخبار اليوم شرفنا باستقبال الوزير الذي كان صريحا.. وادركت من كلماته وهو يجيب علي اسئلة رئيس التحرير الكاتب الصحفي عمرو الخياط والزميل العزيز احمد هاشم مدير التحرير ان معيط يهدف الي السير في اكثر من اتجاه في وقت واحد.. يستهدف خفض عجز الموازنه العامة .. وهو أمل ليس ببعيد بعد ان لاحت بوادره بتراجع العجز.. ويستهدف ايضا توفير جزء من الموازنه العامة لإصلاح اوضاع الموظفين ومساعدة محدودي الدخل .. كيف تفعل هذا وفي الوقت نفسه تسعي الي مواجهة الدين الكبير ..ودعم معدلات النمو .. ومحاولة دمج الاقتصاد غير الرسمي .. والبحث عن وسائل متطورة لدعم الحصيلة الضريبية .. وكذلك تقديم مبادرات جريئة للمستثمرين والمتعثرين ضريبيا؟.. هذا ما يفعله معيط بالفعل . وربما السر هو دعم الرئيس لمعيط اقتناعا بقدراته الحقيقية ورغبة معيط في خدمة وطنه .. واستطاعه وزير المالية ان يحوز دعم طارق عامر محافظ البنك المركزي لتكتمل منظومة ادارة السياسة المالية والنقدية.. وهذا ربما هو احد اسرار نجاح اي وزارة .. ولكن المهمة صعبة للغاية في ظل استمرار التحديات واخطرها الزيادة السكانية التي تبتلع اي معدلات للنمو .. ويبقي التحدي الاكبر هل نستطيع الحصول علي قواعد بيانات حقيقية تربط الدولة بكل انشطة التجارة والصناعة ؟.. ربما هذا هو احد التحديات التي يواجهها الدكتور محمد معيط ويسعي الي تجاوزها.