سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحمد الجروان أول رئيس للمجلس العالمي للتسامح: مصر تحارب الإرهاب باسم العالم وهي أكثر الدول الداعية للتعايش والسلام هدفنا إعلاء قيم التسامح والسلام ونتواصل مع كبري الجامعات لتعزيز هذه الثقافة
تبدو أهدافه أقرب إلي الأحلام من الواقع. فقد تم تأسيسه لينشر ثقافة السلام والتسامح في عالم مشحون بالتحديات والصراعات والعنف، بعد أن فشلت المساعي الدبلوماسية وغيرها في حل معظم الأزمات المشتعلة شرقاً وغرباً، المجلس العالمي للتسامح والسلام هل ينجح في إصلاح ما أفسدته الممارسات السياسية الخاطئة عبر سنوات طويلة؟ سؤال لا يمكن الإجابة عليه حالياً، خاصة أن المجلس لا يزال وليدا، لم يتجاوز عامه الأول، لهذا فهو في مرحلة التكوين وتأسيس دعائمه. في هذا الحوار نسعي للتعرف علي أهم ملامح المجلس، من أول رئيس منتخب له، وهو أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي سابقاً. بداية ماهي الرسالة والهدف الذي يسعي المجلس تحقيقها؟ وما الفكرة وراء إنشائه؟ المجلس هو منظومة عالمية أتت مع الظروف التي يمر بها العالم، خاصة أن التحديات الحالية تحتاج إلي منظومة بخلاف الدبلوماسية والسياسة، ومع التزام الدول بمواثيق واتفاقيات تحت مظلة القانون الدولي، جاءت فكرة المجلس الذي يهدف إلي رفع وإعلاء قيم التسامح والسلام بعيداً عن العرق والجنس والنوع واللون، ونبعت فكرته من قبل المجلس التأسيسي الذي يضم 9 أعضاء من مختلف دول العالم، يعتبرون نافذين في بلادهم ولديهم خلفية تعني بثقافة التسامح والسلام، منهم عضو بالكونجرس الأمريكي ود.مفيد شهاب من مصر وأعضاء من الأرجنتين وجزر القمر والإمارات والهند وأندونسيا وألبانيا ومالطا. تشكيل المجلس ماهو تشكيل المجلس؟ وكيف يتم انتخاب رئيسه؟ يتشكل المجلس من 4 منظومات داخلية، أولها المجلس التأسيسي ويضم الأعضاء الذين يقومون بانتخاب الرئيس ومساعدته في كافة التحركات، ثم المجلس الرئاسي ويضم الرئيس ومستشاريه بإدارته التنفيذية، أما المنظومة الثالثة فهي الجمعية العمومية للتسامح والسلام وتضم الجمعيات والمؤسسات الرسمية والجامعات ومراكز البحوث التي تعمل في هذا المجال والأشخاص الناشطين في مختلف الدول، وتجتمع الجمعية مرة كل عام وتذهب مخرجاتها للمنظومة الرابعة، وهي "البرلمان الدولي للتسامح والسلام " لينظر فيها ويتداولها، ويخرج بتوصيات تبعث للبرلمانات الوطنية بكل دولة والبرلمانات الاقليمية، لبحثها وأخذها في الإعتبار ومحاولة تطبيقها، ويتواصل البرلمان مع الأممالمتحدة والمجتمع الدولي من أجل محاولة نشر ثقافة التسامح والسلام.. أما رئاسة المجلس فتكون لمدة 5 سنوات، وقد بدأ عمله في 2 نوفمبر 2017. ثقافة التسامح وماهي الإضافة التي يمكن أن يقدمها في ظل وجود منظمات دولية تعمل في نفس السياق؟ البرلمان هو مؤسسة برلمانية تعني بالمنظومة التشريعية للمجلس، ويضم نخبة من البرلمانيين في مختلف دول العالم، ودوره الأساسي هو نشر ثقافة التسامح والسلام من خلال قراءة رؤية الدول المختلفة في نشر هذه الثقافة، وبحث كيفية دعمها وتطبيقها بين مكونات الشعب، بجانب وضع التشريعات داخل المجلس، وبعد إقرارها ترسل للبرلمانات الوطنية كتوصيات فقط وليست تشريعات نافذة. ولماذا تظل مجرد توصيات؟ - لأن ثقافة المجلس تقوم علي عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ولا نستطيع توجيه أي دولة لأننا نؤمن بأن لكل دولة سيادتها وخصوصيتها ودبلوماسيتها ولن نتعارض معها، ولكن إذا خرجت توصيات من البرلمان الدولي تدعم نشر ثقافة التسامح والسلام، وتم رفضها من قبل احدي الدول نحاول النقاش معها وإرشادها. آليات المجلس ما هي الآليات التي يستخدمها المجلس لتنفيذ أعماله؟ - آليات المجلس تعتمد علي عنصرين هما الأكاديمي والإعلامي، يضم العنصر الأكاديمي الجامعات والجمعيات والناشطين، ونبحث عادة عن الناشطين والمتميزين بهذا المجال في مختلف الدول، وذلك من خلال البرلمانيين الذين يشاركون في البرلمان الدولي، حيث يوجد العديد من المفكرين والباحثين الذين يمتلكون إمكانيات لكنهم يحتاجون الدعم، فيقوم المجلس بترجمة وطباعة كتبهم ودعوتهم لحضور مؤتمرات دولية لفتح نافذه أمامهم للتواجد علي الساحة الدولية مثل الفئة القادرة علي الانتشار والتواجد.. هذا بخلاف دعم الجمعيات التي تعمل في هذا المجال، وتفتقر للاكتفاء المادي لتفعيل نشاطها.. ومن جانب آخر يقوم المجلس حاليا بالتواصل مع الجامعات الكبيرة مثل السربون وغيرها لتصميم برنامج ماجستير ودكتوراه في التسامح والسلام، وسيتم تزكية بعض الطلبة المتميزين في جامعاتهم للحصول علي منح دراسية في هذا المجال، ومن الممكن أن يكون لهؤلاء الأشخاص شأن كبير بعد ذلك. أما بالنسبة للعنصر الإعلامي، فإنه يعد القافلة التي تحمل كل هذه الآليات والمخرجات للعالم، ولدينا إدارة إعلامية مقرها لبنان، وقررنا الانتشار من خلال مكاتب إقليمية للمجلس في الدول الكبري، وذلك لتعزيز شبكة التواصل من خلال تسليط الضوء علي الأنشطة وسبل التعاون مع مختلف الدول. أبرز الأعمال ما هي أبرز الأعمال التي قام بها المجلس حتي الآن؟ - يعتبر إنشاء المجلس وتشكيل أجهزته أبرز الأعمال، لأنه أنشئ في نوفمبر الماضي فقط، بجانب إطلاق البرلمان الدولي للتسامح والسلام الذي يترواح عدد أعضائه بين 40 و50 دولة. ما هي طموحاتك لزيادة فعالية ودور المجلس في توصيل رسالته؟ - نطمح لبناء قاعدة صلبة وقوية نستند إليها، لكي نستطيع الوقوف مستقبلا بجانب الدول الضعيفة المنهكة من الحروب، خاصة في ظل التحديات والإرهاب ووجود المؤيدين لثقافة التسامح، وأيضا المعارضين من أصحاب المصالح المادية وراء الصراعات.. وقد تواصلنا بالفعل مع أكثر من 60 دولة كلها تدعم الفكرة. ما هو دور المجلس في حل المشكلات الأساسية التي تهدد السلم في بعض مناطق العالم، ومنها القضية الفلسطينية علي سبيل المثال؟ - المجلس ليس له دور في حل أي قضايا سياسية مثل القضية الفلسطينية، ولا نريد أن يزايد علينا أحد ويقول إن المجلس تخلي عن أي قضايا، لأن مهمتنا الرئيسية هي أن نبني كيانا قويا حتي نستطيع دعم أي قضايا من خلال الدبلوماسية الدولية، كما أن هدفنا الأكبر هو بناء جيل يعمل علي التسامح والسلام. جيل جديد كيف يستطيع المجلس بناء جيل يؤمن بالتسامح والسلام؟ - أهم الأفكار لتنفيذ ذلك هي دعوة المتخصصين في العالم لتصميم مناهج دراسية تدعم ثقافة التسامح والسلام بداية من مرحلة الحضانة حتي الجامعة، وسوف تعرض هذه المناهج علي الجمعية العمومية والبرلمان وأصحاب الاختصاص، وبعد اتفاق الخبراء من مختلف دول العالم علي المناهج التي تتماشي مع كل مرحلة، ستقدم كهدايا للدول من خلال البرلمان الدولي الذي سيرسلها للبرلمانات الوطنية ومن ثم سيتم عرضها علي لجان شئون التعليم في برلمان كل دولة، وفي النهاية ستقوم الدول بتنفيذ الفكرة أو رفضها، وبالنسبة للدول التي ترغب في التطبيق وليس لديها الإمكانيات سنقوم بطباعة الكتب والمناهج وتقديمها لها كهدايا، لأن الهدف الأكبر هو نشر ثقافة التسامح والسلام. تمويل المجلس وما هي المصادر التي تقومون بتمويل هذه الأنشطة منها؟ - يتم تمويل المجلس بصفة عامة عبر أربعة مصادر، هي الإشتراكات والهبات والعطايا والرعايات والإدارة المالية التابعة لنا. في ظل عالم مليء بالصراعات الدولية، كيف يمكن للمجلس تحويل حلم السلام إلي حقيقة حتي لا يظل مجرد شعارات علي ورق؟ - لا نريد الخلط بين مهام المجلس واتجاهات الدول، فنحن لا نستطيع التدخل في سياسات الدول وتوجهاتها نحو دعم السلام، ولكن كل ما نستطيع فعله ونعمل علي تحقيقه هو تنفيذ مهمتنا النبيلة التي تتمثل في زرع ثقافة السلام في الأطفال والشباب مما سيؤدي إلي تحويل الحلم لحقيقة في المستقبل. الترويج للمجلس وما هي أهم النجاحات التي حققتموها في هذا المجال علي أرض الواقع؟ - بدأنا في الترويج للمجلس، وهناك من لديهم الرغبة في تعزيز قيم التسامح والسلام، وقد تواصلنا مع دول كثيرة انجذبت لرسالتنا، وهذا يعد أول إنجاز، بجانب مشاركة كبار البرلمانيين في البرلمان الدولي للتسامح والسلام، كما وقعنا اتفاقيات مع مالطا لإنشاء مقر المجلس مع الحصانات والامتيازات الدبلوماسية، بالإضافة إلي توقيع اتفاقيات مع الأممالمتحدة. هل هذه الجهود ستستطيع تحويل السلام لحقيقة وتساهم في تراجع الصراعات الدولية؟ - نحن إيجابيون ونحب الأمل ولن نسأل أنفسنا هل سنستطيع أم لا؟ بل سنعمل علي نشر رسالتنا الإيجابية في العالم، وبالفعل وجدنا الصدي الإيجابي بامتياز حتي الآن. بوابة رسمية ماهي أجندة المجلس المستقبلية؟ - نحن الآن في مرحلة التكوين ونشر هذه الثقافة، ونعمل علي فتح المجال للشاب والمرأة والطفل والدبلوماسي والسياسي الذي لديه طموح، فلكل دولة متحدثون رسميون وبرلمانيون ومؤسسات النفع العام، ولكن هناك الكثير من الطموحين لايستطيعون الانتساب إلي هذه المؤسسات، وسيكون المجلس بوابة رسمية مفتوحة لهم بدعم دولهم. تحارب الإرهاب مصر دولة مستقرة.. ما هي طبيعة عمل المجلس بها؟ - مصر دولة مستقرة إلي حد كبير، وهناك جهد واضح للحفاظ علي هذا الاستقرار، رغم التحديات الدولية ضدها، إلا أنها تحارب الإرهاب باسم العالم كله وليس باسم الأمة العربية والإسلامية فقط، وتستطيع مصر أن تلعب دوراً متميزاً في دعم المجلس، لأنها دولة لديها مقومات سياسية واقتصادية وعسكرية بجانب ثقلها في الوطن العربي والقارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، ونتطلع ان يكون أحد مكاتب المجلس الرئيسية أو المكتب الإقليمي للقارة الأفريقية متواجدا بها، أما بالنسبة للمجلس فقد يكون أحد الأدوات الإيجابية أو نافذة إضافية لمصر في العالم، لأن مصر داعية للسلام والتعايش من خلال أكثر من آلية مثل بيت العائلة والإنجازات التي قدمها الجيش المصري في سيناء وعلي الحدود من تصد للمتطرفين والإرهابيين.