حجرة دفن توت عنخ آمون أُطلق هذا الاسم علي الحجرة التي تقع إلي الشمال من حجرة الدفن، وأعتقد أن سبب التسمية بحجرة الكنز يعود إلي وجود آثار هي في الحقيقة كنوز هامة جداً داخل هذه الحجرة منها علي سبيل المثال»مقصورة أنوبيس»، وغيرها من القطع الأثرية المهمة. قد دخل لصوص الجبانة هذه الحجرة واضطروا إلي أن ينحشروا حول المقصورة في حجرة الدفن ليجدوا مدخلاً لها، وكان مدخل هذه الحجرة محروسا بتمثالين بالحجم الطبيعي للإله »أنوبيس» بهيئة ابن »آوي»يرقد فوق مقصورة، وكان يوجد تجاه الحائط الشمالي من الحجرة مقصورة مربعة من الخشب المطلي بالذهب، ويوجد علي جوانبها الأربعة تماثيل للحماية وهما الإلهات »إيزيس»وأختها »نفتيس»و»سلكت»و»نيت»وهن معروفات بإلهات الحماية لأنهن يحمين المتوفي في العالم الآخر، والمقصورة منقوشة بنقوش بديعة مذهبة؛ ويوجد في داخلها صندوق الأواني الكانوبية المصنوع من المرمر الجميل الذي أحضره المصري القديم من محاجر الألباستر بحاتنوب بالقرب من تل العمارنة بالمنيا. وقد شكلت الأربع سدادات الخاصة بالصندوق بهيئة رأس الملك توت عنخ آمون مرتدياً غطاء الرأس المعروف باسم النمس. وعثرداخل الأقسام الأربعة لصنوف الأواني الكانوبية تابوت صغير مذهب يحتوي علي جزء من أحشاء الملك ملفوفة بعناية. وعثر المنقبون داخل حجرة الكنز أيضاً علي صف من الصناديق العاجية والخشبية، وقد كانت هذه الصناديق خاصة بالمجوهرات الخاصة بالملك، حيث عثر علي العديد من المجوهرات ملقاة علي الأرض، وهذا يشير إلي أن اللصوص كانوا يعرفون أن هذه الصناديق داخلها نفائس وذهب وفضة؛ لذلك فقد فتحوها وعندما سمعوا دبيب أرجل بوليس الجبانة القواما بأيديهم من المجوهرات علي الأرض وفروا هاربين. وكان يوجد في الجانب الآخر من حجرة الكنز عدد من المقاصير والتي كان يوجد بداخلها تماثيل من الخشب للملك »توت عنخ آمون»، بالإضافة إلي عدد من الآلهة الأخري، وقد مثلت ثلاثاً من أجمل الأشكال: »توت عنخ آمون بنفسه، أحدهما يمشي وممسكاً بعصا، وأخر راكباً فوق ظهر فهد، وفي الثالث راكباً علي مركب صغير وممسكاً برمح»، وقد وضعت الكثير من نماذج لقوارب أعلي صناديق ومقاصير الملك؛ ولذلك فقد عثر علي أكثر من ثلاثين مركبا وقاربا.. وفي إحدي زوايا الحجرة عثر علي عربتين أخريين متشابكتين وعرفهما كارتر بأنهما عربتا صيد، والسبب في ذلك هو العثور علي مناظر للصيد ممثلة عليهما. أما أهم ما عثر عليه داخل الحجرة فهو مومياواتان لجنينين حديثي الولادة من أطفال الملك، وبعد دراستهما أتضح أنهما لبنتي الملك، واحدة في عمر سبعة آشهر، والأخري في عمر تسعة أشهر وقد ماتا أثناء الولادة، وقد أتضح انهما قد كفنا بحرص شديد ووضعا في تابوتين صغيرين، وقد قمنا عن طريق المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية بفحص الأجنة، وقد وجد أنهما في حالة سيئة جداً، وخاصة لأن ديري المسئول عن فحص المومياوات مع كارتر قام بوضعهما في مخازن طب القصر العيني، وسوف نشير بعد ذلك إلي نتائج فحص الأجنة عن طريق الأشعة المقطعية والتي قامت بها الدكتورة سحر سليم، وكذلك تحليل ال DNA والذي قام به الدكتور يحيي جاد والدكتورة سمية إسماعيل.