القادة والزعماء المشاركون في قمة الاتحاد الأفريقى فى نواكشوط »صورة من أ ف ب« استحوذت قضية الأمن في منطقة الساحل والخلافات الافريقية واللاجئين علي مناقشات اليوم الأخير من قمة الاتحاد الافريقي أمس، بعدما حذرت موريتانيا من اخفاق الامن الاقليمي في مواجهة العنف الارهابي بينما استهدف جنود فرنسيون بهجوم جديد في مالي. وأدي الهجوم علي دورية فرنسية في شمال مالي أمس الاول إلي مقتل اربعة مدنيين وجرح اكثر من عشرين شخصا بينهم اربعة جنود فرنسيين، حسبما ذكر مسؤولون ماليون وفرنسيون وهو ما جدد النقاش حول الامن في الساحل الافريقي. واجتمع قادة دول قوة الساحل -- مالي وبوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر وتشاد أمس الاول عل هامش قمة الاتحاد الافريقي للاعداد لمحادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.ومن جهته، اكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الذي تستضيف بلاده القمة، ان التفجير الذي استهدف قوة الساحل »ضرب قلب» امن المنطقة، وانتقد ضعف المساعدة الدولية. قال ولد عبد العزيز انها »كانت رسالة ارسلها الارهابيون في هذا الوقت بالتحديد بينما نقوم بتنظيم صفوفنا من اجل احلال الاستقرار والامن في منطقتنا». واضاف ان الهجوم بسبب ثغرات عديدة نحتاج إلي سدها إذا كنا نريد جلب الاستقرار إلي منطقة الساحل». ويفترض ان يبلغ عديد قوة مجموعة الساحل خمسة آلاف عسكري من الدول الخمس، لكنها تحتاج إلي تمويل. وهي تعمل إلي جانب اربعة آلاف جندي تنشرهم فرنسا في منطقة »الحدود الثلاثية» المضطربة التي تلتقي فيها مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وكذلك بعثة الامم التحدة لحفظ السلام في مالي التي تضم 12 الف رجل. وقال ولد عبد العزيز ان قوة مجموعة الساحل »مبادرة سيادية» لدول الساحل لا تتصدي للمشاكل الامنية وحدها، بل للجفاف والفقر والبطالة والتهريب. واضاف »لسنا راضين اطلاقا عن حجم الدعم الذي نتلقاه ونشعر ايضا بان ابواب الاممالمتحدة مغلقة». جاءت تصريحات ولد عبد العزيز قبل بدء قادة الاتحاد الافريقي في مناقشة وقف اطلاق النار في الحرب الاهلية في جنوب السودان والتفاهم بين اريتريا واثيوبيا اللتين ساد التوتر العلاقات بينهما لعقود. استمع المشاركون في القمة إلي تقرير قدمه رئيس جمهورية سيراليون »جيوليوس مادا بيو» حول وضعية الأمن والسلم في القارة الإفريقية وبؤر التوتر خصوصا في جنوب السودان والكونغو الديمقراطية وليبيا ووسط إفريقيا ومالي والساحل. وتضمن التقرير تصورا حول الإجراءات التي ينبغي اتخاذ النزع فتيل الأزمات وتخفيف التوتر في هذه المناطق سبيلا لتكريس الديمقراطية ووضع قواعد تنمية مستديمة تسكت أصوات المدافع وتبعث الأمل في صفوف السكان عبر خلق مزيد من فرص العمل وإرساء العدالة وإشراك الشباب والقوي الحية لبنا.