لجنة مركزية لمتابعة توجيهات الرئيس بإنهاء قوائم الانتظار بالمستشفيات

وزراء سابقون: المشروع القومي للتأمين الصحي حلم تحقق
خبراء : إصلاح حقيقي لمنظومة الصحة في مصر
أعلنت وزارة الصحة تشكيل لجنة مركزية لمتابعة توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالقضاء علي قوائم الانتظار بشكل يومي. ولجنة أخري للتنسيق مع التعليم العالي، وثالثة للميكنة، وأخري للاشراف الفني، بالإضافة إلي تشكيل لجان فرعية تشمل كل التخصصات في العمليات الجراحية التي تعاني من قوائم الانتظار، لحصرها وتوزيعها علي المستشفيات الأخري مع متابعة مستمرة من قبل د. هالة زايد وزيرة الصحة والسكان.
من جانب آخر اعتبر وزراء صحة سابقون وعدد من الخبراء أن اطلاق المرحلة الأولي من المشروع القومي للتأمين الصحي حلم لم يتحقق من قبل، وأشادوا بتبني الرئيس السيسي له لانه يوفر رعاية صحية شاملة ذات جودة عالية لكل المواطنين. وأضافوا أنه يمثل اصلاحا حقيقيا لمنظومة الصحة في مصر، وأن محاوره الثمانية ضرورية لأي منظومة صحية متكاملة وشاملة في أي دولة.
برنامج قومي
وأكدت د. مها الرباط وزيرة الصحة الأسبق أن مشروع التأمين الصحي الاجتماعي برنامج قومي، يتم حاليا اتخاذ خطوات جدية وصحيحة لتنفيذه، ويعد مخرجًا لإصلاح النظام الصحي في مصر من خلال التغطية الصحية الشاملة لكل المواطنين المصريين وهذا لم يحدث من قبل.
وأوضحت أن النتائج الصحية في مصر تشهد تحسنا، لكن هناك تفاوتا في هذه النتائج حسب الأماكن الجغرافية، وبعض الفئات لا تزال الأوضاع الصحية الخاصة بها تحتاج إلي تحسن.
وأشارت إلي أن المشروع القومي يتميز بالمساواة والعدالة في حصول المواطن علي الخدمة الصحية، ويعد مخرجا من المشكلة الحالية المتمثلة في سوء تقديم الخدمات الصحية، بتقديم خدمات صحية ذات جودة.
وأوضحت أن المشروع يهدف الي اصلاح المنظومة الصحية وتقويتها وتغطية كل الاحتياجات الصحية للمواطنين وليس الطبية فقط، بحيث يتم ادراج مفهوم الصحة العامة لدي الافراد لتجنب الأمراض والوقاية منها والارتقاء بالمستوي الصحي للمواطن.
وأشارت إلي أن القضاء علي قوائم انتظار العمليات الجراحية وتخصيص مستشفيات نموذجية تعد مدخلا لإصلاح منظومة الصحة في مصر، ويكون العمل في كل المحاور في نفس الوقت، بدءا بتطبيق النظام الجديد في محافظة بورسعيد، في الوقت الذي ينبغي ان يتم اعداد باقي المستسفيات في المحافظات الاخري، ووضع اللوائح التنفيذية للهيئات الثلاث وتوفير التمويل وضمان استدامته حتي يتم تقديمه علي كافة المستويات.
وأضافت أن المشروع يتضمن التدريب المستمر للاطباء وتوفير المستلزمات الطبية واعداد باقي المحافظات لتطبيق القانون، وقالت: لكي يتم انهاء قوائم الانتظار في المستشفيات لابد من تحديد اسباب وجود هذه القوائم، هل سبب ذلك نقص الأماكن أم نقص المستلزمات الطبية أم الكوادر البشرية؟ وبعد تحديد ذلك يتم التعامل مع الأمر وتحديد كل القطاعات التي تقدم الخدمة الطبية وتوفير التمويل لكي يتم القضاء علي هذه القوائم والتوسع في منافذ تقديم الخدمة الطبية. وطالبت بأن تكون هناك رؤية شاملة في إطار الاصلاح لمنظومة الصحة.
مسح طبي
وشدد علي ضرورة وضع برامج للارتقاء بالصحة والمسح الطبي للمواطنين وكيفية علاج هذه الأمراض ضمن برنامج يكون أولوياته الرعاية الصحية الاساسية التي يقدم فيها 80% من الخدمات الصحية وبدونها لن يتم اصلاح منظومة الصحة.
وأكدت أن الغرض من المستشفيات النموذجية هي أن تكون أماكن احالة للمريض في المراحل الأخيرة، وتقدم فيها كل الخدمات اللازمة علي اعلي مستوي وعددها يرتبط باحتياجات السكان.
وأضافت أن تحديد 47 مستشفي علي مستوي المحافظات لتحويلها إلي مستشفيات نموذجية تعد نقطة انطلاق، علي ان يتم زيادة عددها لتقديم الرعاية الصحية الكاملة للمواطنين، وتدريب الكوادر البشرية.
وأشارت الرباط إلي أن كل المحاور التي تضمنها المشروع القومي للتأمين الصحي لازمة لأي منظومة صحية متكاملة وشاملة، فمصر اصبحت الرائدة في علاج فيروس سي علي مستوي العالم، لكن لابد من الوقاية منه بالتوازي مع العلاج.
واعتبر د. عادل عدوي وزير الصحة الأسبق المشروع القومي للتأمين الصحي بمحاوره الثمانية، حلما وطموحا لأي مواطن مصري، فقد شهد عصر الرئيس السيسي اهتماما بالمرضي خاصة المصابين بفيروس سي، والإنتاج المصري للدواء المعالج للفيروس، بأسعار مخفضة.
وأشار عدوي إلي أن علاج فيروس سي بدءا من 2015 كان يعكس توجه القيادة السياسية، وبعد النجاح الهائل في ذلك، وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي في مخطط الولاية الثانية الصحة والتعليم كاولويات رئيسية لإحداث طفرة في هذين القطاعين علي ارض الواقع.
وأوضح أن الرئيس وضع المشكلات الملحة في قطاع الصحة علي قائمة أولوياته، ومنها قوائم الانتظار التي تشمل عمليات القلب والدعامات والقسطرة وزراعة الاعضاء والمخ والأعصاب، وأكد عدوي أن أسباب هذه القوائم زيادة الاعداد وعدم كفاية المنشآت الطبية ونقص المستلزمات والادوية ووجه بتشكيل فريق من الورزات لعلاج مشكلة قوائم الانتظار من جذورها.
وأوضح أن الرئيس وجه بالقضاء علي هذه القوائم في غضون ستة اشهر، والقضاء علي هذه القوائم تحدث طفرة في مستوي رضاء المواطن.
وأكد أن توجيهات رئيس الجمهورية لموضوعات ملحة وعاجلة رسالة واضحة للمجتمع أن الصحة في بؤرة الاهتمام.
وطالب بوجود مستشفي نموذجي في كل محافظة يكون مميكنا ومجهزا وشاملا لكل التخصصات الطبية ويقدم خدمة ثلاثية ويقدر علي تدريب الكوادر البشرية، ويحد من لجوء المريض إلي العاصمة للعلاج.
وأشار إلي أن هذه المحاور تسير جنبا إلي جنب مع نظام التأمين الصحي الشامل ولابد من رفع كفاءة المستشفيات التأمين الصحي في المحافظات ليشعر المواطن بطفرة في الخدمة الصحية المقدمة.
وأكد أن التطوير الذي يشهده قطاع الصحة يلزمه فرق عمل تعمل كخلية نحل لتحقيق هذه الحلم بمشاركة من كل قطاعات الدولة والعمل مع المستشفيات الجامعية التي تشكل تمتلك القدرات البشرية. وأبدي استعداده للمساعدة في أي وقت لتحقيق هذه المشروعات خاصة أنه كان مسئولا عن ملف الصحة منذ 3 أعوام.
وأكد د. فتحي خضير عميد كلية الطب بجامعة القاهرة ان الاجراءات التي اتخذها الرئيس ضمن المشروع القومي للتأمين الصحي تعد اجراءات »ممتازة وهائلة»‬ تحقق ما نص عليه الدستور المصري من توفير الرعاية الصحية للمواطنين. وأضاف أن مستشفيات القصر العيني ليس لديها قوائم انتظار إلا بأقسام الأطفال بمستشفيات ابوالريش.
وأشار إلي أن المستشفي سيستقبل أي مرضي لاجراء عملياتهم للعلاج في القصر العيني ويتم التعاون مع وزارة الصحة لاجراء العمليات في القصر العيني علي ان تقوم الصحة بتمويل المستلزمات الطبية.
وأشار إلي أن هذا التعاون بين المستشفيات المصرية للقضاء علي القوائم الانتظار من خلال الربط الإلكتروني بينها سيقضي علي القوائم نهائيا. واعتبر مشروع التأمين الصحي انجاز قومي.
وأوضح أن مشروع المستشفيات النموذجية اجراء مطلوب بحيث تكون في كل المحافظات من أجل خدمة المريض المصري.
قوائم الانتظار
وأكد د. علاء غنام عضو اللجنة المختصة بوضع مشروع قانون التأمين الصحي الشامل أن تطوير المستشفيات النموذجية والقضاء علي قوائم الانتظار يعد خطا موازيا لتطبيق نظام التأمين الصحي بدءا ببورسعيد والمحور العاجل لخدمة المريض المصري.
وقال إن تطبيق قانون التأمين يعد محورا استراتيجيا، يوازيه محور اخر هو تحسين أداء المنظومة الحالية من خلال القضاء علي قوائم الانتظار وتطوير المستشفيات النموذجية ولابد من العمل علي المحورين.
وطالب بضرورة جدولة قوائم الانتظار في عمليات القلب واجرائها بسرعة لأنها منقذة للحياة، واستكمال المستلزمات والادوية، وكل هذا يصب في محور استراتيجي وهو تطبيق التأمين الصحي الشامل.
وأشار إلي انه ينبغي العمل علي تطوير المستشفيات في كل المحافظات سواء جامعية أو تابعة للصحة وهي خطوات مرحلية لتطبيق التأمين الصحي في المستقبل.
وأكد د. محمد فوزي، أمين عام مساعد هيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية بوزارة الصحة، أن الهيئة وضعت خطة للقضاء علي قوائم الانتظار في مستشفياتها في اقرب وقت ممكن.
وأضاف أن الخطة تضمنت الاستخدام الأمثل للإمكانيات الموجودة، والقوي البشرية، وتم زيادة عدد العمليات الجراحية اليومية بمستشفيات الهيئة بنسبة 30٪، للقضاء علي قوائم الانتظار، حيث يتوقع القضاء علي قوائم انتظار مفاصل الركب خلال أسبوعين أو ثلاثة في أقصي وقت، وقسطرة القلب والقلب المفتوح ما بين 30 إلي 45 يوما.
مستشفيات الهيئة
وأوضح أنه تم توفير المستلزمات الطبية، وزيادة عدد قسطرة القلب في كل وحدة ل 12 حالة يوميا، منها 8 عمليات تشخيصية، و4 علاجية.
كما تضمنت الخطة إعادة توزيع المرضي بين مستشفيات الهيئة، وذلك بحسب الإمكانيات الموجودة بكل مستشفي وعدد الحالات.
ووصف د. عصام رمضان، خبير الشئون الصحية بالجمعية المصرية للأمم المتحدة، الاجراءت التي تضمنها المشروع القومي بأنها قيمة وايجابية.
وأضاف أن متابعة الرئيس لتنفيذ المشروع بنفسه ستنتهي لعمل غير مسبوق في تاريخ القطاع الصحي بمصر.
وأوضح أن القضاء علي قوائم الانتظار في التدخلات الجراحية المتقدمة يعد حلما سيتحقق بدعم من الرئيس السيسي.
وتتضمن محاور المرحلة الاولي من المشروع القومي القضاء علي قوائم الانتظار لمرضي الجراحات الحرجة والتدخلات المتقدمة خلال 6 اشهر، بدعم مليار جنيه من البنك المركزي، بالإضافة إلي دعم من جمعيات الاورمان ومصر الخير، وبيت الزكاة والصدقات للقضاء علي تلك القوائم.