احدي جلسات المؤتمر أتفق المشاركون في الدورة 21 لمؤتمر الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والارشيف، والذي دارت مناقشاته حول مرافق المعلومات في العصر الرقمي وآفاق المستقبل، اتفقوا علي ضرورة توافر فهارس آلية موحدة متاحة علي الخط المباشر في جميع المكتبات، مع تحديث دليل المكتبات عبر تطبيقات الهواتف الذكية، ويصاحب ذلك إقامة دورات تدريبية للعاملين بمجال المكتبات علي الاستفادة من شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي افتتاحية المؤتمر، أشارت الدكتورة أماني مجاهد، رئيس مجلس ادارة الجمعية، وأستاذ المكتبات والمعلومات بآداب المنوفية، إلي الحرص علي ضرورة التعاون مع منظمة الافلا العالمية (الاتحاد الدولي لجمعيات مؤسسات المكتبات)، ذلك التعاون الذي أنتج مشروعا قمنا فيه بوضع احصاءات لعدد من المكتبات المصرية علي الخريطة العالمية للمكتبات، وعمل عدة ورش تدريبية لوضع رؤية عالمية للمكتبات ومشاركة المجتمع المصري في هذه الرؤية صنعا وتصويتا، إلي جانب دعم أهداف التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة والتي تشارك فيها مصر، ولفتت د. أماني إلي أن الجمعية مثلت مصر بالحضور في اجتماع الافلا مع أعضاء الأممالمتحدة في نيويورك 28/29 يونيو الماضي. وأكدت د. أماني أن الجمعية هي المظلة الشرعية الوحيدة التي تجمع المهنيين والمتخصصين، وأن الأمور لن تستقيم إلا من خلال مجتمع معلوماتي ومكتبي وأرشيفي يؤمن بدور الجمعية الفعال، ويقف بشكل ايجابي مع هذه الموسسة لكي ترتفع وتستقر وترتقي بكل أعضائها. دارت فعاليات المؤتمر بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية، التي استضافتها في مبناها بمدينة الفسطاط، وفي كلمة أكد الدكتور هشام عزمي، رئيس مجلس ادارة دار الكتب، ان لمرافق المعلومات علي اختلاف أنواعها دور محوري في اطار المنظومة الثقافية في نشر الثقافة وتنمية العقل، وان المصري القديم كان أول من اهتم بحفظ الوثائق بغرض الرجوع إليها للحصول علي المعلومات. وأضاف ان دار الكتب، هي واحدة من أهم مرافق المعلومات في العالم بأسره، مشيرا إلي أهمية الرقمنة كآلية وصول إلي المحتوي، وأن تبادل المحتوي الرقمي لابد أن يتم وفق الضوابط والتدابير الفنية والقانونية وأختتم عزمي كلمته بالدعوة إلي بذل مزيد من الجهد في تأهيل أخصائي المعلومات وبناء كوادر مؤهلة للتعامل مع كافة معطيات العصر الرقمي ومتغيراته. وقد جرت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وسط حضور ضم كلا من السفير رضا الطايفي مدير صندوق مكتبات مصر، والدكتور محمد عمر نائب وزير التربية والتعليم والدكتور أحمد الشوكي الرئيس السابق لمجلس ادارة دار الكتب والوثائق القومية، والدكتور خالد الحلبي، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات. ثمة أوراق بحثية هامة، شهدتها وقائع المؤتمر، من بينها دراسة حول شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في تطوير خدمات المعلومات بمكتبات قصور الثقافة بمحافظة الاسكندرية، قدمتها د.أسماء حسين، وفيها حاولت الباحثة التعرف علي دور شبكات التواصل الاجتماعي في تطوير الخدمات التي تقدمها المكتبات العامة التابعة لهيئة قصور الثقافة، باعتبارها مكتبات عامة تحتاج إلي أن تكون متواجدة بخدماتها أينما يكون المستفيد، وفي أي وقت يشاء، ومتاحة عبر مواقعها الالكترونية. كما عرضت د. أسماء صلاح دراسة حالة عن سفارة المعرفة بجامعة المنوفية وفيها أوضحت أن سفارات المعرفة تعد أحد مرافق المعلومات المهمة في المجتمع التي تهدف إلي نشر المعرفة من خلال تقديم العديد من الخدمات والأنشطة، ومساعدة الطلبة والباحثين في الحصول علي المعلومات والبحث في قواعد البيانات، كما تحرص علي تنظيم العديد من الندوات وورش العمل، كما تهدف الدراسة إلي دراسة سفارة المعرفة بجامعة المنوفية والتي تعد أحد المراكز الفرعية لمكتبة الاسكندرية. ومن جانبه تناول السعيد عزت جمعة خالد (البحرين)، معوقات استخدام تطبيقات الجيل الثاني للويب في المكتبات المدرسية، فقال: مع ظهور الجيل الثاني للويب (web 2.0) بدأت المكتبات المدرسية حول العالم تتخذ من تطبيقات هذا الجيل وسيلة لتفعيل دورها وتقديم خدمات المكتبة بطرق وأشكال مختلفة، فبعد أن كانت المكتبة تتاح للطلاب وقت الدوام المدرسي وفي برامج الأنشطة الصيفية فقط، أصبحت تتيح العديد من خدماتها للطالب علي مدار الساعة، مضيفا لم تتوقف تطبيقات الجيل الثاني للويب علي تقديم الخدمات المكتبية، واتاحة مصادر المعلومات فقط، بل أصبحت تطبيقاته تتيح للطلاب التواصل مع بعضهم البعض أو مع أخصائي المكتبة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل Instagram, Facebook، أو من خلال الشبكات الاجتماعية الداخلية التي تجمع بين التواصل الاجتماعي والتعليم الافتراضي.. ومع التطور التكنولوجي وانتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تحظي بهوس الطلاب والناشئة كان علي المكتبات المدرسية توظيف خدماتها من خلال تطبيقات الويب حتي تناسب العصر الحالي وتلبي احتياجات الطالب بالطريقة التي يميل إليها. ومن بين الأوراق البحثية الهامة في المؤتمر دراسة عن المستودع الرقمي المؤسسي لجامعة نايف العربية للعلوم الآنية، قدمها الدكتور السيد النشار، (جامعة الاسكندرية)، وفيها أوضح أن المستودعات المؤسسائية هي أحد أهم أنواع المستودعات الرقمية، تنشئها الجامعات أو المؤسسات البحثية بغرض جمع الانتاج الفكري لمنسوبيها وحفظه في شكل رقمي واتاحته للمستفيدين وفق مبادرات الوصول الحر دون قيود، وهي تضم أنواعا متعددة من الكيانات الرقمية سواء المنتجة أصلا في شكل رقمي، أو التي تم تحويلها إلي الشكل الرقمي، مثل الكتب ومقالات الدوريات والرسائل الجامعية ووثائق المؤتمرات والتقارير والمواد التعليمية وغيرها من الكيانات اهتمت الجامعات بحفظ هذه الكيانات الرقمية واتاحتها ودعم الوصول الحر إليها بهدف الاتصال العلمي، وتحفيز النشر الالكتروني، وادارة مواردها المعرفية، لذا اهتمت الجامعات في السنوات الأخيرة بانشاء مستودعات لرصيدها الفكري، وقد بلغ عدد مستودعات الجامعات العربية في يناير 2018، 49 مستودعا. وعن دور المكتبات الأكاديمية في دعم البحث العلمي الرقمي، تحدثت د.جيهان محمود (جامعة الاسكندرية)، فأكدت أن أبعاد البحث العلمي الرقمي تتمثل في أربعة عناصر أساسية هي: الاكتشاف، التكامل، التطبيق والمشاركة، والتدريس، وأنه لايمكن أن تتحقق هذه الأبعاد علي النحو المطلوب بالاعتماد علي الوسائل والأساليب التقليدية للبحث العلمي، حيث ان استخدام التكنولوجيا الرقمية أصبح أمرا حتميا لاغني عنه في الوقت الحاضر، وتواجه المكتبات الأكاديمية تحديات كبيرة إزاء هذه القضية، حيث إنها ينبغي أن تكون مؤهلة تماما لدعم البحث العلمي الرقمي الذي هو في مقدمة الوظائف المنوطة بها. واختصت د. حياة بن مخلوف (الجزائر) المؤتمر بدراسة حول مشروع رقمنة الوثائق الأرشيفية (مصلحة أرشيف ولاية قسنطينة نموذجا) فأوضحت أن الأرشيف ذاكرة الأمم ومرجعيتها، وقد رافق منذ ظهوره تطورات مع التجارب الانسانية خصوصا ما تعلق بالتدوين والتوثيق كما شهد نقلة نوعية بعد الثورة الفرنسية، تجسدت في انشاء مركز وطني خاص بحفظه مع اصدار قانون له. جميع دول العالم كانت مسايرة للدولة الفرنسية، وقامت بتأسيس مركز لحفظ أرشيفها، منها الجزائر التي أسست مركز أرشيف وطني بالاضافة إلي مراكز تقع علي مستوي كل ولاية تحفظ أرشيفها ومع العصر الحالي وما قدمته التكنولوجيا من تقنيات حديثة أهمها تقنية الرقمنة، بادرت مراكز ومصالح الأرشيف إلي تبني وتجسيد مشروعات الرقمنة لأرصدتها الوثائقية. وعن كيفية استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في تقديم الخدمات المرجعية بالمكتبات الرقمية المصرية، استعرضت الباحثة رنا محمود عامر آداب ، الاسكندرية دراسة لها اعتمدت فيها علي مقارنة واجراء الخدمة المرجعية باستخدام الواتس آب والمسنجر والفايبر في بعض المكتبات الرقمية المصرية (مكتبة كلية طب جامعة الاسكندرية) لمعرفة أوجه الافادة والوقوف علي سلبيات الاستخدام. وتوصلت في نتائجها باستخدام برنامج الواتس آب والمسنجر والفايبر إلي أن الهواتف المحمولة من خلال ما تملكه من تقنيات أو ما تقدمه من خدمات يمكن أن تعطي فرصاً جديدة لأداء الخدمة المكتبية بشكل أفضل وأكثر كفاءة، منها توفير الكثير من الوقت والجهد للأخصائي، الفورية في ارسال المعلومات، خلق نوع من التواصل بين المكتبة والمستفيدين.