الخبراء: كتائب إلكترونية تستهدف إحباط الرأي العام تدريب الإعلاميين واختيار الكفاءات أهم الحلول الكلمة أو المعلومة سلاح قوي يمكن أن يدمر أو يبني أي دولة مهما كانت قوتها، وفي عصر السوشيال ميديا وضعت الكتائب الإلكترونية الإرهابية أيديهم علي ذلك » السلاح الافتراضي» لمحاربة الدولة.. ففي كل معركة جديدة كانت كتائبهم تنتشر علي مواقع التواصل الاجتماعي كالمليشيات خلف »الكيبورد»، يقومون بدس الأكاذيب، لإضعاف معنويات الشعب وافقاد الثقة في رموزه وقياداته الذين رفضوا ان يكون المصريون لقمة سائغة امام شبح الشائعات. »الاخبار» رصدت احدث الشائعات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الاخيرة والتي هدفت لمهاجمة الدولة، ووجهت السؤال للخبراء والمتخصصين عن كيفية التغلب علي حروب الجيل الرابع والشائعات المنتشرة عبر السوشيال ميديا. كانت آخر الشائعات التي انتشرت تغيير صوت »سارينة الإسعاف» إلي صوت يردد »تحيا مصر» واللافت في الأمر أن تم تداول هذه الصورة بشكل كبير عبر مواقع الإخوان وصفحاتهم، ومن بعدها تداول الخبر المضروب الكثير من المنابر الإعلامية ليقعوا في فخ الكتائب الإلكترونية رغم الإنجازات المستمرة في القطاعات الطبية ، ولم تنته الأكاذيب التي تستخدمها الكتائب الإلكترونية الإرهابية عند هذا الحد فخرجت علينا شائعة جديدة أن »رغيف العيش» سيضاف إليه مادة تحد من الخصوبة لإيقاف الكثافة السكانية وذلك في محاولة من هذه الكتائب الإرهابية لإثارة الرأي العام ضد هذه القضايا التي تهم المواطن البسيط. مغلوطة ومغرضة وفي البداية أكد د. حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام الأسبق، أن مواقع التواصل الاجتماعي يعتبرها عدد ضخم من القراء والمتصفحين المصدر الأساسي لمعرفة الأخبار لكن بحسب الدراسات التي اجراها الباحثون في هذا الشأن فقد أثبتت أن معظم المعلومات علي هذه الوسائل إما مغلوطة أو مغرضة أو ناقصة وأن السبب وراء اعتماد عدد كبير من الجمهور عليها سرعة انتشارها وكذلك تدفق الأخبار عليها بشكل ضخم وسريع ولأكثر من مصدر. وأضاف مكاوي أن بعض الجماعات التكفيرية تستغل فكرة الكتائب الإلكترونية والتي تعتبر كارثة، وهي مجموعة من الحسابات الوهمية مغلوطة البيانات ويمتلك الشخص الواحد في الكتيبة عدد كبير من الحسابات والتي يروج من خلالها لخبر ما مغلوط او يخدم الجماعة التكفيرية او الارهابية المنتمي لها ثم يقوم ببقية الحسابات الاخري بالتأكيد علي الخبر ونشره في مجال أكبر وأوسع، حتي يبدأ الناس في تصديق الخبر ونشره ايضًا وذلك من أجل زعزعة الاستقرار والتأثير علي الدولة وعلي أمن المواطنين وخلق حالة من الجدل والبلبلة. وأوضح أن الإعلام يجب ان يكون له دور أقوي وأسبقية في نشر الأخبار بعد التحري منها ونشرها بدقة لأن ما يحدث الآن خطأ كبير بسبب أن وسائل التواصل الاجتماعي تسبق غالبا في نشر الاخبار وبالتالي تستقي وسائل الاعلام الاخبار من السوشيال ميديا. أما عن الحلول فأكد مكاوي أنه لابد من تصحيح الوضع في الإعلام وأن تكون السوشيال ميديا تابعة للاعلام وتنقل عن التلفاز والصحف وليس العكس وأنه يجب حدوث تطوير وطفرة من خلال تدريب الاعلاميين الجديد وتصحيح بعض المفاهيم واختيار الكوادر التي تتمتع بالكفاءة، وحتي يحدث هذا لابد من التأكد من صحة الأخبار المتواجدة علي السوشيال ميديا لأنها نادرا ما تكون صحيحة فهي غالبا ذات توجه او بها اخطاء قبل نشرها وتداولها تهديد كبير وتقول د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ان ترويج الشائعات من خلال السوشيال ميديا يمثل بالفعل تهديدا كبيرا علي الوطن، حيث تمتلك مصر 60% من الشباب بالاضافة إلي 30% من الأميين، ناهيك عن الجهل الثقافي الذي ترتفع نسبته من حين لآخر.. ولذلك لابد من مواجهة تلك الشائعات والحرب التي يتعرض لها الوطن باستخدام السوشيال ميديا من خلال تكوين جهات رسمية علي هذه المواقع للرد علي الشائعات المغرضة التي يتأثر بها بشدة بعض الفئات بالمجتمع، بل يساعدوا علي انتشارها أيضاً. وتشير خضر إلي ضرورة وجود وزارة للإعلام من شأنها وضع ضوابط وإلزامات تحد من هذه الظاهرة، وتتصدي لغيرها من الظواهر التي تهدف إلي زعزعة استقرار وامن الوطن باستخدام سلاح السوشيال ميديا، والإعلام. التحريض والقتل ويوضح د. أسامة مصطفي، خبير تكنولوجيا المعلومات، أنه يجب وجود توعية إعلامية لمواجهة الشائعات، إلي جانب وجود قانون جديد لترويج الشائعات من المنتظر تطبيقه، ولكن الدور الأهم لمواجهة الشائعات يقع علي عاتق مستخدمي السوشيال ميديا؛ لذلك يجب علي الإعلام توجيه مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للتأكد من مصدر أي خبر قبل نشره للتأكد من صحته وعدم نشر الشائعات. ويضيف أن الرقابة من مستخدمي السوشيال ميديا حيث يجب عليهم عند رؤية أي شائعة الإبلاغ علي الفور لاتخاذ الإجراءات القانونية، لأن بعض الشائعات تصل للتحريض علي القتل والإرهاب والفتنة في المجتمع إلي جانب تدمير بعض البيوت، والشائعات سلاح يهدم أو يبني أي دولة مهما كانت قوتها، ويكمل حديثه واشار إلي أن العقوبات في القانون الجديد تصل للسجن 10 سنوات والغرامة تصل لمليون جنيه كما شرح د.جمال فرويز» أخصائي علم نفس سياسي» والذي أكد أن للشائعات أنواعا واهدافا كثيرة ومتعددة الهدف منها الترويج والكسب المادي بنشر شائعات اختفاء السلع او غلاء الأسعار ولابد من أن القضاء علي هذه الظاهرة التي ترجعنا للوراء.